الخسائر المالية أكبر تحدّ يواجه البطولات الأوروبية

نجوم كرة القدم يتحدون للتخفيف من أزمة كورونا وتذليل مخاطرها ووقعها على كرة القدم عبر تقديم تبرعات سخية.
الجمعة 2020/03/20
متابعة دائمة لتأثيرات الأزمة

دفع تعطل الموسم الكروي بسبب جائحة فايروس كورونا بعض نجوم ومسؤولي كرة القدم إلى التفاعل مع هذه الأزمة بأشكال وطرق مختلفة ومنها أساسا التبرعات المالية في مسعى منهم إلى التخفيف من وطأتها على الأندية.

لندن – فرضت الأزمة التي ضربت كرة القدم الأوروبية والعالمية بسبب جائحة كورونا على الأندية ومختلف الفاعلين خلق طرق جديدة للتعامل مع الفترة الحرجة التي تمر بها الفرق وما يمكن أن تسببه من تأثيرات بالغة الخطورة في حال تواصل استمرار فترة التوقف إلى أشهر أخرى.

وبالإضافة إلى الخسائر المالية التي من المنتظر أن تتكبدها الأندية والتي قدرت بحوالي أربعة مليارات يورو، وفقا لما كشفت عنه تقارير صحافية، فإن هذه الأزمة كانت دعوة صريحة من أجل توحيد الجهود في سبيل تذليل مخاطر الأزمة ووقعها على كرة القدم.

ووفقا لدراسة أجرتها شركة متخصصة ونشرت نتائجها الأربعاء، فإن البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى لكرة القدم ستجد نفسها أمام إمكانية خسارة قد تبلغ أربعة مليارات يورو (4.33 مليار دولار) في حال أطاح فايروس كورونا بالموسم الكروي بأكمله.

خسائر متوقعة

زلاتان إبراهيموفيتش: إيطاليا أعطتني الكثير وأريد أن أرد الجميل لهذا البلد الذي أحبه
زلاتان إبراهيموفيتش: إيطاليا أعطتني الكثير وأريد أن أرد الجميل لهذا البلد الذي أحبه

بحسب الدراسة التي أجرتها شركة “كاي.بي.أم.جي” الرائدة عالميا في مجال المحاسبة، تواجه أندية البطولات الخمس (إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، وفرنسا) خسائر تراوح ما بين 3.54 وأربعة مليارات يورو من حقوق البث التلفزيوني والعائدات التجارية والتسويقية، في حال لم تتمكن من خوض المباريات المقررة حتى نهاية الموسم.

وبحلول مساء الجمعة الماضي، باتت البطولات الوطنية الخمس الكبرى في القارة العجوز والعديد غيرها، معلقة حتى مطلع أبريل على الأقل، بعد القيود الكبيرة التي فرضها تفشي فايروس “كوفيد19-”، والإجراءات الصارمة المعتمدة للحد من انتشار الوباء. واتخذ الاتحاد القاري “ويفا” الثلاثاء قرارا بإرجاء بطولة كأس أوروبا 2020 إلى صيف العام المقبل، وتعليق مسابقتي الأندية “دوري الأبطال” و”يوروبا ليغ” حتى إشعار آخر، آملا في التمكن من استئناف البطولات المحلية قريبا وإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو.

وتوقع تقرير “كاي.بي.أم.جي” أن يكون الدوري الإنجليزي أكبر الخاسرين في حال لم تسمح الأوضاع الصحية باستئناف المنافسات، ليتكبد ما يقارب 1.25 مليار يورو، منها 800 مليون يورو من إيرادات حقوق البث.

وأورد “القنوات التي لديها عقود جماعية مع الدوريات قد تطالب باستعادة أموالها بشكل متناسق بحال إلغاء مباريات وعدم استكمال الموسم”.

وستكون خسائر إيرادات البث التلفزيوني أعلى في البريميرليغ رغم أن عدد المباريات المتبقية هو الأدنى مقارنة مع البطولات الأخرى، باستثناء البوندسليغا الألمانية التي تضم عددا أقل من الأندية المتنافسة (18 مقابل 20 في كل من الدوريات الأربعة الأخرى).

ومن المتوقع أن تبلغ خسائر الليغا الإسبانية 600 مليون يورو من عائدات البث التلفزيوني، فيما قد تخسر أندية “سيري آ” الإيطالية ما يقارب 450 مليونا، مقابل 400 مليون للدوري الألماني، و200 للدوري الفرنسي.

ودفعت هذه الجائحة بالعديد من النجوم ومسؤولي كرة القدم إلى القيام بتبرعات مالية والمساهمة بأشكال مختلفة سواء على الصعيد الفردي أو من خلال العمل الجماعي مع فرقهم.

ولم يتردد هؤلاء النجوم في التحلي بروح المشاركة والتضامن مع الجهود المبذولة في مكافحة انتشار “كوفيد -19” أو المساهمة في القضايا المجتمعية خلال هذه الفترة العصيبة والدقيقة التي لا تمثل ضغطا فقط على عالم الرياضة ومنها كرة القدم وإنما على كافة أنشطة الحياة.

ودعا مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ والمنتخب الألماني لكرة القدم المشجعين إلى التبرع للقضايا الاجتماعية خلال فترة الأزمة الحالية وذلك بعدما بدأ المنتخب الألماني “مانشافت” بنفسه ليكون نموذجا يحتذى به.

وقال نوير في مقطع فيديو على موقع إنستغرام للتواصل الاجتماعي “علينا أن نسعى إلى بعضنا البعض في هذا الوقت. لدينا أفكارنا أيضا وتبرعنا بمبلغ 2.5 مليون يورو (2.7 مليون دولار).. نحن فريق كبير بالفعل ليس في ملعب كرة القدم فحسب وإنما في المجتمع أيضا”.

واستنادا لما أفادت به وسائل إعلام ايطالية تبرع أندريا أنييلي مالك نادي يوفنتوس الإيطالي بـ10 ملايين يورو نيابة عن عائلته للمساهمة في جهود مكافحة كورونا.

وذكرت عائلة أنييلي في بيان لها “عائلة أنييلي تبرعت بعشرة ملايين يورو لصالح هيئة الحماية المدنية المسؤولة عن إدارة هذه الأزمة”.

 

وبدوره أعلن دوري كرة القدم الإنجليزية “أي.أف.أل” عن التبرع بخمسين مليون جنيه إسترليني (58 مليون دولار أميركي) لمساعدة الأندية المنكوبة ماليا خلال فترة الإغلاق بسبب تفشي فايروس كورونا.

وجاء في بيان نشره الدوري “كجزء من تخطيط الطوارئ المستمر للدوري، استمع مجلس الإدارة إلى تعليقات وملاحظات أندية أي.أف.أل، قبل مناقشة عدد من المسائل من بينها الوضع المالي الراهن والتداعيات، التأمين، أمور تنظيمية وترتيبات النقل التلفزيوني”.

وأضاف “تركّزت المناقشات على الإعانة المالية للأندية على المدى القصير، وفيما لا يوجد حل واحد، يجب وضع تدابير فورية للمساعدة بمبلغ مالي إغاثي قصير الأمد بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني”.

دعم إنجليزي

جهود مشتركة لمواجهة أزمة عالمية
جهود مشتركة لمواجهة أزمة عالمية

أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي أنه ومالكه الروسي رومان أبراموفيتش سيوفران لهيئة الصحة الوطنية “أن.أتش.أس” في بريطانيا فندقا للمساعدة لمكافحة الوباء.

وأوضح النادي الإنجليزي أنه سيتيح إقامة مجانية للأطباء وأطقم التمريض لمدة أسبوعين في فندق “ميلنيوم” الذي يقع مباشرة بجوار ستاد ستامفورد بريدج. وأضاف تشيلسي أن هذه الخطوة جاءت بناء على مبادرة من أبراموفيتش الذي أعلن أيضا أنه سيتحمل تكاليف إقامة موظفي هيئة “أن.أتش.أس”.

كما أكد لاعب مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل، أنه قرر وشريكه قائد الفريق السابق ريان غيغز، إغلاق الفندقين التابعين لهما في مدينة مانشستر، من أجل تقديم أسرّة إضافية لموظفي خدمات الرعاية الصحية في مواجهة فايروس كورونا. وأضاف نيفيل أيضا أنه وعد موظفي الفندقين بأنه لن يطلب منهم أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأعلن المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش الخميس إطلاق حملة لجمع تبرعات لمساعدة المستشفيات في إيطاليا. وقال النجم السويدي الدولي السابق عبر فيديو نشره على إنستغرام “لطالما أعطتني إيطاليا الكثير، وفي هذه اللحظة الصعبة أريد أن أرد الجميل إلى هذا البلد الذي أحبه”.

وأضاف إبراهيموفيتش أنه يعتمد على زملائه وجميع الرياضيين المحترفين الذين يرغبون في تقديم تبرعات سواء كانت صغيرة أو كبيرة وفقا لإمكانياتهم للتخلص من هذا الفايروس.

ولم يقتصر الأمر على لاعبي الأندية الأوروبية الذين ساهموا أو أعربوا عن استعدادهم للمساهمة في التبرع من أجل تجاوز هذه الأزمة بل تعدى ذلك ليشمل النجوم العرب المحترفين في أندية أوروبية وبعض الاتحادات القارية التي أقرت بدعمها لجهود بلدانها في محاربة هذا الوباء العالمي.

وفي مقابل الدعم السخي للرياضيين دعت بعض الأندية لاعبيها إلى تخفيض رواتبهم كمساهمة منهم في مساعدة الأندية على تجاوز أزماتها.

23