البنك الدولي يعمق القلق بشأن مناخ الأعمال العالمي

رئيس البنك الدولي يرى أن الاقتصاد العالمي يواجه خسائر هائلة، والتعافي سيعرقله النقص في الموارد المالية لتعويض الخسائر التي تسبب فيها الوباء.
الخميس 2020/06/04
ديفيد مالباس: الوباء سيجبر الدول النامية على إعادة التفكير في اقتصاداتها

واشنطن - عمق البنك الدولي المخاوف بشأن مناخ الأعمال العالمي وخاصة الأسواق النامية إذا لم تسارع الحكومات بوضع خطط عاجلة تحفز المستثمرين حتى لا يقعوا في فخ الركود بشكل أكبر مما هو عليه اليوم.

وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء، إن “الاقتصاد العالمي يواجه خسائر هائلة، والتعافي سيعرقله النقص في الموارد المالية اللازمة لتعويض الخسائر التي تسبب فيها الوباء”.

وأشار مالباس إلى أن الأزمة الحالية ستجبر الدول النامية على إعادة التفكير في بناها الاقتصادية.

وحتى الآن، صرف البنك الدولي قرابة 160 مليار دولار على شكل مساعدات طارئة لنحو مئة دولة، لكن رئيسه اعتبر أن التقديرات الأولية للخسائر الناتجة من الوباء بخمسة تريليونات دولار أقل من الحقيقة.

ويرى البنك الدولي أن التقديرات، التي تفيد بأن 60 مليون شخص أصبحوا تحت خط الفقر، مرشّحة للارتفاع مع طول أمد الأزمة بسبب “عدم كفاية الموارد”.

ويبدو أن البنك الدولي يواصل البحث عن المزيد من المساهمين في البرامج التي وضعها، ولاسيّما عبر ضخ السيولة النقدية من أجل تقديم مساعدة سريعة للفئات الأكثر ضعفا في الدول الفقيرة.

ومن المقرر أن ينشر البنك الأسبوع المقبل أرقاما معدّلة للتوقعات الاقتصادية، غير أن الأرقام بمفردها لا تعطي صورة واضحة عن حجم الكارثة.

ويتوقع مالباس أن الدول النامية ستواجه أسوأ ركود في اقتصاداتها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك من شأنه أن يدفع الكثيرين إلى القلق إزاء التداعيات على الفقراء، الأكثر ضعفا، وخاصة الأسر محدودة الدخل والعاملين في قطاع الرعاية الصحية، لأنهم سيواجهون تحديات غير مسبوقة.

وشدد على أن الدول الأكثر فقرا ستواجه أخطر انكماش لأنها كانت أصلا، قبل الجائحة، على شفا الفقر، فيما الدول الأكثر تطورا ستشهد أسوأ انكماش من حيث النسب المئوية.وسيستخدم التمويل الضعيف المرصود لقطاع التعليم وغيره من قطاعات الاستثمار للمستقبل، في مواجهة حال الطوارئ الناجمة عن الجائحة.

وأكد مالباس أن “الاستثمار الذي نحتاج إليه للمستقبل يستخدم في مكافحة الجائحة”، مشيرا خصوصا إلى العدد “الهائل” من الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس، وأن غياب الاستثمارات يعني أن العودة إلى النمو ستستغرق وقتا أطول.

وبالإضافة إلى ضرورة التصدي فورا للوباء يطالب مالباس المسؤولين بإعادة النظر في الأنظمة الاقتصادية لدولهم وبتعديلها، مؤكدا على “ضرورة أن يدركوا أن الاقتصاد العالمي سيكون مختلفا جدا في المستقبل”.

وسيتعين على القادة السياسيين أن يستثمروا في أنواع جديدة من الوظائف والمؤسسات من أجل التأقلم مع اقتصاد المستقبل بدلا من محاولة تعويم اقتصاد الماضي.

وأعطى رئيس البنك الدولي مثالا على ذلك القطاع السياحي، الذي انهار بالكامل عندما أُغلقت الحدود وفُرض العزل على شريحة كبرى من السكان، وعليه أن يتأقلم مع أنماط حياة جديدة بعد الجائحة.

10