ألمانيا تضع الوساطة بين واشنطن وبكين نصب عينيها

برلين - قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لوسائل إعلام محلية إن ألمانيا تريد بذل جهود للتوسط بين الولايات المتحدة والصين خلال رئاستها المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وتلقت العلاقات بين واشنطن وبكين، التي كانت على أرض هشة بالفعل، ضربة أخرى الأسبوع الماضي عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ إجراء في ما يتعلق بتشريع الأمن القومي الصيني لهونغ كونغ المثير للجدل.
وقال ماس في تصريحات لمجموعة فونكه الإعلامية نُشرت على الإنترنت الاثنين “نحن الأوروبيين بشكل خاص ليست لدينا مصلحة في أن يصبح تضارب المصالح بين الصين والولايات المتحدة غير قابل للتوفيق”. وأضاف أنه يجب ألا ينقسم العالم بين فلكين: الصين والولايات المتحدة.
وتهيمن الخلافات الأميركية الصينية على مجلس الأمن الدولي حاليا، حيث تعرقل بشكل متواصل الكثير من الملفات.
وتسببت جائحة وباء كوفيد – 19 العالمية في تفجير منافسة شرسة بين واشنطن وبكين المساهمين الماليين الرئيسيين في منظمة الأمم المتحدة. ولم يخف دبلوماسيون ومسؤولون في الأمم المتحدة تشاؤمهم ومخاوفهم في ظل اتساع مصادر التوتر بين الصين والولايات المتحدة. ويستذكر هؤلاء الشلل الذي أصاب مجلس الأمن خلال سنوات الحرب الباردة، ويقولون إن “آخر ما نحتاج إليه الآن هو حرب باردة جديدة تشلّ مجددا مجلس الأمن”، حيث يعتبرون أن “نقل الخلافات الثنائية إلى المجلس سيشكل كارثة”.
وقال ماس إن ألمانيا ستواجه تحديات خلال رئاستها الاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر والتي تبدأ في أول يوليو.
ألمانيا ستواجه تحديات خلال رئاستها الاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر وتبدأ في أول يوليو
وشدد أيضا على أن القمة المزمع عقدها بين الاتحاد الأوروبي والصين في سبتمبر ستمضي قدما. وقال إن “هناك الكثير من الموضوعات الهامة التي نحتاج إلى مناقشتها مع الصين”.
وتابع ماس أن هدف القمة هو الحصول على التزام من الصين بشأن “الأهداف المناخية الطموحة والمنافسة العالمية العادلة”.
ومن المقرر عقد قمة بين قادة الاتحاد والرئيس الصيني شي جين بينغ في 16 سبتمبر في ألمانيا.
وتم إلغاء زيارة لرؤساء الهيئات الأوروبية ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل كانت مقررة إلى بكين في أواخر مارس من أجل التحضير لقمة سبتمبر بسبب تفشي وباء كورونا.
وقرر رؤساء الهيئات الأوروبية القيام بزيارة أخرى لبكين في يوليو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي ستتولى بلادها الرئاسة نصف السنوية للاتحاد الأوروبي.