الرهانات الإقليمية ترفع مستوى التنسيق بين تونس والجزائر

قيس سعيد يؤكد لعطاف تمسك بلاده بسنة التشاور والتنسيق بين البلدين.
السبت 2024/02/03
قيس سعيد يثني على العلاقات التونسية - الجزائرية

حملت زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى تونس، استعدادا جزائريا لدعم تونس في كافة مجالات التعاون المشترك وخصوصا منها الأمني والدبلوماسي، مع دعوة للرئيس قيس سعيد لزيارة الجزائر للتنسيق بشأن قضايا إقليمية ودولية.

تونس - يؤدي وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف زيارة إلى تونس بصفته مبعوثا خاصا محمّلا برسالة خطية للرئيس عبدالمجيد تبون، موجّهة إلى الرئيس قيس سعيد، في خطوة تكشف عن دلالات سياسية ودبلوماسية في علاقة بالمستجدات الإقليمية.

وترتبط الجزائر وتونس بعدة اتفاقيات سابقة للتعاون على المستوى الحدودي، إلى جانب التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة الأخطار الأمنية.

ويرى مراقبون أن الزيارة تأتي بعد تنسيق ثنائي بين وزيري داخلية البلدين في الأيام القليلة الماضية، بخصوص الجوانب الأمنية والتنموية للمناطق الحدودية كجدار صدّ ضد مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة.

كما أن الجزائر لا تريد أن تكون منعزلة سياسيا، باعتبارها قادمة على محطات سياسية مهمّة أهمها ترؤس الدورة الحالية لمجلس الأمن، وهذا ما يضفي على زيارة عطاف أبعادا سياسية ودبلوماسية.

محمد العربي العياري: الجزائر تعتبر نفسها معنية بموضوع الهجرة غير النظامية
محمد العربي العياري: الجزائر تعتبر نفسها معنية بموضوع الهجرة غير النظامية

واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة بقصر قرطاج، أحمد عطاف، بصفته مبعوثا خاصا محملا برسالة خطية موجهة إلى سعيد من قبل الرئيس تبون.

وأفاد بلاغ للرئاسة التونسية أن سعيد جدّد، التأكيد على “تمسك بلاده بسنة التشاور والتنسيق بين القيادتين في البلدين، وتوحيد الرؤى والمواقف بخصوص جميع المسائل الإقليمية والدولية، سيما في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة والعالم، مؤكدا ضرورة تعزيز التكامل بين تونس والجزائر عبر استشراف آليات وطرق عمل متجددة تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين ومن بينها تنمية المناطق الحدودية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات في البلدين”.

كما شدد سعيد على “اعتزاز تونس بتاريخها المشترك مع الجزائر وإيمانها الراسخ بوحدة المصير، مشيرا إلى عمق وشائج الأخوة الصادقة وعلاقات الشراكة المتميزة القائمة بين البلدين في كل المجالات”، ومؤكدا على “الإرادة الثابتة لتونس في الارتقاء بهذه العلاقات إلى أرفع الدرجات”.

وذكر الرئيس سعيد بموقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني ومساندتها الدائمة للشعب الفلسطيني الأبي في كفاحه من أجل إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

من جهته، قال أحمد عطاف، إن “الرسالة الخطية التي نقلها للرئيس قيس سعيد من الرئيس عبدالمجيد تبون تعكس الحرص على التواصل الدائم والتنسيق المستمر، في سياق مساعي الرئيسين الدؤوبة للارتقاء بالعلاقات التونسية الجزائرية والاهتداء إلى ما فيه خير البلدين وخير المنطقة والجوار الإقليمي”.

وأوضح أن زيارته “تأتي في سياق حركية إيجابية وهادفة تعيشها العلاقات التونسية الجزائرية، خصوصا بعد 4 أشهر من انعقاد اللجنة المشتركة التونسية الجزائرية التي حققت نجاحا بتحديد وتنشيط مجالات جديدة للتعاون الثنائي، وبعد 4 أيام فقط من التئام الدورة الأولى للجنة الثنائية المعنية بتنمية وترقية المناطق الحدودية والتي تمثل بعدا هاما من أبعاد التعاون الثنائي، باعتبارها نقاط التلاقي الأولى والمباشرة للشعبين الشقيقين” .

ولاحظ عطاف أن “هذه الزيارة تأتي كذلك في إطار تعزيز التوافق السياسي البيني للتأثير بصفة إيجابية وبطريقة فعلية على التطورات إقليميا ودوليا، وتوحيد الكلمة بين البلدين وتكثيف الجهود لمواصلة الدفاع وحشد الدعم خدمة للقضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال القضية المركزية”.

ومنذ يومين، وقع البلدان مذكرة تتضمن ورقة الطريق لترقية وتنمية المناطق الحدودية الجزائرية – التونسية، مع تأكيد على ضرورة توسيع التعاون الأمني، في ظل الرهانات الحدودية.

وأفاد الباحث في العلوم السياسية، محمد العربي العياري أن ” زيارة عطاف إلى تونس تأتي أيام قليلة بعد التنسيق بين وزارتي الداخلية في البلدين وإبرام اتفاق يقضي بتنمية المناطق الحدودية وزيادة التعاون الأمني بينهما”.

نبيل الرابحي: أعتقد أنه ستكون هناك زيادة لمستوى التبادل التجاري
نبيل الرابحي: أعتقد أنه ستكون هناك زيادة لمستوى التبادل التجاري

وأضاف لـ”العرب”، أنه “يوجد أيضا تنسيق دبلوماسي وسياسي بين الطرفين، خصوصا وأن ملف المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء ملف حارق للجزائر خاصة في حدودها الطويلة مع مالي”.

ولفت العياري إلى أن “الجزائر تعتبر نفسها معنية بموضوع الهجرة وتفكّر في ألا تستثني نفسها في التنسيق التونسي – الإيطالي بشأن ملف الهجرة”.

وفرض تزايد الاعتداءات الإرهابية في تونس وبالقرب من الحدود الجزائرية، على السلطات الجزائرية والتونسية المزيد من العمل من أجل رفع قياسي لمستوى التنسيق الأمني بين البلدين.

ويعتقد مراقبون أن الحركية الأخيرة بين البلدين، ستنعكس إيجابيا على مستوى التبادل التجاري، فضلا عن التنسيق المشترك حول القضية الفلسطينية.

وقال المحلل السياسي نبيل الرابحي، إن ” الزيارة تأتي في إطار دعم الجزائر لتونس في كافة المجالات، مع دعوة الرئيس سعيد لإمكانية زيارة الجزائر والتنسيق بخصوص القضية الفلسطينية”.

وأكد لـ”العرب”، ” لا ننسى أن وزير الداخلية التونسي أدى زيارة إلى الجزائر مرفوقا بعدد من الولاة بهدف التنسيق حول تنمية الحدود المشتركة مع الجزائر، وأعتقد أنه سيكون هناك زيادة لمستوى التبادل التجاري في الفترة القادمة”، لافتا إلى أنه “يوجد تنسيق أيضا حول تدفق المهاجرين من جنوب الصحراء نحو الحدود التونسية – الجزائرية”.

4