الحديث مع الأطفال أثناء الطعام ينمي لديهم مهارات التواصل

لندن ـ تشير الدراسات الحديثة إلى أن الاجتماع على طاولة الطعام والحديث مع الأطفال أثناء تناول الوجبات يساعد في تنمية مهارات الاتصال لديهم. كما يؤكد الباحثون أن الحديث والتواصل في المنزل أثناء تناول الطعام يزيد من فرص اكتساب مهارات يحتاجها الأطفال من أجل حياة ناجحة وسعيدة.
وقال الباحثون إن التواصل مع الأطفال أثناء تناول الطعام يجنب الوالدين الدخول في مواجهة معهم إذا رفضوا تناول طبق معين وهو ما من شأنه أن يقضي على شعور الإحباط لديهم.
وأضاف الباحثون أن الحديث أثناء تناول الطعام يزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم وهو ما كشفه استطلاع أجراه فريق بحث بريطاني على 35 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 8 و16 عاما، من 188 مدرسة في بريطانيا. وأكد الاستطلاع أن الحوار غذاء للعقول والاستماع إلى الآخر ويعتبر أولى الخطوات على سلم التعلم، وهو ما من شأنه أن يـؤدي إلـى تحسـين رفاهية الأطفـال الصغار.
كما يؤكد علماء النفس أن الجلوس في صمت أثناء تناول الطعام هو أمر أسوأ بالنسبة إلى الأطفال من عدم الجلوس معا لتناول الوجبات العائلية على الإطلاق.
ويشير علماء النفس إلى أن دمـاغ الأطفال يشهد في تلك السن تطـوراً كبيـراً يرسـي أسس عمليـة التعلـم واكتسـاب المهـارات الذهنيـة والحياتيـة فـي وقت لاحق. ويؤكدون أن الأطفال فـي تلك المرحلـة يكونون أكثـر اعتمـاداً مـن أي وقـت آخـر علـى علاقاتهـم بالآخرين لضمـان أمنهـم العاطفـي والاجتماعـي وتطورهم المعرفـي. فعـدم توافـر التربيـة المناسـبة لهـم يمكـن أن تترتـب عليـه آثـار يتعـذر تداركهـا لاحقا.
الجلوس في صمت أثناء تناول الطعام أسوأ بالنسبة إلى ثقة الأطفال من عدم الجلوس معا لتناول الوجبات العائلية على الإطلاق
وتشير النتائج إلى أن حوالي 62 في المئة من الأطفال الذين يتحدثون مع عائلاتهم يوميا أثناء تناول الطعام، يشعرون بالثقة في النفس عند التحدث أمام مجموعة من الناس مقارنة بأقل من 47 في المئة من الأطفال الذين يتناولون الطعام في صمت، ونحو 52 في المئة بين الأطفال الذين لا يجلسون لتناول الطعام مع عائلاتهم.
كما تبين النتائج أن نحو 75 في المئة من الأطفال الذين تم استجوابهم والذين يتحدثون مع أسرهم أثناء الطعام يشعرون بالثقة للمشاركة في المناقشات داخل الفصل الدراسي، مقارنة بنحو 57 في المئة من بين هؤلاء الذين يجلسون معا لتناول الطعام لكنهم نادرا ما يتحدثون معا أو لا يتحدثون مطلقا، ونحو 64 في المئة من بين هؤلاء الذين لا يجلسون معا لتناول الطعام.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال والشباب يجلسون مع أسرهم وقت الطعام، في حين أن نحو 74 في المئة من العائلات يتحدثون معا أثناء الطعام كل يوم، وقال نحو سبعة في المئة من أفراد العائلات دائما يأكلون معا في صمت.
ويؤكد علماء النفس على أن تبادل الكلام مع الطفل أثناء الجلوس إلى مائدة الطعام من شأنه أن يجعله قادرا على مجابهة الوضعيات الصعبة التي يجد فيها نفسه سواء كان ذلك في وقت الدرس أو مع أترابه أثناء اللعب أو مع أصدقائه أثناء تبادل وجهات النظر حيث يكتسب الطفل الذي تعود على الحديث مع والديه مهارة الإقناع وحسن التواصل مع الغير.