الفنان التجريبي محمد أحمد إبراهيم يمثل الإمارات في بينالي البندقية 2022

مؤسّسات كبرى استحوذت على أعمال الفنان الإماراتي الإبداعية، من بينها المتحف البريطاني ومركز جورج بومبيدو ومؤسسة الشارقة للفنون ومركز فن جميل ومؤسسة بارجيل للفنون.
الأربعاء 2020/09/30
أعمال فنية قائمة على فكرة الشكل

 أبوظبي – اختار الجناح الوطني لدولة الإمارات الفنان والرسّام والنحّات محمد أحمد إبراهيم لتمثيل الإمارات خلال فعاليات بينالي البندقية 2022، تحت إشراف القيّمة الفنية مايا أليسون.

ويكتسب إبراهيم، الذي سبق له أن شارك في بينالي كوتشي – موزيريس 2016، شهرة واسعة بوصفه واحدا من أبرز الفنانين التجريبيين في دولة الإمارات، وهو يحتل مكانة بارزة كعضو مؤثّر وفعّال داخل المجتمع الفني المتطوّر الذي رسّخ حضوره في التاريخ الفني والثقافي منذ تشكيله في أوائل ثمانينات القرن الماضي.

وانطلاقا من منتوجاته اليدوية وممارساته الفنية القائمة على فكرة الشكل، يتجاوب إبراهيم مع بيئته المحيطة مأسورا بجمال المناظر الطبيعية الخلابة في الإمارات. ونالت أعماله اهتماما واسعا، حيث استحوذت مؤسّسات كبرى على أعماله الإبداعية، ومن بين هذه المؤسسات المتحف البريطاني ومركز جورج بومبيدو ومؤسسة الشارقة للفنون ومركز فن جميل ومؤسسة بارجيل للفنون.

وقال الفنان محمد أحمد إبراهيم “لقد ألهمتني سواحل دولة الإمارات وسلاسلها الجبلية الباعثة على التأمل في مسقط رأسي بمنطقة خورفكان، حيث استقرّت عائلتي على مدار أجيال عديدة. ويكمن تفرّد الإمارات عن غيرها في بيئتها المتنوعة والمعالم الحضرية المتطوّرة، ومن هنا ينبعث أحد مفاهيمي الفنية الذي أسبر من خلاله أغوار آفاق جديدة تدفعني إليها أعمالي الفنية عبر استخدام مواد عضوية، كي أفسح المجال أمام عقلي الباطن للعثور على الأشكال”.

محمد أحمد إبراهيم يتجاوب في أعماله الفنية مع بيئته المحيطة، مأسورا بجمال المناظر الطبيعية الخلابة في الإمارات
محمد أحمد إبراهيم يتجاوب في أعماله الفنية مع بيئته المحيطة، مأسورا بجمال المناظر الطبيعية الخلابة في الإمارات

وحول مشاركته في البينالي الإيطالي قال “إنني حقا سعيد بمنحي هذه الفرصة الرائعة لاستعراض ممارساتي الفنية الضاربة بجذورها في المشهد الفني المحلي مع الجمهور العالمي في بينالي البندقية”.

وعُرِف محمد أحمد إبراهيم بفنان الطبيعة التي منها يستمد الإلهام والوحي، حيث يمكن رؤية خورفكان في أعماله. وعن فنه يقول “ممارسة الفن، أو ممارسة فن الأرض بشكل خاص، لا تأتي إلاّ بنزوة متأصلة. إنها تحتاج إلى علاقات حميمية خاصة مع البيئة والطبيعة وجسد الأرض وسكانها”.

ويتابع شرحه قائلا “تعلقي بالطبيعة جاء بحكم نشأتي في قرية خورفكان. اليوم تحوّلت القرية إلى بلدة لها خصائصها الفريدة وسماتها الخاصة، فالجبال تحيط بها جهات ثلاث بينما يعانقها البحر من الجهة الرابعة فتغدق عليها الشمس عند الشروق بأشعة ناعمة تعوّضها عن غروب شمس حُرمت منه بسبب جغرافيتها، فمشاهدة الغروب تتطلب الصعود إلى الجبل”.

وفي هذه البلدة المنفتحة على بلاد فارس والهند وأفريقيا عاش الفنان الإماراتي جاذبية غريبة، فكان منذ الطفولة يجلس خلال الليالي يقلّب الأحجار ويجمع الأغصان والعيدان المتناثرة فيتلمس النقوش الحجرية الغائرة هنا وهناك، نقوشا تخبر حكايات عن رجال وإن كان تاريخها مجهولا وهويتها غريبة.

وتُقام الدورة الـ59 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية خلال الفترة الممتدة بين 23 أبريل و22 نوفمبر 2022، تحت إشراف القيمة الفنية الإيطالية سيسيليا أليماني.

ويستضيف الجناح الوطني لدولة الإمارات معرضا بعنوان “لَدِنة أرضٍ” ضمن فعاليات المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية المقرّر افتتاحه في الثاني والعشرين من مايو 2021، وهو يُقام تحت إشراف القيمين الفنيين وائل الأعور وكينيتشي تيراموتو، المقيمين في دبي، حيث تتمثّل محاولاتهما في تطوير حلول تكنولوجية تحل بديلا عن الإسمنت البورتلاندي عبر استخدام المكونات الملحية والمعدنية الموجودة بكثرة في منطقة السبخة الفريدة من نوعها في دولة الإمارات، ويمثّل هذا المعرض المشاركة العاشرة لدولة الإمارات في بينالي البندقية.

14