الجزائر تعتمد اللقاح الروسي للتطعيم ضد وباء كورونا

الجزائر- حسمت الحكومة الجزائرية مسألة لقاح فايروس كورونا، بالإعلان عن اختيار اللقاح الروسي “سبوتنيك 5“، وإبرام السلط المتخصصة صفقة مع المخبر الروسي، واعتمدت في ذلك على جملة من المعايير كمرونة النقل والتخزين والوفرة، الأمر الذي يغلق الباب أمام اللقاحات الأخرى، ويعزز الشراكة المميزة بين الطرفين الجزائري والروسي.
وبرر رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة مصطفى خياطي اختيار بلاده للقاح المذكور، بكونه “الأكثر عقلانية”، وأن “الاتفاق بين الطرفين بني على دراسات واقتراحات ومفاوضات اللجنة العلمية والمخبر الروسي، دامت حوالي خمسة أشهر”.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قد أمر الحكومة، في الظهور المسجل له على حسابه الشخصي بتويتر من مقر قضاء نقاهته، منتصف شهر ديسمبر، بـ”توفير اللقاح والشروع في التلقيح خلال شهر يناير الجاري”، واضعا بذلك حدا لحالة التردد التي سادت الموقف الرسمي خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح مصطفى خياطي في تصريح لموقع “سبق براس”، بأن “المباحثات النهائية بخصوص اختيار اللقاح المعتمد اقتصرت على خيارين أساسيين وهما الصيني والروسي، لامتثالهما للمعايير والتعريفات التي تطرحها المنظمة العالمية للصحة”.
وأضاف بأن “الاستقرار على الخيار الروسي اقترن بدوافع كمية، نظرا للتهافت العالمي على اللقاحات، فالمخبر الروسي أمّن للجزائر حجم الجرعات المطلوبة”، فضلا عن “تركيبة اللقاح “، كون اللقاح الصيني يحتوي على مادة “الجيلاتين” المستخلصة من الخنزير، وهو ما خلق توقعات بإمكانية عزوف نسبة من الجزائريين عن تلقي اللقاح لاعتبارات دينية، على عكس اللقاح الروسي الخالي من المادة المذكورة.
وكان الباحث في علم المناعة محمد ملهاق، قد صرح بأن “اللقاح الروسي والصيني هما القريبان لتلبية الحاجيات الوطنية، قياسا بالإمكانيات الإضافية التي تتطلبها عملية شحن ونقل وتخزين اللقاح الأميركي، خاصة وأن الجزائر تمتد على مساحة جغرافية تفوق المليوني كلم مربع”.
ولفت رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة، إلى أن إسقاط لقاحات “أسترازينيكا” و”فايزر- بايونتيك” من دراسة اللقاحات التي سيتم استيرادها، يعود أيضا إلى تركيبتهما الجينية التي تتطلب تخزينا في درجة عالية من البرودة (ناقص 70 درجة مئوية)، وأن تبني اللقاح الروسي، لن يطرح مشكلا، في حال توفر لقاحات تتكيف مع الإمكانيات اللوجستية للبلاد.
وأكد على أن حملة التلقيح التي ستشرع فيها الجزائر مطلع شهر يناير، ستعني بالطواقم الطبية وذوي الأمراض المزمنة لاسيما المسنين، في إطار الأولويات المحددة من طرف الجهات العلمية.
وأعلن وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر، في البيان الذي توج اجتماع الحكومة المنعقد الأربعاء، بأن “معهد باستور باشر سلسلة من الاستشارات مع الشركة الروسية المنتجة للقاح سبوتنيك 5 في وقت تتواصل استشارات أخرى مع أطراف أجنبية أخرى”.
وذكر الوزير بأن “وزارة الصحة أبرمت عقدا مع الجهة المنتجة للقاح ‘سبوتنيك 5’ الروسي، وتمت مباشرة اتصالات من قبل معهد باستور الحكومي حول طريقة إتمام الصفقة”. لكنه أشار إلى أن المفاوضات جارية مع مخابر دولية أخرى لشراء اللقاح بكميات كافية، من أجل مباشرة عمليات التطعيم الشهر الجاري.
وكانت الحكومة قد شكلت لجنتين تقنيتين للتحضير لحملة التطعيم ضد كورونا، تضم الأولى خبراء صحة لدراسة اللقاح الأنسب في السوق، والثانية ممثلين عن وزارتي الداخلية والصحة للنقل والتخزين.
وذكر في هذا الشأن مدير الميزانية بوزارة المالية بأنه تم تخصيص “مبلغ 151 مليون دولار لشراء اللقاح المضاد لكورونا، وأن الدفعة الأولى من اللقاح تقدر بنحو 500 ألف جرعة”.