إيمان حكيم تنتصر لحرية المرأة عبر لوحات انطباعية

الفنانة التشكيلية المصرية ترى أن الحركة التشكيلية العربية صارت قريبة من الحركة التشكيلية العالمية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.
السبت 2021/01/30
المرأة عند حكيم سيدة متربعة تخطو في ثقة وانتصار

تخصّصت الفنانة التشكيلية المصرية إيمان حكيم في رسم الأنثى بين انكساراتها وانتصاراتها، لتدور جميع لوحاتها في فلك حرية المرأة وقضاياها، والموروثات الشعبية التي تعيق مسيرتها في المجتمعات الشرقية، وهي في ذلك ترى من واجبها كفنانة عربية الانتصار لبنات جنسها من أجل التحقّق وسط مجتمع ذكوري لا يزال يفرّق بين النسوية والذكورية حتى في الأعمال الفنية.

القاهرة - أكّدت الفنانة التشكيلية المصرية إيمان حكيم أن حاضر ومستقبل الحركة التشكيلية المصرية والعربية “مطمئن جدا رغم ما تعانيه من مشكلات”، مشيرة إلى أن الحركة التشكيلية العربية “صارت قريبة من العالمية”.

وقالت حكيم إن التشكيليين العرب يعانون من عدم وجود ثقافة فنية لدى المجتمع، وغياب الوعي وافتقاد الدراية بالفنون التشكيلية، واقتصار ذلك على شريحة قليلة من الناس “هي فقط التي يمكنها أن تفرّق بين الأعمال الفنية الأصيلة، والأعمال التجارية والمطبوعة، بجانب افتقاد الفنانين لثقافة الترويج لأعمالهم التشكيلية وتسويقها”.

وعبّرت حكيم عن شعورها بالفخر تجاه الكثير من الأسماء التشكيلية العربية التي حازت مكانة محلية ودولية بفضل ثقافتها، وما امتلكته من أدوات فنية جعلت منها وجوها فنية عربية رائدة.

وقالت إن الحركة التشكيلية العربية صارت قريبة من الحركة التشكيلية العالمية، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت عمليات التبادل الثقافي بين الفنانين في العالم أجمع، وصار من السهل على كل فنان وفنانة متابعة المشهد التشكيلي العالمي بكل مدارسه وأحداثه، مشيرة إلى أن العالم العربي باتت لديه وجوه تشكيلية عالمية.

وعن مكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قالت الفنانة، إن المرأة حظيت بمكانة كبيرة في ذلك المشهد، وأرجعت ذلك إلى “الطموح والإصرار والتحدّي الغريزي داخل كل امرأة، وهو أمر يدفعها لتجاوز مسألة المنافسة كما يدفعها دائما إلى السعي لتحقيق خطوات جديدة في حياتها ووسط مجتمعها”.

وحول رؤيتها لما يثار عن وجود فن ذكوري وآخر نسوي، قالت حكيم، إنها لا تعتقد في مثل تلك التصنيفات، مشيرة إلى أن هناك أعمالا نحتية في منتهى الصعوبة، وتحتاج لقدرات خاصة في التنفيذ، ويسود اقتناع قوي بأنها لأحد النحاتين الرجال، ثم يتبيّن أنها من إبداع فتاة.

إيمان حكيم: مستقبل الحركة التشكيلية المصرية والعربية مطمئن جدا رغم ما تعانيه من مشكلات
إيمان حكيم: مستقبل الحركة التشكيلية المصرية والعربية مطمئن جدا رغم ما تعانيه من مشكلات

ولفتت حكيم إلى أن لوحات فنية أخرى شاهدتها وتوقفت كثيرا أمام رقتها ونعومتها اللافتة، ممّا يشير إلى أنها من إبداع امرأة، ثم يتبيّن أنها من إبداع رجل من الفنانين المبدعين، “الذي تمكن من أدواته وبات قويا في أدائه وصار يرسم بخفة ورشاقة”.

وعن موضوعات أعمالها الفنية، قالت الفنانة المصرية إنها مهمومة على الدوام بالمرأة وقضاياها وما تواجهه من مصاعب من أجل التحقّق، وما تعيشه من انتصارات وانكسارات، بجانب انشغالها بوطنها مصر وبعالمها العربي، مشيرة إلى أن كل تلك الموضوعات تظهر بوضوح في لوحاتها، وتنعكس على ممارستها الفنية.

وهي تحرص في أعمالها الفنية على تقديم انطباعها بالحالة التي أثّرت فيها، وعن ذلك تقول “هذه الانطباعات الذاتية تلتحم في كل مرة بفكري ووجداني، فتتشكّل وفق جوانب جديدة يفرزها الواقع، مع امتزاجه بعمق ذاتي الفنية التي لها مخزون سابق، فيتبلور هذا كله جنبا إلى جنب كي أصل بالفكرة والخط واللون والتكنيك، مع اختلافات التقنية لمفهوم آخر وسر جديد ورسالة جديدة أقدّمها، قد تكون مشرقة وقد تكون ناقدة وساخرة لأمور سلبية تعتصرنا نتشربها ونحيا بها بكل هدوء”.

وتوضّح “عشقي للتجريب يساعدني في الدخول إلى مناطق جديدة في العمل الفني تخدم الفكرة وتؤكّدها، حيث أصبح الاختزال أكثر وبدأ الخط يكون له تأثير أقوى في بعض الأعمال المشتغلة على اللمسات الكثيرة الملونة، كما أن الجماد له دور مهم في لوحاتي لا يقل أهمية عن دور الفتاة أو المرأة والطائر أيضا”.

وحول حضور الرجل والمرأة في أعمالها، أشارت حكيم إلى أن حضور الرجل ضعيف في أعمالها الفنية، وأنها حين تتناول الرجل فهي ترسمه كطاووس يزهو بنفسه “وهو من الداخل أجوف”.

وأضافت أن هذه هي الثيمة المفضلة لها حين ترسم الرجل، وأحيانا تراه مكملا للمرأة وداعما لها، مشيرة إلى أنها حين ترسم المرأة تجعل منها “سيدة متربعة تخطو في انتصار”.

واستبعدت الفنانة المصرية فكرة أن يستطيع الفنان التشكيلي العربي العيش من عائدات ممارسته للفنون التشكيلية، حيث لا يتحقّق له ذلك إلاّ في مرحلة فنية وعمرية متأخرة، مشدّدة على ضرورة وجود عمل لكل فنان، يوفّر له نفقات ومتطلبات الحياة ويساعده على ممارسة الفن بحرية.

وحول علاقتها باللوحة والفرشاة والألوان، قالت حكيم إن ذلك الثلاثي يمثل عالمها الخاص، وهم أصدقاؤها الذين تبوح لهم بما يجول في دواخلها.

وحول شعورها وهي تمارس طقوس الرسم، قالت “الرسم يمنحني الشعور بالمتعة وأجواء نفسية صحية، إذ أجد نفسي حين أرسم وكأنّني أصنع لغزا وأسير في طريق ممتد لفكّ غموضه وشفراته”.

وإيمان حكيم عضو بنقابة الفنانين التشكيليين المصريين، وأتيليه القاهرة، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والمركز العالمي للفنون التشكيلية بأبوظبي.

وأقامت الفنانة التشكيلية المصرية وشاركت، في قرابة مئة معرض فني ما بين شخصي وجماعي في مصر والسعودية وليبيا وإيطاليا وبريطانيا وماليزيا، فيما تنتشر لوحاتها كمقتنيات رسمية في العديد من البلدان، بينها مصر والإمارات والكويت وماليزيا وكازاخستان وكندا والولايات المتحدة.

Thumbnail
13