القوات الأفغانية تتقهقر بعد سيطرة طالبان على عاصمة ولاية ثانية

بعد أن سيطرت على مناطق ريفية شاسعة بدأت حركة طالبان توجه هجماتها إلى المدن الكبرى محاصرة العديد من عواصم المقاطعات بما فيها قندهار وهرات.
الأحد 2021/08/08
انتكاسة جديدة للقوات الأفغانية

كابول- سيطرت طالبان السبت على ثاني عاصمة ولاية في أفغانستان في غضون أربع وعشرين ساعة، في وقت تحاول القوات الحكومية جاهدة حماية سلسلة مدن أخرى من السقوط في أيدي الحركة، لكن خسارتها عاصمتين تبعث إشارات سلبية.

وقال نائب حاكم جوزجان قادر ماليا “للأسف، سيطرت طالبان على مدينة شبرغان”، مضيفا أن القوات الحكومية والمسؤولين “تراجعوا إلى المطار”.

ويتحدر أمير الحرب السابق عبدالرشيد دستم الذي عاد إلى أفغانستان الأسبوع الجاري بعد تلقيه العلاج في تركيا من شبرغان. وإذا بقي معقله في أيدي طالبان، سيكون ذلك بمثابة نكسة أخرى للحكومة التي دعت أخيرا أمراء الحرب السابقين والميليشيات المختلفة إلى محاولة وقف تقدم المتمردين.

وسيطرت طالبان على أجزاء واسعة من الأرياف في أفغانستان منذ أطلقت سلسلة هجمات في مايو تزامنت مع بدء آخر مراحل انسحاب القوات الأجنبية.

والجمعة سقطت زرنج في نيمروز في أيدي طالبان “من دون قتال”، وفق نائب حاكم الولاية، فكانت بذلك أول عاصمة ولاية تنجح الحركة في السيطرة عليها.

على وسائل التواصل الاجتماعي تشير الرسائل التي تنشرها طالبان إلى ترحيب حار من المدنيين في زرنج، المدينة التي تنتشر فيها الجرائم

وأكد مستشار للمارشال دستم سقوط شبرغان. وأوضح أن “القوات الأمنية والمسؤولين انسحبوا إلى منطقة تبعد حوالى 20 كيلومترا عن المدينة. وهم كانوا مستعدين لذلك، خصوصا من خلال نقل ما يكفي من الذخيرة للدفاع عن أنفسهم ضد هجوم طالبان”.

وسيطرت طالبان على مناطق ريفية شاسعة في الأشهر الثلاثة الماضية وبدأت الآن توجه هجماتها إلى المدن الكبرى، محاصرة العديد من عواصم المقاطعات بما فيها قندهار وهرات، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.

وفي حين أن السيطرة على زرنج عاصمة مقاطعة نيمروز الصحراوية على الحدود الإيرانية ليست ذات أهمية استراتيجية كبرى، فإن استسلام القوات الأفغانية يمثل إشارة مقلقة للبلدات المعزولة الأخرى.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تشير الرسائل التي تنشرها طالبان إلى ترحيب حار من المدنيين في زرنج، المدينة التي تنتشر فيها الجرائم. وتظهر هذه المنشورات عناصر طالبان وهم يلوحون بأعلامهم على متن مركبات عسكرية فيما يهتف شبان وصبية لهم.

ولكن من غير الواضح ما إذا كانت ردود الفعل هذه تشير إلى دعم حقيقي للمتمردين أو ما إذا كان المدنيون يحتاجون إلى إظهار دعمهم للمسلحين من أجل ضمان بقائهم على قيد الحياة.

3