استئناف مفاوضات سد النهضة بعد تحذير ترامب من قصفه

بريتوريا – تستأنف الثلاثاء المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن سد النهضة، بعد نحو شهرين من انسحاب القاهرة من المحادثات، في ظل شعور يلازمها بأن أديس أبابا تتخذ من جولات الحوار حجة لكسب الوقت.
ويأتي قرار استئناف التفاوض بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث فيها عن إمكانية إقدام مصر على قصف السد، ما أثار غضب أديس أبابا.
ولا يزال الخلاف المرير بين الدول الثلاث بشأن ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله دون حل حتى بعد أن بدأ ملء الخزان خلف السد في يوليو الماضي.
وقال رئيس الاتحاد الأفريقي سيريل رامافوسا في بيان “استئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة.. هو إعادة تأكيد للثقة التي لدى الأطراف في عملية التفاوض التي تقودها أفريقيا”.
وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية استدعت السبت السفير الأميركي مايكل رينور بسبب ما وصفته بأنه “تحريض على الحرب” بين إثيوبيا ومصر من الرئيس الأميركي. ودعا ترامب الجمعة إلى اتفاق بين البلدين، لكنه اعتبر أن الوضع خطير وأن القاهرة قد “تفجر ذلك السد”.
وقالت وزارة الري السودانية إن مناقشات الثلاثاء ستتناول شكلا جديدا للمحادثات يتاح فيه للخبراء والمراقبين دور أكبر. وأوضحت الوزارة في بيان أن أساليب التفاوض الجديدة سترفع إلى رؤساء الدول للبت فيها واستئناف المفاوضات على أساس جدول زمني محدد.
وانسحبت مصر، التي تحصل على أكثر من 90 في المئة من إمداداتها من المياه العذبة الشحيحة من نهر النيل وتخشى أن يدمر السد اقتصادها، من المفاوضات في أغسطس بعد أن اقترحت إثيوبيا جدولا زمنياً جديدا لملء سد النهضة.
واتهم ترامب أيضا إثيوبيا بخرقها لاتفاق سبق أن توسطت فيه الولايات المتحدة لحل النزاع، مما أجبره على تقليص التمويل المخصص لها. وقال ترامب “لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً”.
وأردف “لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا بهذا الاتّفاق”. وخفضت الولايات المتحدة 100 مليون دولار من المساعدات لإثيوبيا في سبتمبر الماضي بسبب موقفها من سد النهضة.
وجرت مفاوضات ثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في فبراير، في واشنطن، وقعت في ختامها مصر بالأحرف الأولى على اتفاق ثلاثي بشأن قواعد ملء السد، فيما امتنعت إثيوبيا عن التوقيع.
وتعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.
وقال نواب إثيوبيون الاثنين إنه “لا قوة على وجه الأرض” ستوقف استكمال السد وإنهم مستعدون للدفاع عنه من الهجمات الداخلية والخارجية على حد سواء. ولفت النواب في بيان “سندافع عن أي هجمات ومؤامرات داخلية وخارجية محتملة وسنكمل السد”.
ويعتبر سد النهضة أكبر مشروع قومي تنموي بالنسبة للإثيوبيين وتراهن عليه أديس أبابا لإنتاج وتصدير الطاقة الكهرمائية.