أمل نتنياهو في إعادة انتخابه معلق بنجاح حملة لقاح كورونا

من غير الواضح ما إذا كانت رسالة نتنياهو ستلقى صدى لدى جحافل الناخبين الذين فقدوا وظائفهم مع دخول البلاد في عملية إغلاق ثالثة.
الخميس 2021/01/07
مهمة صعبة

القدس – بالنسبة إلى رئيس الوزراء المهووس بوسائل الإعلام بنيامين نتنياهو، وصل لقاح فايروس كورونا في الوقت المناسب.

ومع اقتراب موعد الانتخابات في مارس، وضع نتنياهو حملته التطعيمية الرائدة عالميًا في قلب حملته لإعادة انتخابه، حيث أطلق حملة إعلامية قوية تصوره على أنه يقود البلاد بمفرده تقريبًا للخروج من أزمة الوباء.

ويبدو أنه يراهن على أن جهود التلقيح الناجحة يمكن أن تقنع الناخبين بنسيان محاكمة الفساد والأضرار الاقتصادية الناجمة عن أزمة فايروس كورونا.

وكثيرًا ما يحاول نتنياهو -مثل صديقه الحميم دونالد ترامب وغيره من قادة العالم- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات الصحافية الخاضعة لرقابة مشددة لتجاوز وسائل الإعلام التقليدية. ولئن خدمت هذه الإستراتيجية نتنياهو في الكثير من الأحيان بشكل جيد، فإن هوسه بالتحكم في السرد يهدد بنتائج عكسية.

وساهمت تكتيكات نتنياهو في اندلاع انتفاضة جديدة داخل حزبه، حيث اتهمه اثنان من المنشقين عن الحزب بخلق “جو شخصي” في خطابات استقالتهما.

ومنذ أن أصبح أول إسرائيلي يتم تطعيمه قبل أسبوعين في حدث احتفالي تم بثه على الهواء مباشرة على التلفزيون الوطني، قام مكتب نتنياهو بضخ تدفق مستمر من البيانات والتغريدات ومقاطع الفيديو التي تظهر رئيس الوزراء يمجد فضائل اللقاح ويدعي أن له الفضل في جعلها متاحة للجمهور.

وقال نتنياهو مؤخراً للعاملين بالمجال الصحي في عيادة في بلدة عربية بشمال إسرائيل بينما ناشد السكان الحصول على اللقاح “أحضرت اللقاحات، وأنتم تعطون اللقاحات. العالم كله مندهش من إسرائيل”.

وحسب العديد من التقديرات، حققت إسرائيل إنجازًا مهمًا حتى الآن. وفي ما يزيد قليلاً عن أسبوعين، أعطت الدولة ما يقرب من 1.4 مليون شخص لقاح فايزر، أي ما يقارب 15 في المئة من سكانها. وهذا هو أعلى مستوى في العالم على أساس نصيب الفرد، حيث تهدف إسرائيل إلى تطعيم معظم السكان بحلول نهاية شهر مارس، في وقت قريب من موعد الانتخابات.

تحدي كورونا
تحدي كورونا

وجعل نتنياهو الحملة ذات طابع شخصي للغاية. ورحب بأول شحنة لقاحات في المطار. وقد تم تطعيمه وأذيع المشهد على التلفزيون الوطني، وتواجد في العيادات الصحية لتحية مليون و500 ألف شخص سيتم تطعيمهم، مع بث كلا الحدثين مباشرة على موقع “يوتيوب”.

ويتفاخر نتنياهو بعلاقاته مع الرؤساء التنفيذيين لشركة فايزر ومودرنا، مما يعني أن صلاته ساعدت في الحصول على الملايين من جرعات اللقاحات التي يصعب الحصول عليها. وقال مؤخرًا بسخرية “إنني أتحدث إليهم طوال الوقت”.

وفي الأسبوع الماضي، رحب نتنياهو بالجاسوس الأميركي المدان جوناثان بولارد في إسرائيل، متوجًا بذلك قصة استمرت 35 عامًا. وقال نتنياهو على مدرج المطار في منتصف الليل “يا لها من لحظة!”. وفيما لم تتم دعوة أي وسائل إعلام لمشاهدة اللحظة أصدر مكتب نتنياهو في وقت لاحق صورا ومقاطع فيديو على الهاتف الذكي التقطها أحد المساعدين.

أما المواد والمقاطع التي يوزعها حزبه السياسي، الليكود، فتذهب إلى ما هو أبعد من ذلك؛ ففي نوفمبر، صدر مقطع فيديو لنتنياهو وهو يقص شعره ويذهب إلى متجر للخضروات، وهي رسالة مفادها أنه كان يؤدي دوره في مساعدة الشركات المتعثرة التي تضررت من الأزمة الاقتصادية في البلاد.

ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستشتري ما يكفي من اللقاحات لمواكبة الوتيرة المتسارعة لعمليات التلقيح. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت رسالة نتنياهو ستلقى صدى لدى جحافل الناخبين الذين فقدوا وظائفهم خاصة مع دخول البلاد في عملية إغلاق ثالثة حيث تواجه تفشيًا جديدًا للوباء.

وفي غضون ذلك، تلوح في الأفق محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، والتي من المقرر أن تستأنف في الأسابيع المقبلة. ووجهت إليه تهمة الاحتيال وخيانة الأمانة وقبول الرشاوى.

5