اليمين الإسرائيلي يوظف مقتل جندي للضغط باتجاه ضم الضفة الغربية

القدس- قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز وجوده في الضفة الغربية على خلفية العثور على جثة جندي تحمل طعنات جنوبي الضفة، وسط دعوات من اليمين المتطرف لفرض السيادة الإسرائيلية على هذا الجزء الفلسطيني.
وقال الجيش الخميس “بناء على تقييم الوضع، تقرر تعزيز قوات المشاة في الضفة الغربية بشكل إضافي”. وأضاف “تواصل قوات الجيش وجهاز الأمن العام والشرطة، أعمال التمشيط في المنطقة”.
وتحدث شهود عيان عن تعزيزات كبيرة تنفذ عملية بحث وتنقيب، في عدد من البلدات الفلسطينية، جنوبي الضفة الغربية، عقب الكشف عن مقتل الجندي. وعثر على الجثة فجر الخميس قرب مستوطنة ميغدال عوز في محيط مجمع غوش عطسيون الاستيطاني بين مدينتي بيت لحم والخليل، وهي منطقة تشهد بانتظام صدامات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
ولم ترد بعد توضيحات حول ظروف مقتل الجندي لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى إدانة هذا “الهجوم بالسكين”. وأضاف نتنياهو الذي يخوض حاليا حملة الانتخابات التشريعية في 17 سبتمبر أن “قوات الأمن تنفذ عملية للقبض على هذا الإرهابي القذر وتصفية الحسابات معه”.
اليمين المتطرف في إسرائيل يحاول توظيف مقتل الجندي لإضفاء “شرعية” على الخطوات الاستيطانية
والجندي البالغ من العمر 18 سنة كان طالبا في مدرسة دينية في مستوطنة ميغدال عوز بالقرب من المكان الذي عثر فيه على جثته. وقال مدير المدرسة للإذاعة الإسرائيلية إن الجندي كان يتبع برنامج خدمة عسكرية خاصا يتضمن دراسات دينية. ويشكل تسارع وتيرة بناء المستوطنات التي يقيم فيها اليوم أكثر من 600 ألف مستوطن يعيشون وسط ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مصدر توتر شديد.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع وافقت إسرائيل على خطط لبناء أكثر من 2300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وتشريع ثلاث مستوطنات لم تكن تعترف بها الدولة العبرية رسميا.
وبدا واضحا أن اليمين المتطرف في إسرائيل يحاول توظيف مقتل الجندي لإضفاء “شرعية” على الخطوات الاستيطانية؛ حيث دعت رئيسة حزب اليمين الموحد وزيرة العدل سابقا ايليت شاكيد إلى العمل على وقف صرف المعاشات لمن وصفتهم بـ”الإرهابيين”، ومواصلة الإجراءات لتنظيم الوضع القانوني للتجمعات السكنية اليهودية في الضفة الغربية. وأشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالهجوم، وقالت “إن العملية البطولية رد فعل طبيعي على إرهاب الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
حازم قاسم في تصريح صحافي إن “عملية عتصيون تُثبت أن ثورة وانتفاضة أهلنا بالضفة متواصلة وأن الشباب الثائر لن يُوقف نضاله إلا بإزالة الاحتلال وكنس مستوطنيه”. وتشهد حركة الاستيطان تسارعا في السنوات الأخيرة في عهد بنيامين نتنياهو خاصة بعد وصول حليفه دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة.