الاتحاد الأوروبي يحذر من التدخلات الخارجية في الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان

بروكسل - استمر القتال الاثنين في أكبر اشتباكات تحدث منذ سنوات بين أرمينيا وأذربيجان المجاورة، فيما حذر الاتحاد الأوروبي من التدخلات الخارجية في الأزمة بعد أن اتهمت يريفان تركيا بإرسال نحو 4000 مرتزق سوري للقتال إلى جانب باكو.
وأفاد المتحدث باسم شؤون الاتحاد الأوروبي الخارجية بيتر ستانو بأن بروكسل لم تتمكن من تأكيد التقارير التي تحدّثت عن ضلوع قوى أجنبية في النزاع، لكنه شدد على أن “أي تدخل خارجي في هذا النزاع غير مقبول”.
وقتل 68 شخصا منذ الأحد في مواجهات عنيفة بين الانفصاليين الأرمينيين والجيش الأذري في إقليم ناغورني قره باغ، ويخُشى أن تؤدي هذه المواجهات إلى اندلاع حرب مفتوحة بين يريفان وباكو.
ودعت جميع القوى الإقليمية والدولية، روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، باستثناء تركيا حليفة باكو، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأقرت وزارة الدفاع في هذه المنطقة الانفصالية التي تحظى بدعم يريفان بمقتل 59 مسلحا منذ صباح الأحد وبداية المواجهات في منطقة قره باغ الانفصالية الأذرية، والتي يقطنها غالبية من أرمينيا.
وذكرت أن “28 عسكريا قتلوا أثناء القتال” الاثنين، ليرتفع عدد قتلى هذا المعسكر إلى 59 قتيلا. كما لقي ستة مدنيين أذريين، مع مقتل شخص منذ الأحد، ومدنيان أرمينيان من قره باغ مصرعهم.
وانتزع الانفصاليون الأرمينيون قره باغ من باكو في حرب في التسعينات أودت بـ30 ألف شخص.
ومنذ عام 1992 كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.
ويؤكد كل طرف أنه ألحق المئات من الخسائر بالطرف الآخر، ونشر الجانبان صورا للمعارك، فيما قالت باكو إنها قتلت 550 مسلحا معاديا فيما أوردت يريفان أنها أودت بأكثر من 200 قتيل.
كما ذكرت وزارة الدفاع في قره باغ أنها استعادت المواقع التي خسرتها في اليوم السابق، فيما أكدت أذربيجان، البلد القوقازي الذي أنفق بسخاء على التسلح في السنوات الأخيرة بفضل الثروة النفطية، أنها سيطرت على المزيد من الأراضي، مستخدمة الصواريخ والمدفعية والطيران.
وأعلن اللواء الأذري مايس بارخوداروف أن قواته “مستعدة للقتال حتى آخر قطرة دم للقضاء على العدو”.
وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان إن تركيا لها “وجود مباشر على الأرض”، مضيفة أن خبراء عسكريين من تركيا يقاتلون جنبا إلى جنب مع أذربيجان التي استخدمت أيضا أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية.
وفشلت جميع جهود الوساطة التي بذلتها “مجموعة مينسك” في حل هذا النزاع، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة في شكل متقطع، كما حدث في عام 2016.
في يوليو 2020، حصلت مواجهات بين الأرمينيين والأذريين لعدة أيام على حدودهم الشمالية. وتشهد هذه الأحداث على التوترات المتزايدة منذ أشهر.
وأعلنت الدولتان الأحكام العرفية، وأقرت أرمينيا التعبئة العامة، فيما فرضت أذربيجان حظر تجول على جزء من البلاد، وبخاصة في العاصمة.
وتثير حرب مفتوحة بين البلدين المخاوف من زعزعة استقرار منطقة جنوب القوقاز، خاصة إذا تدخلت تركيا وروسيا، اللتان لهما مصالح متباينة في النزاع.
اقرأ أيضاً: تركيا تنقل التوتر مع روسيا من الشرق الأوسط إلى القوقاز