المسلسلات التاريخية خط أحمر جديد في تركيا

أنقرة - أفرجت السلطات التركية عن الصحافي أوكتاي جان ديمير، بعد مداهمة منزله واعتقاله بسبب منشورات ساخرة من المسلسلات التاريخية التركية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما بقيت القضية مستمرة ضده إلى حين انتهاء النظر فيها من القضاء بتهمة “إهانة ذكرى أرطغرل”.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أو الشكوى ضد صحافي بهذه التهمة، وتصل عقوبة الإهانة في قانون العقوبات التركي إلى الحبس لمدة سنتين.
وقال جان ديمير، إنه فوجئ بقدوم أكثر من 20 عنصرا من عناصر الأمن إلى منزله، برفقتهم مصفحات، وأضاف “لا توجد حتى الآن شكوى بحقي من أي أحد، أين هي حرية الفكر، إن لم أستطع أن أكتب رأيي في مسلسل؟”.
وكان جان ديمير قد كتب تغريدة ساخرة على صفحته في تويتر “بعد ‘قيامة أرطغرل’ و’نشأة عثمان’، قريبا على الشاشات ‘اليقظة السلجوقية’ والقائمة تستمر، لربما نرى في ما بعد: إغماءة السلطان سليم، ونوم القانوني، واستيقاظ مراد الرابع، وآلام عبدالحميد، وتضرع وحيد الدين”.
وقالت مجموعات مناصرة لحرية الصحافيين إن “ما حصل يعتبر سابقة من نوعها لاتهام صحافي بناء على المادة 130 من قانون العقوبات”.
ويهتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية في السنوات الأخيرة بالدراما التاريخية التي تتحدث عن نشأة الإمبراطورية العثمانية وصراعاتها؛ وقد زار بنفسه مواقع تصوير مسلسل أرطغرل، ويقول متابعون إن أردوغان يرسم لنفسه دور السلطان العثماني ويركز على تلك الحقب التاريخية محاولا استعادتها في مخيلة الشعب التركي.
ونشرت وكالة الأناضول دراسة عن “مركز الدراسات الشرقية” التابع لجامعة بانديون للعلوم السياسية في أثينا، أشارت فيها إلى أن المسلسلات التركية التي انتشرت مؤخرا في الشرق الأوسط وفي منطقة البلقان، هي “جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تركيا لتحسين صورتها بين شعوب المنطقة”.
وأفادت منظمة “مراسلون بلا حدود”، بأنه يقبع في سجون تركيا 93 صحافيا من بينهم 52 شخصا تم اعتقالهم في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2020، فضلا عن الحكم على 19 صحافيا بالسجن.