تجدّد القتال في قره باغ يهدد هدنة بوساطة أميركية

باكو/يريفان – تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات الاثنين بانتهاك وقف إطلاق النار الجديد الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة لوقف القتال في جيب ناغورني قره باغ، مما يثير الشكوك حول فرص نجاح أحدث مسعى دولي لإنهاء الاشتباكات الدائرة منذ نحو شهر.
ودخلت ثالث هدنة في غضون أسبوعين حيّز التنفيذ الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي. وخلال دقائق، قالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان إن القوات الأرمنية قصفت قرى في منطقتي تارتار ولاتشين. ونفت وزارة الدفاع في قره باغ ذلك، وقالت إن القوات الأذرية شنت هجوما صاروخيا على مواقع عسكرية أرمنية على الجانب الشمالي الشرقي من خط التماس.
وذكرت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان أن أذربيجان انتهكت وقف إطلاق النار حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
واندلعت المعارك الأخيرة في قره باغ، وهو إقليم جبلي في أذربيجان يقطنه ويسيطر عليه سكان من عرق الأرمن، في 27 سبتمبر الماضي. والقتال هو الأسوأ في منطقة جنوب القوقاز منذ التسعينات، ولم تصمد هدنتان توسطت فيهما روسيا لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتسعى القوى العالمية إلى منع نشوب حرب أوسع قد تشارك فيها تركيا، التي أعلنت دعمها القوي لأذربيجان، وروسيا، التي أبرمت معاهدة دفاعية مع أرمينيا. وأدى الصراع إلى توتر العلاقات بين أنقرة وشركائها في حلف شمال الأطلسي.
وتصطدم المساعي الأميركية لتهدئة التوتر في قره باغ بتحريض تركيا لحليفتها باكو على المضي قدما في خيار الحل العسكري بدل التسوية السلمية، ما يعقّد الأزمة ويدفع باتجاه إطالة أمدها.
وتجد باكو في الدعم التركي والتلكؤ الغربي المدفوع بحسابات جيوسياسية فرصة مواتية لفرض خياراتها في تسوية الأزمة، بعد أن عززت أنقرة جبهات القتال بإرسالها مرتزقة سوريين.
ونفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام الاتهامات بإرسال مقاتلين سوريين مدعومين من أنقرة إلى قره باغ للقتال إلى جانب أذربيجان ضد القوات الانفصالية الأرمنية.
وأكد أردوغان خلال كلمة ألقاها في أنقرة أن “البعض يقول لنا أرسلتم (مقاتلين) سوريين إلى هناك. ليس لدينا مثل هذه النية لديهم الكثير للقيام به في بلدهم، لن يذهبوا” إلى ناغورني قره باغ.
وأكدت دول عديدة منها فرنسا خلال الأسابيع الماضية أن مقاتلين سوريين يشاركون في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان حول قره باغ حيث الغالبية الأرمنية. وقال الرئيس الأذري إلهام علييف الاثنين، إن “طائرات أف -16 التركية قَدِمت إلى أذربيجان سابقا لإجراء مناورات مشتركة، وأنه في حال التعرض لهجوم خارجي فإنها ستظهر نفسها”.
وجرى التوصل إلى أحدث اتفاق على وقف إطلاق النار الأحد بعد محادثات في واشنطن بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيريه الأرمني والأذري.
وشارك في المحادثات أيضا ممثلون عن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة في الصراع وتقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وقالت المجموعة إن رؤساءها ووزراء الخارجية اتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في جنيف في 29 أكتوبر.
وقال إقليم قره باغ إن 974 من جنوده قُتلوا منذ 27 سبتمبر، وتقول أذربيجان إن 65 مدنيا أذريا قُتلوا لكنها لم تفصح عن خسائرها العسكرية.