الحزب الحاكم يدعم تبون في ذروة الجدل حول المستقبل السياسي للجزائر

جبهة التحرير الوطني تدعو جميع المكونات السياسية والأهلية في البلاد، والأحزاب والمنظمات والشخصيات المستقلة، إلى تجاوز الخلافات.
الأحد 2020/12/13
مستقبل غامض ينتظر الجزائر

الجزائر - أبدى حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر موقفا داعما للرئيس عبدالمجيد تبون، الغائب عن البلاد منذ أكثر من شهر، في خطوة تحمل ردا على الجدل المحتدم بشأن تأثير غيابه على الوضع العام في البلاد، لاسيما في ظل التحديات الداخلية والإقليمية، خاصة وأن أطرافا سياسية لم تتوان في الدعوة إلى تفعيل حالة الفراغ الرئاسي أو الذهاب إلى مرحلة سياسية انتقالية.

وأعرب الحزب الحاكم في الجزائر، بمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية التي أفرزت عبدالمجيد تبون رئيسا للجزائر، عن دعمه للمسار السياسي المنتهج في البلاد، من أجل إرساء قواعد ما أسماه بـ”الجزائر الجديدة”، و”تكريس دولة الحق والقانون”.

وثمنت جبهة التحرير الوطني في بيان أصدرته، السبت، ما “تحقق في مهلة عام تحت قيادة الرئيس تبون”، كما أعربت عن أملها في “الشفاء العاجل والعودة القريبة إلى أرض الوطن لاستكمال مسيرة التنمية والبناء”.

وغادر الرئيس تبون البلاد منذ أكثر من شهر، بدعوى العلاج من وعكة صحية ألمت به منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، وأرغمته على السفر إلى أحد المستشفيات الألمانية لمواصلة رحلة التداوي من الإصابة بفايروس كورونا، بحسب ما أعلنت عنه مؤسسة الرئاسة في أكثر من بيان أصدرته للرأي العام.

وكان الرجل قد صرح في أعقاب مباشرة عمله في قصر المرادية، بأنه “رئيس كل الجزائريين”، في إشارة إلى حياده الحزبي خلال هذه المرحلة، وذلك غداة إعلان المؤتمر الأخير للحزب عن عضوية تبون في الهيئة القيادية .

ودعت جبهة التحرير الوطني، في الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية “جميع المكونات السياسية والأهلية في البلاد، والأحزاب والمنظمات والشخصيات المستقلة، إلى تجاوز الخلافات من أجل تفويت الفرصة على الجهات التي تعمل على إضعاف كيان الدولة، والمساس بسيادة مؤسساتها، ووحدة شعبها”.

دعم حزب جبهة التحرير للرئيس تبون يأتي كرد على الجدل المحتدم بشأن تأثير غيابه على الوضع العام في البلاد

واعتبر البيان أن “الأوضاع الراهنة لا تتيح المزيد من إهدار الوقت، ولا تسمح بالاستمرار في صراعات سياسية أو أيديولوجية، بل تستوجب أن تكون الأولوية القصوى هي العمل على الحفاظ على استقرار الجزائر، وأمنها وسلامة ترابها، تعضيدا للجهود الجبارة التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي، وكافة أسلاك الأمن، والتي يجب أن تكون مصدر فخر واعتزاز لكل الجزائريين”.

وفيما لم يشر الحزب إلى الجهات التي تستهدف المساس بأمن واستقرار البلاد، فإن الأصابع تتوجه إلى جهات خارجية وداخلية ذكرها في بيانات سابقة، وعلى رأسها هيئة البرلمان الأوروبي والتنظيمات المحلية التي تتواصل معه، وهو الأمر الذي أفرز صدور لائحة انتقدت وضعية حقوق الإنسان والحريات الدينية والإعلامية في الجزائر، والذي أدانه الرجل الأول في الحزب، أبوالفضل بعجي، بقوة في تصريحات سابقة.

وأمام الحصيلة التي تصفها المعارضة بـ”البيضاء” للسنة الأولى من حكم الرئيس عبدالمجيد تبون، فإن الحزب الحاكم وصفها بـ”الإيجابية”، على خلفية ما أسماه بـ”استعادة الأمل لدى الجزائريين في التغيير والإصلاح وتحقيق العدالة ومساواة الجميع أمام القانون، وجعل مؤسسات الدولة في خدمة الشعب”.

وشدد الحزب على أنه “رغم ثقل التراكمات واستعجال عملية الإصلاح إلا أن رئيس البلاد أعطى العناية اللازمة للسياسة الخارجية، وإعادة الروح للدبلوماسية الجزائرية التي تراجعت كثيرا في السنوات الماضية، حيث أعاد ترتيب الأولويات الخارجية، من خلال تعزيز حضور الجزائر وتأكيد مواقفها في الملفات الأكثر حساسية وتأثيرا على الأمن القومي”.

وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت في الآونة الأخيرة عن “تماثل تبون للشفاء وخروجه من المستشفى، وتواجده في فترة نقاهة يقضيها في ألمانيا، وأن عودته ستكون خلال الأيام القريبة”، لكن لا شيء تأكد إلى حد الآن، الأمر الذي عمق حالة الترقب والشكوك حول مستقبل ومصير السلطة والبلاد معا في ظل هذا الوضع المستجد.

وتنتظر الرئيس الغائب منذ أكثر من شهر عن البلاد، العديد من الملفات التي تنتظر التصديق عليها وفق المقتضيات التي يخوله إياها دستور البلاد، على غرار التوقيع على قانون المالية قبل نهاية الشهر الجاري، وقبل ذلك التصديق على الوثيقة الدستورية، التي يتوجب تصديقها في مهلة لا تتعدى الـ50 يوما ابتداء من تاريخ الاستفتاء.

2