السياحة المصرية لا تملك بدائل عن أسواقها الرئيسية

أجمع خبراء السياحة المصرية في تصريحات لـ”العرب” على أن أزمة السياحة ستستمر طويلا، لأن القطاع لا يملك بدائل عن الأسواق الرئيسية مثل روسيا وبريطانيا، اللتين تشكلان أكثر من نصف السياحة المصرية، وأثر حادث سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء نهاية أكتوبر الماضي، وما تلاه من تداعيات سلبية، على أحد أهم القطاعات الاقتصادية رواجا، والذي تقوم عليه الكثير من الصناعات الموازية.
الاثنين 2015/12/07
السياحة المصرية تفتقد السياح الروس

القاهرة- تؤكد البيانات أن قطاع السياحة المصري، يشهد حاليا أسوأ ركود منذ سنوات، رغم مرور 5 أسابيع على سقوط الطائرة الروسية، وتشير إلى انهيار واسع في معدلات الإشغال السياحي في مدينتي شرم الشيخ والغردقة، رغم محاولات البحث عن أسواق بديلة.

وقال حسين صبور نائب رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب، والذي يملك فنادق ومنتجعات سياحية في شرم الشيخ، إن الفنادق بدأت تسريح نسبة كبيرة من العمال، بسبب حالة الركود الكبيرة التي طالت السوق السياحية.

وتعد أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ذروة الموسم السياحي في مناطق شرم الشيخ والغردقة، حيث تتحول إلى مقصد سياحي رئيسي خلال الشتاء. وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن أعداد السياح تراجعت في أكتوبر أي قبل سقوط الطائرة الروسية بنسبة 9.3 بالمئة بمقارنة سنوية.

وقال أشرف يوسف المحاسب بأحد الفنادق الكبيرة في شرم الشيخ لـ“العرب” إن إدارة الفندق قامت منذ شهر بتخفيض عدد العمال بشكل كبير، بعد أن تراجعت نسب الإشغال. وأضاف أن أكثر من 90 بالمئة من الفنادق تعاني من تراجع أعداد السياح.

وكشف مصدر مسؤول في غرفة المنشآت الفندقية المصرية لـ“العرب”، أن عددا من المستثمرين في مناطق سياحية مختلفة أغلقوا فنادقهم مؤقتا، بسبب انعكاسات أزمة الطائرة الروسية.

وأضاف أن كافة المكاتبات التي تلقتها الغرفة أكدت أنه لا توجد إشغالات كبيرة بعد مغادرة آخر الأفواج السياحية الروسية والبريطانية تنفيذا لقرارات حكوماتهم.
أحمد منير عزالدين: خطة لجذب واحد بالمئة من السياح الصينيين البالغ عددهم 150 مليونا سنويا

وأوضح أن معدلات الإشغال في بعض الفنادق الكبرى في شرم الشيخ والغردقة تبلغ 20 بالمئة، لكنها لا تتجاوز في معظم الفنادق 5 بالمئة، بل إن بعض الفنادق أصبحت خاوية تماما.

وقال أحمد منير عزالدين رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين لـ“العرب” إن هناك استراتيجية تستهدف إنقاذ السياحة وسيتم عرضها على المنتدى الاقتصادي خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر في فبراير المقبل.

وأضاف أن الخطة تستهدف جذب نحو واحد بالمئة من السياحة الصينية السنوية إلى الخارج، والتي تصل إلى نحو 150 مليون سائح.

وقال أحمد السكري نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الروماني لـ“العرب” إن المجلس يدرس مع وزارة السياحة جذب نحو نصف مليون سائح من رومانيا سنويا.

وذكر أن المجلس بدأ بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة للقيام بحملة ترويجية في العاصمة الرومانية بوخارست وعدد من المدن الرئيسية، ودعا إلى ضرورة التنسيق بين القاهرة وبوخارست على المستوى الرسمي لعودة خطوط الطيران المشتركة بين البلدين.

وأكد عادل عبدالرازق، رئيس مجموعة فنادق “شارمنج إن” وعضو اتحاد الغرف السياحية لـ“العرب”، أنه لابد من البحث عن أسواق بديلة لإنقاذ السياحة من حالة الركود الشديد.

وأشار إلى بعض الأسواق التي يمكن التركيز عليها ولديها استجابة لزيارة المقصد المصري، مثل السوق الهندية وبعض الدول الإسكندنافية، التي يمكن أن ينجذب سياحها إلى سياحة الاستشفاء المصرية.
حسين صبور: الفنادق بدأت بتسريح العمال بسبب حالة الركود في السوق السياحية

وكشف محمد أمين الرئيس السابق لقطاع السياحة الخارجية في هيئة تنشيط السياحة لـ“العرب” أن أسواق بولندا والتشيك، بدأت تتجه إلى المقصد السياحي المصري، لكن وزارة السياحة قامت بإغلاق مكاتب الترويج فيها، وهي خطوة غير موفقة، ضاعفت من أزمة السياحة، وخلقت عراقيل أمام الأسواق البديلة.

وحذر من دعوات وزارة السياحة إلى تخفيض أسعار الإقامة، التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة حقيقية وتأجيج ظاهرة “حرق الأسعار” التي واجهها القطاع في أعقاب ثورة يناير 2011.

وأشار إلى أنه من الممكن تقديم عروض أخرى لجذب السياح، مثل إعطاء بعض الوجبات مجانا، أو قضاء أيام إضافية على بعض الحجوزات، أو أي عروض أخرى بعيدا عن خفض الأسعار. واستبعد أن تتمكن السياحة الداخلية من إنعاش القطاع، لأنها لا تمثل زيادة في دخل الاقتصاد، بل تمثل نشاطا في الحركة السياحية فقط.

وقال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق لـ“العرب” إن من البدائل، التركيز على الأسواق الآسيوية والأسواق العربية والخليجية، وأن يتم التسويق في كل البلدان، دون الاكتفاء بالترويج في السعودية والكويت والإمارات.

وقال باسم حلقة نقيب السياحيين المصريين، إنه يجب استغلال المبادرات التي أعلن عنها بعض المطربين والفنانين المصريين والعرب، لإقامة حفلات في شرم الشيخ.

وتوقع ألا تطول مدة تعليق رحلات الطيران، من جانب بريطانيا وروسيا، لأن السوق المصرية ليس لها منافس، من ناحية الأسعار ومزايا السياحة الشتوية.

وجاءت الأزمة بين تركيا وروسيا لتفتح الباب أمام عودة السياحة الروسية، بعد العقوبات التي فرضتها موسكو على أنقرة، ومن المرجح أن تتراجع السياحة الروسية إلى تركيا، ولن تجد أمامها سوى مصر كبديل مناسب.
11