العراق يكرّم الإيزيديين أمواتا

بغداد - جرت في العاصمة العراقية بغداد، الخميس، مراسم تشييع رفات مئة وأربعة إيزيديين قُتلوا على أيدي مسلحي تنظيم داعش سنة 2014، وذلك في خطوة رمزية لاسترضاء هذا المكوّن الذي تعبّر قياداته عن غضب شديد مما تعتبره تقصير الدولة في حمايته، حيث كان من أكثر الفئات تضرّرا من غزو التنظيم لمناطق العراق ومن ضمنها معقل الإيزيديين في شمال البلاد.

والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب مدينة الموصل ومنطقة جبال سنجار غربي المدينة، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا.

وشارك الرئيس العراقي برهم صالح وأعضاء في الحكومة والبرلمان وممثلون عن بعثات دبلوماسية والأمم المتحدة في مراسم التشييع التي جرت في نصب الشهداء شرقي بغداد.

وعثر على رفات هؤلاء الضحايا في مقابر جماعية وتم التعرف على هوياتهم بعد نقل الرفات إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لإجراء فحوصات الحمض النووي.

وستوارى رفات الضحايا الثرى في قرية كوجو بقضاء سنجار في محافظة نينوى، وهي القرية التي شهدت إبادة جماعية نفذها مسلحو داعش بحق الإيزيديين منتصف سنة 2014.

وحتى الآن، وفق مسؤولين حكوميين، تم اكتشاف 20 مقبرة جماعية تضم رفات ضحايا من الإيزيديين وجرى فتح 17 منها.

وتعرّض سكّان سنجار لمآس رهيبة حيث تمّ قتل الكثير من الرجال والأطفال وتم سبي النساء واسترقاق بعضهن وبيعهن، كما تعرض القضاء لدمار هائل في بناه التحتية وممتلكات الأهالي على يد التنظيم وخلال الحرب التي دارت ضدّه.

ورغم انتهاء الحرب باستعادة المناطق من سيطرة تنظيم داعش، إلاّ أن الإيزيديين مازالوا يواجهون مخلّفات المآسي التي عاشوها، كما لا يزال مصير العديد من أبنائهم مجهولا.

ويخضع قضاء سنجار حاليا لضغوط وتحرشات تركية بسبب وجود عناصر من حزب العمّال الكردستاني الذي تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا داخله. ويخشى السكان أن يكون ذلك سببا لجعل منطقتهم مسرحا لحرب جديدة.

وحظيت مأساة الإيزيديين باهتمام دولي وأممي، فيما تبذل الدولة العراقية جهودا للتخفيف من آثار تلك المآسي. وفي هذا السياق بحث صالح،

الخميس، مع لجنة المرأة والأسرة والطفولة البرلمانية مشروعي قانون الناجيات الإيزيديات ومناهضة العنف الأسري.

وكتب صالح على تويتر بالمناسبة قائلا “ما حصل لأبنائنا وبناتنا من مختلف الأديان والطوائف هو جرح لكل الوطن.. الانتصار للضحايا وإنصافهم واجب على الدولة”.