بلاتر متفائل والأمير علي بن الحسين ينتقد الدعم العربي

السبت 2015/04/11
بلاتر وحياتو نفوذ متواصل على كرة القدم العالمية والأفريقية

القاهرة - شهدت العاصمة المصرية القاهرة جولة جديدة من جولات الدعاية للمرشحين لرئاسة الفيفا في الانتخابات، المقرر أن تجري في زيوريخ مقر الاتحاد الدولي للعبة في الـ29 من مايو المقبل، خلال حضور المتنافسين الأربعة لاجتماعات اللجنة التنفيذية (الكونغرس) واجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

كانت جولة القاهرة فرصة مواتية للسويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الحالي لاسترداد أنفاسه واستعراض نفوذه القوي على أكبر الاتحادات القارية الكروية التابعة له (56 دولة) بعد أن خرج من موقعة “كونغرس” الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في العاصمة النمساوية فيينا في الـ24 من مارس الماضي مثخنا بالجراح بتدبير حليفه القديم ميشيل بلاتيني رئيس “اليويفا” الذي أفسح المجال وقتها أمام المرشحين الثلاثة المنافسين لبلاتر (الأمير علي بن الحسين والبرتغالي لويس فيغو والهولندي ميشيل فان براغ) ليتحدثوا أمام ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قبل أن يجهز على السويسري العجوز بخطبة ختامية وجه من خلالها الكثير من السهام الخفية لطريقة إدارة بلاتر للفيفا.

أما في القاهرة فتبادل بلاتر وحياتو عبارات الغزل ليثبتا بالدليل أن عالم الكرة أكثر براغماتية من السياسة في تحالفات المصالح، حيث كان الاثنان قد خاضا معركة شرسة ضد بعضهما البعض في الحملة الانتخابية لرئاسة الفيفا عام 2002 (وكان حليف بلاتر الأساسي وقتها ضد حياتو هو القطري محمد بن همام الذي تحول إلى ألد أعداء السويسري فيما بعد حينما ترشح أمامه في الانتخابات الماضية (2011)، ثم انسحب بعدما تردد تعرضه لضغوط عنيفة من كبار المسؤولين في قطر التي كانت تنافس وقتها على نيل استضافة مونديال 2022.

“العرب” جالت في أروقة ودهاليز اجتماعات الكونغرس الأفريقي لرصد الأجواء التي تجري خلف الكواليس، فكان أبرز ما توقفت أمامه حالة التوافق شبه الكاملة بين غريمي الماضي بلاتر وحياتو اللذين لم يكتفيا فقط بالتغزل ببعضهما البعض على الملأ (بلاتر قال إن حياتو قائد عظيم للكرة الأفريقية، بينما قال الكاميروني إن أفريقيا سعيدة بوجود بلاتر فيها)، حيث كان الاثنان يتحركان معا معظم أوقات المؤتمر ويكثران من الجلوس معا بمفردهما خلال فترات الاستراحة من اجتماعات الكونغرس، فضلا عن تهامسهما من وقت لآخر خلال الجلسة الافتتاحية ليثبتا أمام الجميع عمق التحالف بينهما.

بدا بلاتر طوال فترة وجوده في القاهرة سعيدا ورائق المزاج ليس فقط بالنتائج الإيجابية التي حققها على المستوى الأفريقي (حياتو أعلن أن أفريقيا كلها تؤيد بلاتر) وإنما لما واجه منافسيه من إحباطات ربما كان أبرزها للأمير علي بن الحسين الذي كان يعوّل على موقف داعم له من الاتحادات العربية المشاركة في الاجتماعات، لكنه قوبل بحالة من اللامبالاة من رؤساء الاتحادات العربية، الذين لم يصدر عن أي منهم أي تعليق أو رفض لتصريح حياتو، كما لم تصدر عنهم أي إشارة عن دعمهم للأمير علي.

الطريف أن حوارا عابرا جمع الأمير علي وأحد مساعديه مع صحفي مصري على هامش الاجتماعات، حيث سأل الصحفي الأمير عن رؤيته للمعركة الانتخابية فتطوع المساعد بالرد أنهم متفائلون ويعولون على الأخوة العرب، فما كان من الصحفي إلا أن رد ببراءة شديدة “إذا كنت جادا في التعويل على الأخوة العرب يبقى هارد لك من الآن” ليقهقه الأمير على اللفتة الطريفة.

23