الحوثيون يتراجعون في تعز بدل التقدم في مأرب

المتمردون الحوثيون يتراجعون في تعز بسبب تشتّت جهودهم وعدم قدرتهم على خوض الحرب على جبهتين في ظل انخراط طيران التحالف في تغطية القوات الحكومية في مأرب.
الجمعة 2021/03/12
أحراش مأرب تقاتل مع أهلها

مأرب (اليمن)- تسلك تطورات الحرب في اليمن مسارا عكسيا لما خطّط له المتمرّدون الحوثيون المرتبطون بإيران، من خلال تصعيدهم الأخير في محافظة مأرب الواقعة شرقي العاصمة صنعاء.

وبدل السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز والتي خصص لها الحوثيون جهدا حربيا استثنائيا بهدف الاستيلاء عليها قبل إطلاق أي مسار للسلام قد يتمّ التوصّل إليه بجهد أممي ودعم أميركي ليحقّقوا بذلك مكسبا ميدانيا كبيرا يتيح لهم أن يكونوا في موقع قوّة في أي مفاوضات قادمة، تراجعت قوّاتهم خلال الأيام الماضية في جبهة تعز بجنوب غرب اليمن أمام القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، وذلك بسبب تشتّت جهودهم وعدم قدرتهم على خوض الحرب على جبهتين.

وبدا من خلال الانخراط الكبير لطيران التحالف العربي في تغطية القوات الحكومية في مأرب، أنّ سقوط هذه المحافظة خطّ أحمر لدى السعودية.

طبيعة المعركة في مأرب تُفقد الحوثيين ميزة استخدام ترسانتهم من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية

وقال تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم التحالف متحدّثا من مأرب حيث حرص على الظهور إلى جانب قادة عسكريين ميدانيين يمنيين إنّ هذه المحافظة “ستكون عصية على ميليشيات الحوثي”.

وجاء ذلك في ظل تواتر الأنباء عن مواجهة الحوثيين لصعوبات كبيرة على جبهة مأرب بسبب انكشاف مقاتليهم لطيران التحالف وسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفهم الأمر الذي اضطرهم للانسحاب من مواقع كانوا قد احتلوها.

وما يضاعف من مصاعب الحوثيين في معركة مأرب عدم قدرتهم على استخدام ترسانتهم من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في مواقع اشتباك قريبة من مناطق العمران خصوصا في مركز المحافظة الذي يريدون اقتحامه. ومن شأن استخدام هذا النوع من الأسلحة المفتقرة للدقّة أن يجرّ إلى أخطاء تزيد في تشويه صورة الجماعة وتنفّر القبائل التي تدعمها.

وسقط الخميس صاروخ باليستي على حي سكني بمدينة مأرب. وقالت مصادر محلية لوكالة الأناضول إن الصاروخ أطلقه الحوثيون وسقط على حي الروضة السكني شمالي المدينة الذي يُؤوي الآلاف من النازحين. وجاء ذلك بعد أن أعلن الحوثيون امتلاكهم صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وألغاما بحرية جديدة.

القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي خلال الاشتباكات مع الحوثيين بمدينة تعز
القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي خلال الاشتباكات مع الحوثيين بمدينة تعز

واعتبر مصدر عسكري يمني أنّ “الاستخدام العشوائي للصواريخ الباليستية في مناطق العمران مظهر على الحالة العصبية التي أصبحت عليها قيادة الميليشيا بسبب كثرة خسائرها في مأرب وما يهدّدها من انتكاسة كبيرة في المعركة”.

وبعد أكثر من أسبوعين من المعارك بدا الحوثيون عاجزين عن تحقيق تقدم في مأرب، وحتى عن المحافظة على بعض المواقع التي احتلّوها. لكن التراجعات الميدانية الأكبر لقوّاتهم كانت في جبهة تعز وهي محافظة مهمّة أيضا حرصوا طيلة السنوات الماضية على محاصرتها من الشمال وبسط سيطرتهم على أجزاء منها أملا في استكمال السيطرة على باقي مناطقها خصوصا وأنها تشرف على مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

وأعلن الجيش اليمني خلال الأسبوع الجاري عن فتح طريق جديد يربط تعز بباقي مديريات الساحل الغربي اليمني عقب إحكام القوات الحكومية سيطرتها على جبهة الكدحة غربي المحافظة بعد معارك ضارية ضد مسلحي جماعة الحوثي.

وكان لتعز منفذ واحد يربطها بمحافظة عدن شرقا يمر عبر طريق وعرة يستغرق عبورها أكثر من عشر ساعات بينما المسافة بين المحافظتين لا تتجاوز الساعتين.

وأوضح العقيد عبدالباسط البحر الناطق باسم محور تعز إنّ فرق إزالة الألغام التابعة للجيش شرعت بنزع الألغام وتطهير الطريق الذي يشكّل نقطة التحام جديدة للجيش والقوات المشتركة في الساحل الغربي.

بدا من خلال الانخراط الكبير لطيران التحالف العربي في تغطية القوات الحكومية في مأرب، أنّ سقوط هذه المحافظة خطّ أحمر لدى السعودية

وقال مدير عام مديرية المعافر بالمحافظة حميد الخليدي إنّ القوات الحكومية فرضت سيطرتها الكاملة على جبهة الكدحة الاستراتيجية بمديرية المعافر بعد معارك ضارية مع ميليشيات الحوثي.

وأوضح أن أهمية السيطرة على جبهة الكدحة تكمن في أنها تربط بين أربع مديريات وهي الوازعية والمعافر ومقبنة وجبل حبشي غربي تعز، وتساهم في التحام القوات الحكومية مع بعضها البعض بعد أن ظلت متفرقة منذ بداية الحرب.

وفي وقت سابق أعلن الجيش اليمني استعادته لقرى في مديريات المعافر ومقبنة وجبل حبشي. وأفاد الجيش في بيان بـ”سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي بينهم قيادات ميدانية”.

وأفاد قائد عسكري يمني موال للحكومة بمقتل سبعين عنصرا من ميليشيا الحوثي وإصابة آخرين بجروح مختلفة في المواجهات بمحافظة تعز. وقال حميد الخليدي قائد جبهة مقبنة إنّ “ميليشيا الحوثي خسرت عددا من المواقع ومنيت بخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات العسكرية”.

3