انطلق موسم التوت يا قوم!

لا يفشل التوت أبيض كان أو أسود، كما التين الأسود في تحسين مزاجي أبدا.
أستسلم لإغراء أكل دلو على الفور! هشّ لكنه صاحب قلب قوي.
لطالما حظي التوت الأسود بتقدير كبير لرائحته الخاصة، كما لمزاياه الصحية.
وهنا انطلق موسم التوت يا قوم! ينتشر بائعو التوت على طول الطريق في مرناق ذلك الطريق الذي يمر عبر بساتين الجنون وبجوار مزارع الكروم أين يعرضون التوت في دلاء واسعة كي لا تسحق الحبات الأخرى في الأسفل.
تعرف مدينة مرناق الفلاحية الجميلة باسم مدينة العنب والتين أيضا كما التوت صيفا كما البرتقال وكل أنواع القوارص شتاء إنها عاصمة الغلال بلا منازع.
استمتع البشر بالتوت للآلاف من السنين. تم العثور على بقايا التوت محفوظة في جسد امرأة دنماركية منذ 2500 عام.
ومن آسيا الصغرى، انتشر التوت في جميع القارات. كان الإغريق القدماء يستهلكون التوت وأطلقوا عليه اسم “دماء الجبابرة” في إشارة إلى الدم الذي أراق خلال القتال ضد آلهة الأساطير القديمة.
وتروي الأسطورة أن إبليس حين طُرد من الجنة اصطدم بشجرة توت. منذ هذه الحادثة، يعود إبليس كل عام في وقت معين ليبصق على حبات التوت ليجعلها غير صالحة للأكل. لذلك يسرع المزارعون لحصاده قبل ذلك الحين!
هنا كل شجرات التوت مثمرة وجميلة.. في مواسم الانتظار، تلك الفصول الساكنة، غالبا ما غفلت عن جمالها رغم انتشارها أمامي في كل مكان.
فصول متغيرة من الأجدى أن تجعلنا نقدر التغيير في حياتنا وننظر إليه على أنه عملية طبيعية. مثلما الطبيعة الأم ليست ثابتة، كذلك حياتنا. قد ينتظر بعضنا طوال العام للحصول على غلاله المفضلة. كثيرة هي الأشياء في هذا العالم التي يجب أن تموت لتبدأ من جديد.
علينا أن نتحلى بالصبر في انتظار الأشياء التالية في حياتنا.
من السهل أن يخدع الإنسان نفسه بالقول إنه ملك هذا الكوكب، لا يدرك أن أكثر خصائصه تحررا هي أنه لا أحد يستطيع احتواءه ما لم يتركه حرا.
ومثلما يبدأ الخريف نهاية الصيف، ويمثل الربيع نهاية الشتاء، فهناك فصول في حياتنا، موضوعة في جدول زمني، من المفترض أن نستمتع بها حتى تمر. لا يجب أن نشعر بالخسارة، لأننا لا نعرف أبدا ما هي الأشياء المدهشة التي ستحدث لنا في الفصل التالي من حياتنا. الأفضل لم يأت بعد أكيد.. والأفضل الذي لم يأت بالنسبة لي هو التين.. الكرموس!