تغير حياة الأبناء بسبب كورونا يزيد من مخاوف الآباء

دراسة حديثة: أهم 10 مخاوف بشأن صحة الأطفال خلال 2020 اختلفت بناء على الخلفية العرقية للوالدين.
الاثنين 2021/01/04
قلق متزايد

واشنطن - تتزايد مخاوف الآباء والأمهات بشأن تأثير جائحة كورونا المتواصلة على أطفالهم، وأظهرت دراسة حديثة أن أهم ثلاث مخاوف تشغل الأسر في الوقت الحالي تمحورت حول مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان طفلهم يتعرض للتنمر الإلكتروني وما إذا كان الطفل معرضا للخطر أثناء الاتصال بالإنترنت.

وقال جاري فريد، طبيب الأطفال ومؤلف الدراسة الدكتور في بيان “يبدو أن أكبر مخاوف الآباء تجاه الشباب مرتبطة بالتغيرات في نمط الحياة نتيجة الجائحة”.

وأضاف “لقد قلب كوفيد – 19 عالم أطفالنا والمراهقين رأسا على عقب من نواح كثيرة، وينعكس ذلك في كيفية تقييم الآباء للقضايا الصحية في عام 2020”.

وأشارت الدكتورة جيني راديسكي، الأستاذة المساعدة لطب الأطفال في مستشفى “سي.أس موت” للأطفال التابع لجامعة ميشيجان الأميركية، التي لم تشارك في الدراسة إلى أن “هذا يبين الكثير عن شعور الآباء بالضيق، ومدى ضآلة ثقتهم في أن جميع التقنيات في حياة أطفالهم تدعم رفاهم”.

وكشفت الدراسة التي شملت أكثر من ألفي والد أن الزيادة في عادات الأكل غير الصحية وقلة النشاط البدني بين الأطفال، إلى جانب المخاوف من العنصرية والاكتئاب وخطر الانتحار، كانت من أهم بواعث القلق لآباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و18 عاما.

كما كشفت الدراسة أسبابا أخرى لقلق الآباء تعلقت بتوتر أطفالهم وقلقهم، وخشيتهم إذا كان طفلهم يدخّن أو يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات. ووجدت الدراسة أن أهم 10 مخاوف بشأن صحة الأطفال خلال 2020 اختلفت بناء على الخلفية العرقية للوالدين. صنَف الآباء السود العنصرية على أنها مصدر قلقهم الصحي الأكبر للأطفال والمراهقين، في حين أن كوفيد – 19، جاء في المرتبة الثانية.

وصنَف الآباء من أصل إسباني العنصرية في المرتبة السادسة على قائمة أكبر 10 مخاوف لديهم، فيما حل الفايروس في المرتبة الثامنة. ومع ذلك، لم تأت العنصرية ولا الفايروس ضمن أهم 10 مخاوف للآباء البيض، الذين كانوا أكثر قلقا بشأن الإفراط في استخدام الإنترنت وإساءة المعاملة.

وجاء الأكل غير الصحي من قبل الأطفال خلال العام في المركز الرابع لكل من الوالدين البيض والسود، لكنه لم يكن في المراكز العشرة الأولى للآباء من أصل إسباني.

وأكد فريد أن العزلة الاجتماعية والتغييرات في الروتين بسبب الفايروس قد تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، وقد يلاحظ الآباء تغيرات، مثل زيادة المشكلات السلوكية لدى الأطفال الأصغر سنا أو تغير المزاج أو الخمول لدى الأطفال الأكبر سنا والمراهقين. مضيفا أن “عادات النوم غير المتسقة قد تزيد بشكل خاص من احتمالية الأكل غير الصحي وتقليل النشاط البدني الخارجي”.

وأشارت الدراسة إلى أن الآباء السود ذكروا أن الفقر ونقص الوصول إلى الرعاية الصحية والإصابات التي تسببها الأسلحة النارية ضمن أهم 10 مخاوف لديهم. في حين لم يضع الآباء البيض وذوو الأصول الإسبانية ذلك في قائمتهم، لكنهم ذكروا إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم كأحد أهم 10 مخاوف لديهم.

وكشفت أن الآباء البيض وذوي الأصول الإسبانية صنَفوا الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ومقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الشاشات باعتباره مصدر قلقهم الأول، يليه التنمر أو التسلط عبر الإنترنت وأمان الإنترنت.

ولفتت إلى أنه على الرغم من وجود مخاوف بشأن قضاء وقت طويل أمام الشاشة، فقد يكون هناك مكان لمحادثات الفيديو والمكالمات الهاتفية مع العائلة والأصدقاء.

وأوضح فريد قائلا “من المهم للأطفال والمراهقين الحفاظ على الروابط الاجتماعية والعائلية التي نعلم أنها ضرورية لرفاههم العاطفي، خاصة خلال وقت يشعرون فيه بالتوتر أو العزلة. وقد تكون التكنولوجيا وسيلة مهمة لهذه الاتصالات”.

21