"أهلا مدارس" معرض يخفف عبء شراء مستلزمات التعليم

مع كل بداية سنة دراسية تنشغل العائلات المصرية بتدبير تكاليف المستلزمات المدرسية لأبنائها في ظل غلاء الأسعار وضعف المقدرة الشرائية لدى أغلبها. لكنّ معرض “أهلا مدارس” الذي ينطلق في أغلب المحافظات المصرية قبل العودة المدرسية يخفف العبء عنها بتخفيضات هامة تساعدها على الإيفاء بواجبات تعليم أطفالها.
القاهرة - قبل أسابيع قليلة من العام الدراسي الجديد، أطلقت الحكومة المصرية معرضا سنويا لبيع اللوازم المدرسية بأسعار منخفضة في محاولة لتخفيف العبء عن أولياء الأمور.
وانطلق معرض “أهلا مدارس” في 16 سبتمبر الجاري ويستمر حتى 30 من نفس الشهر بأرض المعارض في مدينة نصر شرق القاهرة. وشهد معرض “أهلا مدارس”، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لشراء كافة الأدوات المكتبية ومستلزمات المدارس للاستفادة من التخفيضات الهائلة المقدمة.
وقال تامر أحمد وهو محاسب يبلغ من العمر 40 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه لا يستطيع العثور على هذه الأسعار المنخفضة في المكتبات ومحلات القرطاسية في القاهرة، مؤكدا أن المعرض فرصة جيدة جدا للآباء للتسوق.
وأضاف أحمد وهو أب لثلاثة أطفال أنه يوصي أصدقاءه وأقاربه كلما التقى أحدهم بشراء اللوازم المدرسية لأطفالهم من المعرض.
وتابع قائلا “إن جهود الحكومة لتخفيف العبء عن الآباء من خلال إقامة مثل هذه المعارض مهمة حقا للأسر ذات الدخل المنخفض”، معربا عن أمله أن تستمر الحكومة في إقامة فعاليات من هذا النوع في جميع أنحاء البلاد.وقالت إيمان عبدالله التي تعمل معلمة في القاهرة إنها تمكنت من شراء كل المستلزمات الدراسية التي تريدها لبناتها الثلاث. وأضافت عبدالله، وهي تحزم الأشياء التي اشترتها “لم أكن بحاجة للذهاب إلى عدة أماكن لشراء اللوازم المدرسية لبناتي لأن المعرض يشمل كل ما نحتاجه”.ولفتت إلى أن معظم المنتجات في المعرض بمستوى جودة جيدة للغاية.
ويجمع المعرض حوالي 210 شركات لبيع الحقائب المدرسية والزي المدرسي والأحذية والمواد الغذائية والأقلام وكتب تنمية المهارات والكراسات والملفات وغيرها من مستلزمات المدارس الأخرى، مع خصومات تبدأ من 35 في المئة وتصل إلى 45 في المئة كما أكد أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية.
لم يكتف المعرض بتوفير أدوات مدرسية بأسعار منخفضة للمواطنين والأسر وتلاميذ المدارس، وإنما سيشهد أيضا جناحًا خاصًا بكل ما يتعلق بالأغذية المدرسية من معلبات وجبن وسلع غذائية تستعملها الأسر المصرية في تغذية أولادها خلال العام الدراسي.
وقال محمد عمر صاحب شركة كراسات وكشاكيل، إن المعرض فرصة مثالية للبائعين والمشترين، موضحا أن الحكومة لا تفرض أي رسوم على البائعين خلال عرض منتجاتهم.
210
شركة لبيع المستلزمات المدرسية تقدم خصومات تبدأ من 35 في المئة وتصل إلى 45 في المئة
وقال عمر، الذي يشارك في المعرض للعام الخامس على التوالي، إن أكثر من 70 في المئة من البضائع المعروضة صناعة مصرية. وأضاف أن الآباء لا يصدقون أسعار منتجاتنا والمعرض هدية كبيرة من الحكومة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وعادت جهاد أحمد للمعرض مرة أخرى بعد أن اكتشفته السنة الماضية، لشراء كل احتياجات طفليها قائلة “اشتريت كل مستلزمات المدرسة لأولادي ولابن أختي أيضا، ولم يعد ينقصهم شيء حتى أني اشتريت لهم البسكويت ومنتجات الألبان التي يحبونها”، لافتة إلى أنّها وفرت نحو نصف المبلغ الذي اعتادت على الشراء به كل عام.
وقالت صديقتها حنان السيد، إنّها تعرفت على المعرض للمرة الأولى من جارتها جهاد وأتت لشراء أدوات أبنائها السبعة، معربة عن سعادتها بتخفيض الأسعار، ما جعلها تشتري احتياجاتها من ميزانيتها البسيطة، “اشتريت ما يحتاجه أطفالي، لم أكن متوقعة أنني سألاقي هذه الأسعار”.
ويأتي المعرض في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية استعدادا لانطلاق العام الدراسي الجديد في التاسع من شهر أكتوبر المقبل. وأطلقت وزارة الصحة المصرية حملة لتطعيم جميع المنتسبين لوزارة التعليم من معلمين وإداريين وموظفين وطلبة بالمرحلة الثانوية.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مطلع الشهر الجاري، في أحد اللقاءات العامة “نحن حريصون على أن يبدأ العام الدراسي الجديد ونحن قد طعمنا أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعات”، مشيرا إلى أنه إذا أمكن لاحقا سوف يتم تطعيم طلاب المدارس الثانوية كذلك.
وتبذل الحكومة المصرية جهودا حثيثة لانتظام العملية التعليمية هذا العام، بعد أن تأثرت بشدة خلال العامين الماضيين بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها لمواجهة الأزمة.
وأعرب مدحت إبراهيم معلم بإحدى مدارس المرحلة الإعدادية، عن سعادته البالغة، بحصوله على لقاح سينوفاك الصيني، استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد.
وقال إبراهيم “للأسف الشديد، تفشي جائحة كورونا أثر بالسلب على العملية التعليمية خلال العامين الدراسيين الماضيين”، مشيدا بالجهود التي تقوم بها الدولة المصرية للحد من هذه الآثار السلبية وتهيئة المناخ المناسب لعام دراسي أكثر انتظاما وفعالية.
كما أشاد بمعرض “أهلا مدارس”، مشيرا إلى أن المعرض لا يقتصر على القاهرة فقط وإنما يتم تنظيمه في جميع المحافظات المصرية لتخفيف العبء عن كاهل الأسر المصرية، وتوفير أدوات مكتبية وحقائب وأحذية وكتب مدرسية ومستلزمات التعليم بأفضل الأسعار.
وأوضح أن ذلك يتكامل مع توجهات الدولة لتطوير وتحديث العملية التعليمية بشكل شامل، سوء في بنيتها التحتية من توفير مدارس مناسبة وصيانة وتحديث القائم، أو من خلال تطوير البنية التكنولوجية فيها، وتوفير الأجهزة اللوحية (التابلت) للطلبة.