المسرحيون المغاربة الشباب يؤسسون للقطيعة ويواجهون الموقع الهامشي لأبي الفنون

الكاتب أحمد مسعية يقارب في كتابه "مسرح القطيعة، عن الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب" تجربة الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب.
الأربعاء 2021/11/03
المسرح فن حي يبدأ من الواقع

الدار البيضاء - جرى أخيرا ضمن فعاليات الدورة الـ33 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، تقديم كتاب “مسرح القطيعة، عن الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب” لمؤلفه أحمد مسعية.

يقارب مسعية في هذا الإصدار تجربة الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب برؤية نقدية لا تعتمد على تطبيق النطريات بقدر ما تهتم بالرصد واستنباط أحكامها من الواقع.

والكتاب الصادر أخيرا بالفرنسية ضمن منشورات “الفاصلة” ثمرة سنوات طويلة من البحث في مرحلة هامة من تاريخ المسرح المغربي، تناهز ثلاثة عقود منذ تأسيس المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي، أثمرت جيلا جديدا من الشباب الذي يصنع تجارب مسرحية متميزة، ولو أنها تواجه اختلالات في البيئة الثقافية والفنية الحاضنة التي تعوق المضي بها إلى حدود أبعد.

الكتاب يرصد نقاط قوة تجربة الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب ومكامن محدوديتها
الكتاب يرصد نقاط قوة تجربة الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب ومكامن محدوديتها

يضع مسعية تحت المجهر تجربة الإبداع المسرحي الشاب بالمغرب راصدا نقاط قوتها ومكامن محدوديتها، على طريق صناعة القطيعة مع الماضي وارتياد آفاق ما بعد الحداثة استنادا على متابعة جديد الأساليب التعبيرية المسرحية الحديثة وعلى طرح مقاربات جريئة تجاه منظومة القيم التقليدية.

ويحلل الكاتب في محور أول إسهام خريجي المعهد في مجال البحث والإبداع على السواء، قبل أن يستعرض ثانيا التجارب الجمالية المختلفة للفرق المنحدرة من المعهد ويحلل إسهامها المسرحي ثم يأخذ، في محور ثالث، مقعده كناقد متابع للمسرح المغربي من أجل تقديم قراءاته المعمقة للعروض التي تابعها على مدى أكثر من ربع قرن، مستخلصا تياراتها الجمالية وقيمها الفنية المضافة.

وينحاز إلى الجيل الجديد من المبدعين المسرحيين الذين يرسمون للمسرح المغربي مكانة طليعية، لكنه لا يجامل في وصف غربة المسرح عن محيطه الاجتماعي في ظل عزوف الجمهور عن قاعات العرض، واستمرار الموقع الهامشي لأب الفنون في صناعة البنية الثقافية للمجتمع رغم الجهود المؤسساتية المبذولة.

يذكر أن أحمد مسعية الذي أدار المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي من 1993 إلى 2004، أغنى الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات في المجال المسرحي والثقافي عامة، من بينها “رغبة في الثقافة”، “دليل المسرح المغربي” (بالعربية والفرنسية)، “إنسانية للمشاطرة”، بالإضافة إلى جديده الأدبي “السيدة ذات الجلباب الأحمر”.

13