تجميد أس-400 شرط واشنطن لاستبعاد العقوبات على تركيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعلن أنه سيكون بإمكان تركيا البدء في استخدام منظومة الدفاع الجوي الروسية أس- 400 التي بدأ باستلامها في منتصف يوليو الجاري، اعتبارا من أبريل 2020.
السبت 2019/07/27
شجاعة أم تهور

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن بلاده تريد من تركيا عدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الروسية أس- 400، مشيرا إلى إمكانية “فرض عقوبات إضافية على أنقرة” في حال مواصلة تعنتها.

ويأتي تصريح الوزير الأميركي بمثابة فرصة إضافية لأنقرة للعدول عن استعمالها لمنظومة الصواريخ الروسية، حيث يبدو الرئيس دونالد ترامب مترددا في استعمال سلاح العقوبات ضد أنقرة لكنه أكد مرارا أن ذلك غير مستبعد.

وأوضح بومبيو أن “هناك المزيد من العقوبات التي من الممكن فرضها، ولكن بصراحة، الأمر الذي نودّه فعلا هو ألا يتم تفعيل منظومة أس- 400”، مضيفا “هذا هو هدفنا”.

وتابع “هذا ما تحدثنا به مع الأتراك طوال أشهر.. قلنا لهم بكل بساطة هذا لا يتوافق مع طائرات أف- 35”.

ودعا بومبيو أنقرة إلى إعادة التفكير في قرارها، مضيفا “نحن نعمل جميعا، الكل يعمل مع بعضه من أجل أن نقوم بما في وسعنا”. وأردف “لقد أوضحنا للأتراك بأن مسألة تفعيل أس- 400 غير مقبولة”.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، أنه سيكون بإمكان تركيا البدء في استخدام منظومة الدفاع الجوي الروسية أس- 400 التي بدأ باستلامها في منتصف يوليو الجاري، اعتبارا من أبريل 2020.

وقال خلال خطاب متلفز “في أبريل 2020 سنتمكن من البدء باستخدام منظومة أس- 400”.

واشترت أنقرة المنظومة الروسية رغم احتجاجات واشنطن التي ترى أنها تتناقض مع ترتيبات حلف شمال الأطلسي، وتركيا عضو فيه.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن استبعاد تركيا من برنامج طائرات أف- 35 معتبرة أنه لا يمكنه التعايش مع منظومة أس- 400.

مشروع قد تخسر تركيا فيه الكثير
مشروع قد تخسر تركيا فيه الكثير

 وترى واشنطن أن شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الجوي الروسية تهدد بانكشاف الأسرار التكنولوجية المستخدمة في هذه الطائرة التي تريد تركيا التزود بها أيضا.

وفي الشهر الماضي قال الرئيس التركي بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي في قمة مجموعة العشرين إن الولايات المتحدة لا تعتزم فرض عقوبات على أنقرة لشرائها نظام أس- 400. وقال ترامب “إن تركيا لم تلق معاملة عادلة”، لكنه لم يستبعد فرض عقوبات.

وطبقا لتشريع يعرف بقانون التصدي لخصوم أميركا من خلال العقوبات، وهو معني بشراء معدات عسكرية من روسيا، ينبغي أن يختار ترامب خمسة إجراءات من بين 12 إجراء محتملا.

وتتراوح هذه الإجراءات بين حظر إصدار تأشيرات الدخول والحرمان من التعامل مع بنك الصادرات والواردات الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له وتتمثل الاختيارات الأشد في وقف التعامل من خلال النظام المالي الأميركي والحرمان من رخص التصدير.

وإذا اقتنع كبار مستشاري السياسة الخارجية في الجناح التنفيذي بالولايات المتحدة بأن تركيا، وليس الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه فحسب، أدارت ظهرها للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فقد يُعتبر حينئذ تعطيل برنامج أف- 35 ثمنا يستحق دفعه لإنقاذ الحلف من تقويض بلد عضو له علاقاته بدولة مثل روسيا التي تخالف بشكل أساسي قيم ومعايير السلوك لدى الحلف.

وتقول الولايات المتحدة إن نظام أس- 400 قد يعرض المقاتلات الشبح من طراز أف- 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن للخطر وهي الطائرات التي تساعد تركيا في تصنيعها وتعتزم شراءها.

وشراء النظام أس- 400 من بين قضايا عدة تسببت في توترات في العلاقات بين الدولتين منها خلاف على الاستراتيجية المتبعة في سوريا شرقي نهر الفرات حيث تتحالف واشنطن مع قوات كردية تعتبرها أنقرة خصما لها.

وتسبب احتجاز موظفين بالقنصلية الأميركية في تركيا في توتر العلاقات فضلا عن الخلافات بشأن السياسة تجاه إيران وفنزويلا والشرق الأوسط.

وتطالب أنقرة واشنطن منذ وقت طويل بتسليمها رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي تعتبره الرأس المدبر لانقلاب فاشل وقع في عام 2016، لكن الولايات المتحدة رفضت الطلب مرارا.

5