التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة بسبب كورونا يصيب الجسم بأعراض الانسحاب

التخفيف من التمارين الرياضية أفضل من التخلي الكامل عن ممارستها.
الأحد 2020/11/08
النشاط البدني ضروري لجميع الأعمار

تمنح التمارين الرياضية العديد من الفوائد الصحية والنفسية للجسم، غير أن إجراءات إغلاق الصالات الرياضية والنوادي لمنع تفشي فايروس كوفيد – 19 أجبرت الكثيرين على التخلي عن ممارستها، ما دفع الخبراء إلى التحذير من التخلي الكامل عن الرياضة لما له من آثار صحية سلبية على الجسم بعد أن اعتاد عليها.

كولن - حذر البروفيسور إنجو فروبوزه من التخلي الكامل عن أداء التمارين الرياضية، بسبب إغلاق صالات اللياقة البدنية والنوادي الرياضية المترتب على تفشي الموجة الثانية من جائحة كورونا.

ونصح المتخصص في علوم الرياضة بأداء أية تمارين رياضية مثل ركوب الدراجات أو المشي أو الركض بالخارج وسط الطبيعة؛ حيث إن التخفيف من ممارسة الرياضة يختلف كلية عن التخلي الكامل وآثاره على الجسم.

وأوضح إنجو فروبوزه أن الجسم لا يقدر على تحمل التخلي الكامل عن التمارين الرياضية بعد أن اعتاد عليها، وهو ما يشبه أعراض “الانسحاب”، والتي تظهر على شكل الأرق وقلة النوم وبعض المشاكل الأخرى.

بالإضافة إلى انخفاض اللياقة البدنية وتضاؤل معدلات الأداء وخاصة للرياضيين المدربين على مستويات عالية، وهو ما يتطلب عدم الوصول إلى مستوى الصفر عند إغلاق الصالات الرياضية والنوادي.

ومن المعروف أن التمارين الرياضية تساعد على خفض ضغط الدم، وتقلل من نسبة الكوليسترول، وتساعد في تقليل الدهون في الجسم.

ويمكن أن تقلل ممارسة الأنشطة البدنية باستمرار خلال جميع الأعمار، من خطر الإصابة بأمراض عديدة من بينها النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض السكري من النوع الثاني.

كيفن فنتون: يجب أن يكون الشخص نشيطا كل يوم، ويمارس الرياضة لمدة 10 دقائق أو أكثر
كيفن فنتون: يجب أن يكون الشخص نشيطا كل يوم، ويمارس الرياضة لمدة 10 دقائق أو أكثر

كما يقول الباحثون إن هناك أدلة متزايدة على أن النشاط البدني مفيد أيضا لنمو الدماغ.

ويسود القلق بين نسبة هامة من ممارسي التمارين الرياضة حول مقدار الوقت الذي يجب أن يقضوه في ممارسة التمارين حتى يتمكنوا من الحفاظ على لياقتهم البدنية وخصوصا بعد أن اضطر البعض إلى ملازمة بيوتهم خوفا من الإصابة بعدوى فايروس كورونا.

وتوصي المبادئ التوجيهية للخبراء في هذا المجال، بأن يمارس البالغون الرياضة لمدة ساعتين ونصف الساعة على الأقل أسبوعيا، خلال تمرينات تستمر لمدة عشر دقائق أو أكثر.

وفي مقالتين منفصلتين في المجلة الطبية البريطانية، طالب الخبراء بتغيير تلك التوصيات، مع زيادة التركيز على حث الأشخاص الخاملين على التحرك بصورة أكبر.

ونصح فيليب دي سوتو باريتو، الطبيب في مستشفى جامعة تولوز، الأشخاص الذين لا يتحركون كثيرا بزيادة مستويات نشاطهم بدلا من دفعهم إلى تحقيق الأهداف الحالية.

واستشهد باريتو بدراسات سابقة تظهر أن المشي لمدة قصيرة أو ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة لبضع مرات في الشهر يمكن أن يقلل من خطر الموت، مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة.

وفي المقالة الثانية، قال فيليب سبارلينغ، من معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن توصيات الأطباء يجب أن تتغير وفقا لحالة كل شخص، وخاصة بالنسبة إلى المرضى من كبار السن.

وطالب الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما بزيارة الطبيب لمناقشة “خيارات واقعية” لزيادة معدل ممارسة الرياضة، مثل حث الناس على الوقوف والتحرك أثناء الفترات الإعلانية في التلفزيون.

وقال كيفن فنتون، الذي يعمل في مؤسسة الصحة العامة بإنجلترا “يجب أن يكون الشخص نشيطا كل يوم، وممارسة الرياضة لمدة 10 دقائق أو أكثر لها فوائد صحية، لكن ممارسة الرياضة بشكل معتدل لمدة 150 دقيقة أو أكثر أسبوعيا هو ما نحتاجه حتى يكون هناك تأثير إيجابي على مجموعة واسعة من الظروف الصحية”.

وأضاف “هذا يشمل الحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني”.

ويوصي الخبراء كل من يرغب في بلوغ اللياقة البدنية المثلى أن يقلص من النشاطات التي يغلب عليها طابع الخمول الجسدي، كالجلوس أمام شاشة تلفاز أو كمبيوتر، ويزيد من النشاطات ذات الكثافة المرتفعة، التي تتضمن الحركة، مثل المشي وركوب الدراجات الهوائية.

18