أيمن الدرسي فنان مجدد يحقق نجاحا عربيا ويطمح للشهرة العالمية

صوت جبلي قادم من بنغازي سرعان ما لقي جمهورا منصتا.
السبت 2024/11/16
فنان له بصمة خاصة في عالم الفن الشعبي

للموسيقى الليبية طابعها الخاص وعوالمها التي تميزها عن غيرها، ويفتح تكامل اللحن والكلمة للأغاني الليبية طريق الشهرة الواسع عربيا، علاوة على انفتاحها على الآخر فتغنى بها التونسيون والعرب عموما، وصار لها جمهور واسع. ومؤخرا صعد نجم المغني الليبي أيمن الدرسي الذي قدم أغاني حصدت نجاحا كبيرا في ليبيا وخارجها.

سطع نجم أيمن الدرسي في سماء الساحة الفنية الليبية والعربية في السنوات الأخيرة، محققا بشهادة الأوساط الفنية، نجاحا باهرا، من خلال مجموعة من الأغاني التي تبرز موروثا ليبيا زاخرا.

وأيمن الدرسي من مواليد 1987 وهو صوت جبلي قوي وذو جودة عالية، ينحدر من مدينة بنغازي شرق ليبيا، بدأ خطواته الغنائية الأولى منذ سنة 2004 ثم دخل عالم الفنّ سنة 2007، ليقتحم عالم الشهرة في السنتين الأخيرتين بإنتاج فني كبير وأغان يرددها الصغير والكبير في كامل أنحاء ليبيا وخصوصا في محافظات الجنوب التونسي وأفراحه ومناسباته.

أسرار النجاح

◙ الدرسي يحظى ببصمة خاصة في عالم الفنّ الشعبي باعتباره من الفنانين القلائل المتحصّلين على الدرع الفضّي من اليوتيوب
◙ الدرسي يحظى ببصمة خاصة في عالم الفنّ الشعبي باعتباره من الفنانين القلائل المتحصّلين على الدرع الفضّي من اليوتيوب

يحظى الدرسي ببصمة خاصة في عالم الفنّ الشعبي باعتباره من الفنانين القلائل المتحصّلين على الدرع الفضّي من اليوتيوب، ومعروف بتحطيمه للأرقام القياسية في نسب المشاهدة على أغانيه، على غرار الأغنية الأشهر “كيف الصقر”، و”دورني تلقاني” و”نحن الملوك” وغيرها.

يقول أيمن الدرسي “انطلقت مسيرتي الفنية سنة 2004، لكن نجاحي كان مقترنا بإنتاج أغنية ‘كيف الصقر’ وهو عمل قرّبني من الجمهور” لافتا إلى أن “حسن اختيار الشعراء والموزعين وتبسيط الكلمة من أبرز عوامل النجاح، فضلا عن النوايا الطيبة في الميدان الفنّي.”

ويؤكد في تصريح لـ”العرب”، “تعاملت مع أبرز الشعراء في ليبيا على غرار الشاعر صلاح النجار، أنيس الشريف وأكرم الزوي” مشيرا إلى أن “محمد حسن والراحلة ذكرى محمد من أبرز المدارس الفنية التي يمكن الاقتداء بها، مع العمل على نحت طابع فني خاص بلحن ليبي وإضافة إيقاعات غربية”.

وحققت مختلف أعماله الفنية في السنتين الأخيرتين نسب مشاهدة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أوضح الفنان الليبي أنه “خلال سنة ونصف حققت أغانيه قرابة 115 مليون مشاهدة، بواقع 26 مليون مشاهدة لأغنية “كيف الصقر”، و16 مليونا لأغنية ‘دورني تلقاني’، و11 مليونا لأغنية ‘نا رفيقي ما نسيّبه’، و14 مليونا لأغنية ‘أحنا الملوك’، و5 ملايين مشاهدة لأغنية ‘يا الحزينة’.”

وكان الدرسي قد شارك الصيف الماضي في المهرجان الدولي بتطاوين (جنوب تونس)، في حفل عرف حضورا جماهيريا كبيرا، مشيرا إلى كونه “بصدد التحضير للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي وإعداد عمل فنّي جديد مع فنان الراب التونسي أرماستا”.

فنان مجدد

 سرّ نجاح الدرسي يرتبط أساسا بصوته الجميل في الأداء، فضلا عن تنويع الاختيارات
◙ سرّ نجاح الدرسي يرتبط أساسا بصوته الجميل في الأداء فضلا عن تنويع الاختيارات

تملك ليبيا موسيقى كلاسيكية تنتشر في مختلف ربوع البلاد، فضلا عن استقطابها لذائقة عشاق الفن في الجنوب التونسي خصوصا، بالإضافة إلى تبوئها مكانة هامة في أفراح التونسيين ومناسباتهم، نظرا إلى كونها تجمع بين اللحن الشجي والصورة الشعرية المعبرة.

وتقول أوساط فنيّة إن سرّ نجاح الدرسي يرتبط أساسا بصوته الجميل في الأداء، فضلا عن تنويع الاختيارات والمواضيع التي يتغنى بها، حيث تغنى بالحب والأم والأب والعلاقات والروابط الاجتماعية على غرار الصداقة والأخوة، بأسلوب مبسّط وجمل فنية وموسيقية عميقة سرعان ما تؤثر في المتلقي.

ويشدد الشاعر التونسي الصحبي شعير الذي كانت له صولات وجولات طويلة في ليبيا، على أن “الدرسي يعتبر من الفنانين القلائل في النمط الموسيقي الذي يقدّمه”، قائلا “عاشرت القدامى والعمالقة في ليبيا على غرار الراحل محمد حسن، لكن ما يقدمه أيمن الدرسي مختلف ومطلوب”.

ويوضح في تصريح لـ”العرب” أن “الدرسي يبذل منذ فترة مجهودا كبيرا ويمتلك صوتا مميّزا جدّا، فضلا عن اختيارات جيّدة للكلمة المميزة والمعبّرة.” ويلفت الصحبي شعير إلى أن “هناك موجة في ليبيا ظهر بها بعض الفنانين بإعادة جملة فنية معيّنة، في المقابل فإن الدرسي يبحث ويطوّر من اختيارته وينوعها من عمل إلى آخر.” وأشار شعير إلى أنه “بصدد تحضير أعمال فنيّة مع الملحن الليبي محمد الصادق” لافتا إلى أن نوعية قصائده الشعرية تتماشى مع الصوت الجميل لأيمن الدرسي.

ويحاول الدرسي دائما المحافظة على عراقة الكلمة الليبية في جوهرها ودلالاتها، مع العمل على ابتكار طابع موسيقي جديد يشمل مختلف الفئات العمرية والأذواق الموسيقية. وتشترك تونس وليبيا في العديد من الأغاني خاصة التراثية منها، وكذلك الأغاني المرتبطة بالأعراس كأغنية “غريبة” و”طق العود” وغيرهما، كما أن مدن الجنوب التونسي والمناطق الغربية في ليبيا تتقاسم الموسيقى والألحان والشعر الشعبي ذاته.

وبالإضافة إلى أيمن الدرسي، تضم الساحة الفنية الليبية الحالية العديد من الأسماء اللامعة التي تشق طريقها بجد نحو النجاح، من أمثال أسماء سليم وسمير الكردي ووليد التلاوي والأخوين رمزي وعصام العبيردي وفوزي المزداوي ومفتاح معيليف ومحمد هدية ورمضان ونيس وعصام الطويل وأحمد السوكني وأحلام اليمني وسيراج الشيخي ورمزي أشهوب وحافظ العروي وباسم الفرجاني، وأبوبكر محمد وعلي العبيدي، وآخرين.

14