"الدوري الثقافي" مبادرة مصرية تدخل كل بيت

في إطار سعيها لاكتشاف مواهب جديدة وخلق حراك أدبي وثقافي يدخل الأحياء ويكسر حاجز المركزية أعلنت وزارة الثقافة المصرية مساء الأحد 10 سبتمبر بمقر المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، عن إحداث “الدوري الثقافي” الذي يحمل اسم الكاتب الراحل خيري شلبي في ذكراه السادسة، ويعني هذا الدوري منافسة ثقافية في كتابة القصة القصيرة، على غرار الدوري في منافسات الألعاب الرياضية، ويقام بالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ودار “بتانة” للنشر.
فضاء الوعي الثقافي
تنبني فلسفة الدوري الثقافي على أمرين يجعلان هذه المنافسات في كتابة القصة القصيرة مختلفة عن المسابقات الأدبية التقليدية؛ الأول: الخروج من القاعات الضيقة والوصول إلى المواهب الأدبية والقراء في كل مكان، حيث يقدم المتسابق عمله القصصي آليًّا، ويتم نشره إلكترونيًّا على الإنترنت من خلال موقع المسابقة عقب أن يتقدم به.
الأمر الثاني الجديد في الدوري الثقافي، أن التحكيم يحاول تقليص الهيمنة النخبوية، انطلاقًا من أن المسابقة تستهدف العاديين في الأساس.
المتحدثون في ليلة إطلاق الدوري الثقافي بالقاهرة، وهم: حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وعاطف عبيد المدير التنفيذي لمؤسسة بتانة للنشر، والكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، أجمعوا على وصف الدوري الثقافي بمبادرة تجاوز الغرف المغلقة إلى فضاء أرحب للتعبير الإبداعي الحر، بهدف محاولة نشر الثقافة وأسبابها داخل كل بيت، وإثارة اهتمام القارئ العادي في كل مكان بالإبداع والقراءة.
وأشاد حاتم ربيع بتحمّس وزارة الثقافة لهذا المشروع، ما أدى إلى رفع قيمة الجوائز المالية المخصصة له، حرصًا على تنوير الشباب، وبناء عقول قادرة على التصدي للفكر المتطرف والإرهاب، وتحقيق النهضة.
وأشار محمد عبدالحافظ إلى أن الدوري الثقافي يمكن اعتباره نقلة نوعية في مجال المسابقات الأدبية، من حيث تجاوزه كل الأطر الجامدة والأنساق المقولبة في شروط التقدم للمسابقة، ومراحلها، وآليات التحكيم.
من جهته، قال عاطف عبيد إنه آن الأوان لإعطاء الفرصة للأصوات التي تنتج محتوى جديدًا بمعزل عن هيمنة النخبة، في عصر تسوده وتؤثر فيه وسائل التواصل الاجتماعي ويحتاج إلى معادلات مختلفة.
من شروط المسابقة أن يكون المتسابق مصريًّا، وألا يقل عمره عن 15 عامًا، وألا تزيد القصة على 2000 كلمة، كما ينغي ألا تكون القصة منشورة ورقيًّا ولا إلكترونيًّا، وألا تكون قد فازت من قبل في أي مسابقة
جوائز للموهوبين
حدد يوم 10 سبتمبر لإطلاق الدوري الثقافي، وبدء تلقي ونشر الأعمال المتنافسة في مجال القصة القصيرة تحت عنوان “دورة خيري شلبي”. وبالإضافة إلى الجوائز المالية، فإن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث، والهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، يدعمان المشروع بـ20 ألف كتاب.
تتلخص الفكرة العامة للمشروع في “دعوة كل مصري في أي مكان بمصر أو خارجها لكتابة قصة قصيرة”، على أن يتم طرح القصص للتصويت العام على ثلاثة مستويات هي المراكز والأحياء، والمحافظات، والجمهورية ككل. ويتم فحص أفضل القصص في كل مستوى بمعرفة نقاد متخصصين، وسيتم اختيار 3 فائزين على مستوى الجمهورية للحصول على جوائز مالية تقدر بـ50 ألف جنيه مصري (حوالي 2840 دولارًا).
بالنسبة إلى جوائز المستوى الأول “المراكز/ الأحياء”، يحصل الفائزون من الأول إلى العاشر على مكتبة مكونة من 50 كتابًا، ويحصل الفائزون من الأول إلى العاشر في المستوى الثاني “المحافظات” على مكتبة مكونة من 100 كتاب.
أما الفائز بالمركز الأول في المستوى الثالث “مستوى الجمهورية” فيحصل على 25 ألف جنيه، ويحصل الثاني على 15 ألف جنيه، والثالث على 10 آلاف جنيه، كما يحصل الفائزون من الأول إلى العاشر على مكتبة مكونة من 200 كتاب.
وهناك جائزة فريدة من نوعها، تخصص لأكثر قارئ قام بتقييم قصص على مستوى الموسم التنافسي كله، بغض النظر عن طبيعة تقييمه للقصص، وتقدر قيمتها بخمسة آلاف جنيه وفقًا لإدارة مشروع “الدوري الثقافي”.
من شروط المسابقة أن يكون المتسابق مصريًّا، وألا يقل عمره عن 15 عامًا، وألا تزيد القصة على 2000 كلمة، كما ينغي ألا تكون القصة منشورة ورقيًّا ولا إلكترونيًّا، وألا تكون قد فازت من قبل في أي مسابقة.
ويتجلى هدفان، أحدهما فني، والآخر مجتمعي، في شروط التقدم بقصة للمسابقة، فمن دواعي قبول الأعمال القصصية “أن تحاول القصة تقديم جديد على مستوى الفكرة أو العرض أو اللغة”، وكذلك “ألا تدعو القصة إلى الخروج على الأديان أو التحريض على العنف أو العنصرية”، وفق ما أعلنته إدارة “الدوري الثقافي” على موقعها الرسمي.
المسابقة تحاول نشر الثقافة وأسبابها داخل كل بيت وإثارة اهتمام القارئ العادي في كل مكان بالإبداع والقراءة
وبالنسبة لآلية مشاركة الجمهور في التحكيم، فإنه يتم اختيار أفضل 25 قصة وفق “تقييم الجمهور” على مستوى كل مركز أو حي، وفق المعايير التالية: نسبة تقييم القصص بواسطة الجمهور (من نجمة إلى خمس نجوم)، عدد مرات التقييم لكل قصة في حال تساوي نسبة التقييم، عدد مرات المشاهدات لكل قصة في حال تساوي القصص في نسب التقييم وعدد مرات التقييم.
ويقوم فريق من النقاد الشباب باختيار أفضل 10 قصص من أعلى 25 قصَّة حصلت على تقييم الجمهور، ويتم تصعيد أفضل 10 قصص من كل مركز أو حي إلى مستوى المحافظة، ويتم التصويت على كل القصص على مستوى المحافظة الواحدة، ثم تقوم لجنة فحص فنية باختيار أفضل 3 قصص على مستوى المحافظة، ويتم تصعيد 3 قصص من كل محافظة إلى مستوى الجمهورية.
ويتم التصويت على القصص على مستوى الجمهورية، ويجري اختيار أفضل 10 قصص على مستوى الجمهورية بواسطة لجنة فنية، ثم يتم وضع ترتيب القصص الفائزة من 1 إلى 10، وتعد نتائج “الدوري الثقافية” نهائية وغير قابلة للطعن فيها.
يشكل المجلس الأعلى للثقافة لجنة عليا لدوري القصة القصيرة، مكونة من 3 محكّمين للتحكيم النهائي على مستوى الجمهورية، واختيار أفضل 10 قصص على مستوى الجمهورية. كما يعهد لهذه اللجنة بوضع معايير جودة القصص لتوجيه فريق التحكيم على مستوى المحافظات في عملها.
وبالنسبة إلى فريق التحكيم على مستوى المحافظات، تقوم اللجنة العليا باختيار 15 محكّمًا للفحص الفني للقصص على مستوى المحافظات، وتصعيد أفضل 3 قصص من كل محافظة. كما يتم اختيار 50 محكّمًا من شباب النقاد والمبدعين للفحص الفني للقصص لتصعيد أفضل 10 قصص من كل حي أو مركز للتصفيات على مستوى المحافظات.
الدوري الثقافي مبادرة تحمل في طياتها آليات مبتكرة لإثارة الاهتمام بالقراءة والإبداع على المستوى الشعبي، فهل تنجح في ما حددته من أهداف؟ وهل تسفر عما قريب عن اكتشاف العشرات من المبدعين الجدد، الذين وجدوا ضالتهم في الفضاء المفتوح؟