الانتفاضة العراقية تتجه للانطفاء في أكبر معاقلها

رئيس الوزراء العراقي يحتاج إلى فترة تهدئة حتى يتفرّغ لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي المعقّد.
الاثنين 2020/11/02
إنهاء مظاهر الاحتجاجات

بغداد - أحرقت قوات مكافحة الشغب العراقية الأحد الخيام في ساحة البحرية، وسط محافظة البصرة جنوبي البلاد، وأعادت فتح الطريق المؤدي إلى مبنى المحافظة.

وجاء ذلك بعد أن سُجّل تقدّم واضح في إنهاء مظاهر الاعتصام والاحتجاج في أبرز معاقلها، بما في ذلك العاصمة بغداد، ما جعل مراقبين يتوقّعون أن تكون الانتفاضة غير المسبوقة التي اندلعت قبل نحو عام في أهم مدن وسط وجنوب العراق تسير نحو نهايتها، بتحوّل قادتها إلى مرحلة الاستثمار السياسي في التضحيات الكبيرة التي تمّ تقديمها خلال الانتفاضة التي سقط فيها الآلاف بين قتلى وجرحى برصاص القوات النظامية والميليشيات الشيعية المدافعة عن أحزاب السلطة ومكتسباتها، خصوصا بعد أن لمس المحتجّون فداحة تلك التضحيات، ورأوا بصيص أمل في التغيير مع وجود حكومة يقودها مصطفى الكاظمي غير المحسوب على معسكر الأحزاب الدينية التي قادت تجربة الحكم الفاشلة على مدى أكثر من 17 سنة.

ورغم إعلان الكاظمي عن تعاطفه مع المحتجّين وتعهّده بتغيير الأسلوب الأمني العنيف في مواجهة حراكهم، ووعده بملاحقة قتلتهم، إلاّ أنّه يحتاج في المقابل إلى فترة تهدئة حتى يتفرّغ لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي المعقّد والذي يداني الإفلاس نتيجة تراجع أسعار النفط، وأيضا حتى لا تتحوّل الانتفاضة الشعبية بحدّ ذاتها خدمة للميليشيات والأحزاب المناهضة للكاظمي والمتّهمة له بالعمالة للولايات المتّحدة.

وذكر ناشطون وشهود عيان أنّ “قوات مكافحة الشغب اقتحمت في ساعة متأخرة من ليلة السبت، ساحة اعتصام البحرية وسط البصرة، من دون سابق إنذار، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وأضرمت النار في خيام المحتجين”.

وأوضح الناشط في حراك البصرة الشعبي ياسر النجم لوكالة الأناضول أنّ ما لا يقل عن 10 متظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع.

وحسب شهود عيان، فقد أعادت قوات مكافحة الشغب فتح ساحة البحرية وسط البصرة وفقا لأوامر أصدرها المحافظ أسعد العيداني. وأوضحوا أن فض اعتصام ساحة البحرية جاء بعد ساعات على فض الاعتصام المركزي، في ساحة التحرير وسط بغداد.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد التابعة لوزارة الدفاع السبت إعادة فتح ساحة التحرير وجسر الجمهورية وسط بغداد بعد إغلاقهما لأكثر من عام إثر الاحتجاجات الشعبية.

ورفعت قوات الجيش السبت الخيام المتبقية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد من دون أي صدام مع المحتجين.

وأعلنت الحكومة العراقية الاثنين الماضي إصابة 240 شخصا بجروح بينهم 200 عنصر أمن، واعتقال 141 من المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي انطلقت الأحد الماضي في الذكرى الأولى للحراك الشعبي.

وفي 25 أكتوبر 2019، انطلق الحراك الشعبي بالعراق ضد الطبقة السياسية الفاسدة وتردي الأوضاع المعيشية. ونجح الحراك في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي، ويضغط على الكاظمي للإيفاء بتعهداته المتعلقة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، بينما يواجه الرجل صعوبات كبيرة في تحدّي سلطة الأحزاب الشيعية والميليشيات المرتبطة بها والتي ترى فيه خطرا على نفوذ حليفتها إيران في العراق.

3