انقلاب تركيا يغير خارطة السياحة في الشرق الأوسط

توقع مراقبون أن تشهد خارطة السياحة في منطقة الشرق تغيرات كبيرة بعد الانقلاب في تركيا، لكنهم رجحوا أن تبقى حصة المنطقة من ازدهار السياحة العالمية متدنية، بسبب انتشار نقاط التوتر الأمني في معظم أنحاء المنطقة. وتشير تقديرات منظمة السياحة العالمية إلى أن مداخيل السياحة تصل حاليا إلى نحو 7 تريليونات دولار سنويا، وتشكل إيراداتها نحو 9.5 بالمئة من حجم الناتج الإجمالي في العالم.
وتشهد الحركة السياحية في المنطقة العربية تغيرات جذرية قد تعصف بمستقبل الاستثمار في هذا القطاع، بسبب التوترات التي جعلتها طاردة للسياحة، نتيجة اشتداد الصراع في سوريا وليبيا والعراق، إضافة إلى عدم استقرار لبنان وتونس وتحذيرات السفر إلى مصر.
وطالب مستثمرون بقطاع السياحة المصري، الحكومة بضرورة البدء فورا في الترويج للمقصد السياحي عالميا والاستفادة من التوترات التي يشهدها المقصد التركي حاليا، بعد زلزال الانقلاب وما تبعه من عمليات اجتثاث في مؤسسات الدولة وإعلان حالة الطوارئ.
|
وقال عادل عبدالرازق، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية الأسبق إن “معدلات السياحة العالمية تشهد نموا لكن ثمار هذا النمو بعيدة عن المنطقة العربية”، متوقعا خسارة تركيا 30 بالمئة من عدد السائحين بسبب تداعيات الانقلاب العسكري الفاشل مؤخرا.
ويؤكد عبدالرازق أن السوق المغربية هي الوحيدة التي تعد منطقة جذب سياحية، حيث يصل عدد السائحين لها إلى نحو 12 مليون سائح. وزاد عدد السياح عالميا خلال العام الماضي ووصل إلى نحو 1.3 مليار سائح مقارنة بنحو 1.1 مليار خلال عام 2014، بينما وصل عدد السائحين للسوق التركية إلى نحو 32 مليون سائح، كما بلغت الإيرادات حوالي 37 مليار دولار العام الماضي.
|
وقال ريمون نجيب الخبير السياحي المصري لـ“العرب” إنه “يجب على المسؤولين عن قطاع السياحة التحرك فورا لانتشال السياحة المصرية من كبوتها، إذ أن تركيا ستفقد السياحة الوافدة إليها على الأقل حتى نهاية العام الجاري”.
ويتوقع الخبير أن تستقطب مصر ما لا يقل عن 20 مليون سائح سنويا، شرط إعداد خطة جذب سياحة على مستوى العالم، تبدأ من سبتمبر وحتى يناير المقبل من خلال الترويج عبر الوكلاء الأوروبيين وهي ضرورة ملحة لإنقاذ السياحة. ويتوافد على تركيا سائحون من روسيا وألمانيا ودول الخليج، وبعد التطورات الأخيرة يمكن أن تتغير وجهاتهم بعيدا عن تركيا.
ومن جانبه، يعتقد باسم حلقة نقيب السياحيين أن السوق المصرية تمتلك كافة المقومات لتصبح بديلا قويا عن السوق التركية خلال الوقت الراهن. وقال إن القرار النهائي يعود إلى السائح.
|
ويقول معتز السيد نقيب المرشدين السياحيين السابق إن مصر ستحصل على جزء من السياح الذين سيغيرون وجهتهم من تركيا، لكن ذلك يتطلب تفعيلا قويا لخطوط الطيران. وأوضح لـ“العرب” ضرورة تفعيل مكاتب التنشيط السياحي في الخارج، وتحديدا مكتب هيئة تنشيط السياحة في أبوظبي.
وكانت وزارة السياحة قد افتتحت مكتبا للتنشيط السياحي في أبوظبي ليصبح المركز الرئيسي للترويج للسياحة المصرية في دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف جذب سياح منطقة الخليج لإنقاذ الموسم السياحي.