"المسرح والخيال".. دراسات عن واقع المسرح في زمن الخيال الافتراضي

الشارقة - يناقش الكتاب الجماعي “المسرح والخيال”، الصادر حديثا ضمن منشورات دائرة الثقافة في الشارقة، علاقة الفن المسرح بالخيال في ظل التطور التكنولوجي الملحوظ خاصة في مجال الاتصال البصري والسمعي إلى جانب الحضور القوي لعروض الأداء الحي.
وجاء الكتاب في إطار سلسلة نشرية تصدرها الدائرة وتعنى برصد وتوثيق المداخلات التي تقدم في إطار ملتقى الشارقة للمسرح العربي الذي يُنظم سنويا ويمثل منصة مفتوحة لتبادل الأفكار والآراء والمعارف بين المشتغلين في المجال، من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية، حول تداخلات الفن المسرحي مع قضايا المجتمع والثقافة والفلسفة والعلم.
وضم المؤلف الذي أعده الناقد المسرحي عصام أبوالقاسم مداخلات قدمت في الدورة السابعة عشرة من الملتقى في فبراير 2020، وشارك فيه الباحثون عمر الرويضي من المغرب ببحث تحت عنوان “شعرية الخيال في العرض المسرحي”، والسوري أسامة غنم بشهادة “عن المعرفة والخيال: ورشات مختبر دمشق المسرحي نموذجا”.
وجاءت ورقة جمال ياقوت من مصر بعنوان “توظيف الخيال في عروض المسرح المعاصر”، بينما كتب الكويتي جاسم الغيث حول “تغريب الأبنية التخيلية في المسرح النسوي العربي”، وساهمت صورية غجاتي من الجزائر ببحث عن “جدل الواقعي والماورائي في مسرح القسوة”، وكتب المصري أحمد بدوي عن “المسرح بين الواقع والخيال”، أما العماني عماد الشنفري فكانت مداخلته حول “الخيال في المسرح بين النص والعرض”، وكتبت ميسرة صلاح الدين عن “الصورة التي لا تكتمل باكتمال أجزائها: قراءة في تقنيات مسرح ما بعد الدراما”.
ويقدم الكتاب الجماعي سلسلة من الأطروحات التي تتناول المسرح كخيال، أي كطريقة تمثيل عوالم خيالية أو تخيلية. لهذا فإنه يولي اهتماما خاصا للطريقة الأخرى للتمثيل، الطريقة الروائية، في تجلياتها الثقافية الكبرى، أي السرد الأدبي والسينمائي، كما يناقش واقع المسرح في ظل التطور التكنولوجي الكبير.
ويجمع الباحثون على أن عالم المسرح فيه خيال مزدوج، خيال خاص بالنص نفسه، الواقع الخيالي، والواقع المتعلق بخشبة المسرح. فالمكان والزمان والشخوص يختلطون من خلال التمثيل.
وتقر أغلب البحوث بصعوبة نقل المسرح إلى الفضاء الافتراضي، لأنه مناقض في جوهره لهذا الفضاء، إذ هو فن حي، لا يحتمل التسجيل والمحامل الرقمية.