إيما رادوكانو تظفر ببطولة أميركا وتتوج كأصغر لاعبة تنس

قدمت البريطانية الشابة إيما رادوكانو أداء مذهلا في بطولة أميركا المفتوحة للتنس توجته بالفوز على منافستها الكندية ليلى فرنانديز في مواجهة بين مراهقتين في نهائي فردي السيدات في رابع وآخر البطولات الكبرى للموسم الحالي. وبعد الفوز أصبحت رادوكانو (18 عاما) أول لاعبة صاعدة من التصفيات تحرز لقبا كبيرا، كما أصبحت أول لاعبة بريطانية تحرز لقبا كبيرا منذ تتويج فيرجينيا ويد بلقب بطولة ويمبلدون في 1977.
لندن - خطفت اللاعبة البريطانية إيما رادوكانو أضواء عالم التنس بعدما فازت على الكندية ليلى فرنانديز (6 – 4 و6 – 3) في نهائي فردي السيدات ببطولة أميركا المفتوحة للتنس، لتحرز أول لقب بمسيرتها في البطولات الأربع الكبرى.
وفي ما يلي حقائق عن اللاعبة البريطانية التي لم تتجاوز (18 عاما)، وفجرت مفاجأة بفوزها باللقب رغم تصنيفها المتأخر (150 عالميا)، وعدم تصنيفها من الأساس في بطولة أميركا المفتوحة.
كان طريق إيما إلى اللقب غير سهل على الإطلاق، ففي الدور الأول فازت على السويسرية ستيفاني فوجيل (6 – 2 و6 – 3)، وفي الدور الثاني فازت على الصينية شواي تشانغ (6 – 2 و6 – 4). وكانت خطوات اللاعبة البريطانية واثقة، حيث فازت في الدور الثالث على الإسبانية سارة سوريبس تورمو (6 – 0 و6 – 1)، ثم فازت في الدور الرابع على الأميركية شيلبي روجرز (6 – 1 و6 – 2). وبدأت إيما تتحسس خطواتها نحو اللقب، بعد أن قهرت منافستها السويسرية بليندا بنتشيتش، المصنفة 11 عالميا، في دور الثمانية بنتيجة (6 – 3 و6 – 5). وواصلت تألقها في الدور قبل النهائي، حيث فازت على اليونانية ماريا ساكاري، المصنفة الـ17 عالميا، بنتيجة (6 – 1 و6 – 4).
إنجاز رادوكانو في ويمبلدون والذي وصفه غالاغر بأنه مقدس، يبدو أنه بات من الماضي خاصة بعد التتويج بلقب فلاشينغ ميدوز.
وتمتلك رادوكانو مواهب متعددة حيث تهوى أيضا ممارسة سباقات “جو كارتينغ” للسيارات وموتوكروس، ركوب الخيل، الرقص، الغولف، التزلج وكرة السلة. وبعيدا عن الرياضة أبدت رادوكانو شغفا في تعلم اللغتين الصينية والرومانية الخاصة بوالديها، كما تتحدث لغة الماندرين، وتشاهد البرامج التلفزيونية التايوانية بنهم، وتعشق زيارة جدتها ماميا في بوخارست. ووضعت رادوكانو لاعبة التنس الصينية لي نا والرومانية سيمونا هاليب على رأس قائمة الملهمين لها.
وبدأت رادوكانو التتويج بالألقاب الوطنية في بريطانيا وهي في سن التاسعة واستمرت على نهجها في سن الثانية عشرة وصولا إلى سن السادسة عشرة، وجاء أول لقب لها في بطولات الاتحاد الدولي للتنس لفئة الناشئين في سن الثالثة عشرة وبلغت دور الثمانية لبطولة ويمبلدون للناشئات في 2018 عندما فازت على الكندية ليلى فيرنانديز منافستها في نهائي فلاشينغ ميدوز.
إنه حلم
إيما رادوكانو ستصعد إلى المركز الـ24 عالميا عند صدور قائمة التصنيف الجديدة الإثنين بعد الفوز باللقب
بعد التتويج قالت رادوكانو وهي في قمة السعادة “إنه حلم. لا أستطيع أن أصدق.. لقد فزت بلقب إحدى البطولات الكبرى”.
وفي هذه البطولة خاضت رادوكانو 10 مباريات منها ثلاث في التصفيات دون أن تخسر مجموعة واحدة كما أنها انتصرت في كل هذه المواجهات دون الوصول لشوط التعادل وفازت خلال الرحلة على لاعبات كبيرات تماما مثل فرنانديز. ورغم ما تقوله الأرقام والإحصاءات أكدت رادوكانو أن الإنجاز لم يتحقق بسهولة عندما قالت “أود القول إنه رغم أن الواقع يقول إنني لم أخسر مجموعة واحدة طوال البطولة فأنا أعتقد أنني واجهت الكثير من الصعوبات في كل مباراة.. واجهت بعض اللحظات الصعبة التي تراجعت فيها معنوياتي”.
وأضافت “أعتقد أن أفضل ما قمت به خلال هذه البطولة كان الصمود والاستبسال خلال اللحظات التي كنت بحاجة خلالها لذلك”.
وبالنسبة إلى فرنانديز فإنها واجهت لأول مرة خلال البطولة التي استمرت أسبوعين لاعبة تصغرها سنا لكنها رغم ذلك فشلت في الصمود في مواجهة المنافسة البريطانية التي حافظت على هدوئها وتركيزها تماما طوال المواجهة.
وقالت رادوكانو عن مباراة اللقب “كانت مباراة في منتهى الصعوبة لكني أعتقد أن المستوى كان مرتفعا للغاية، لأن ليلى دائما تسعى لتقديم أداء كبير وهي تقاتل على كل كرة. هذه هي طبيعتها كمنافسة وأعتقد أن قدرتي على الصمود والحفاظ على تركيزي كان حاسما في هذه اللحظات الصعبة”.
ورغم أن النتيجة ربما توحي بأن المواجهة كانت من جانب واحد، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك إذ ستمرت المباراة نحو ساعتين وشهدت الكثير من الإثارة وخاصة في المجموعة الثانية عندما حاولت فرنانديز العودة وتعرضت رادوكانو لإصابة في الركبة.
وحصلت رادوكانو على جائزة مالية قيمتها 2.5 مليون دولار. وقالت البطلة الجديدة “لا أعرف ما الذي سأفعله غدا.. فقط أحاول الاستمتاع باللحظة. الآن لا أهتم بشيء على الإطلاق. أنا سعيدة للغاية”.
مسيرة ناجحة

ولدت رادوكانو لأم صينية وأب روماني في تورونتو بكندا ثم انتقلت بعد عامين إلى لندن وبدأت في ممارسة التنس في الخامسة من العمر. تحولت إلى الاحتراف في 2018 ووصلت لقائمة أول 20 مصنفة على مستوى الناشئات. استهلت إيما مسيرتها في بطولات المحترفات في بطولة على الملاعب العشبية في نوتنغهام في يونيو 2021، وتوجت بـ3 ألقاب في بطولات الاتحاد الدولي للتنس.
وبدأت شهرتها عندما ظهرت لأول مرة في القرعة الرئيسية لبطولة كبرى وكان ذلك في بطولة ويمبلدون في يوليو 2021، عندما شاركت ببطاقة دعوة بينما كانت تحتل المركز 338 عالميا، لكنها صعدت إلى الدور الرابع (دور الـ16)، إلا أنها انسحبت من مباراتها أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش بسبب معاناتها من صعوبات في التنفس.
ووصلت اللاعبة البريطانية إلى نهائي بطولة في شيكاغو في أغسطس 2021، ثم تأهلت للمشاركة في القرعة الرئيسية في بطولة أميركا المفتوحة، بعد فوزها في جميع المباريات الثلاث التي خاضتها في تصفيات البطولة، دون خسارة أي مجموعة.
وتحتل حاليا المركز 150 في قائمة التصنيف الدولية وأصبحت أول لاعبة صاعدة من التصفيات تحرز لقبا في البطولات الكبرى، وفازت بلقب أميركا المفتوحة دون أن تخسر أي مجموعة في التصفيات والبطولة على حد السواء.
وأصبحت إيما أول بريطانية تحرز لقب أميركا المفتوحة منذ فيرجينيا ويد في 1968، كما أصبحت أول بريطانية تحرز لقبا كبيرا منذ فوز ويد بلقب ويمبلدون في 1977.
وستصعد إيما إلى المركز الـ24 عالميا عند صدور قائمة التصنيف الجديدة الإثنين، بعد الفوز باللقب، ومن ثم ستصبح أعلى لاعبة بريطانية تصنيفا بعد التفوق على جوانا كونتا التي ظلت اللاعبة البريطانية الأعلى تصنيفا طوال 310 أسابيع.