المسرح الجزائري مسيرة حافلة تحتاج إلى دعم أكبر
الجزائر– أكدت التوصيات التي خرجت بها ندوة “المنجز في المسرح الجزائري بعد 58 سنة… أسئلة، تأملات ورهان” التي نظمت أخيرا بالمكتبة الوطنية بالحامة بالجزائر العاصمة، على دور المسرح في نشر العلم والمعرفة بين أفراد المجتمع عن طريق التواصل مع المتلقي واستيعاب حجم الطاقات الفكرية والخيالية المتجددة فيه.
واعتبر تقرير الندوة في ختامها حول المنجز في المسرح الجزائري أن الجمهور الواعي هو عنصر أساسي في تطوير المسرح وجعله مرآة عاكسة لانشغالاته وطموحاته، مؤكدا من جهة أخرى على دور المسرح في تكوين الشخصية الذواقة والمتشبعة بالهوية والجمع بين المتعة الفنية والمنفعة المعرفية بفضل التفاعل مع حاجات المتلقي.
وبعد أن ناقشت الندوة، التي تدخل ضمن فعاليات برنامج الموسم الثقافي 2020 – 2021، الأوضاع الراهنة للمؤسسة المسرحية عبر ثلاثة محاور هامة أبرزها “الدور الوظيفي للمسرح الجزائري وأهدافه” و”التحولات البنيوية في المسرح الجزائري (تأملات وتشخيص وتوصيف)”، قدم المشاركون مجموعة من المقترحات الهامة للنهوض بالفن الرابع واضطلاعه بدور فعال في عدة مجالات ومنها المنظمة التربوية من خلال إدراج المسرح ضمنها.
وأبرزت المقترحات ضرورة استعانة المؤسسات التربوية بمختصين في المسرح وكذا بعث اتفاقيات بين مؤسسات التعليم والمسرح وتفعيل النشاط المسرحي في المدارس وإنعاش المسرح الجامعي.
ومن بين المسائل الأخرى التي أثيرت في اللقاء مسألة الاستثمار في ميادين المسرح لبناء فضاءات جديدة. كما طالب المشاركون بتحيين القوانين التي تسير المسرح ووضع استراتيجية للاستثمار والترويج والتسويق للعمل المسرحي.
ومن بين النقاط الهامة التي طرحت تلك الخاصة بحماية الفنان ومنحه حقوقه الكاملة بتشكيل إطار تنظيمي يحمي الفنان ويحدد واجباته.
وحث أيضا المشاركون على مسألة الانفتاح على التجارب العالمية للارتقاء بالمسرح الجزائري في ظل التطور الذي يعرفه المسرح العالمي مع احترام حرية الإبداع.
وأكدوا أيضا بالمناسبة على أهمية التكوين وتثمين فكرة المخبر المسرحي الخاص بالمسرح الوطني بإعطاء بعد أكاديمي لأبي الفنون في الجزائر.
إلى جانب الندوة العلمية أدرجت فعاليات مسرحية أخرى في نفس الإطار، منها معرض يروي بالصور مسار المسرح الجزائري منذ نشأته وصور الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في تأسيس هذا المسرح في ظل ظروف استعمارية قاسية.
