أفلام عربية وأوروبية تعالج القضايا الإنسانية في مهرجان أردني

اختتمت، الخميس، في سينما “الرينبو” بعمّان الدورة الخامسة لأيام الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية والرسوم المتحركة، التي نظمتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، بالتعاون مع مهرجان الإسماعيلية الدولي في مصر، وتبعت عروض الأفلام مناقاشات بين الجمهور ورئيس المركز القومي للسينما في مصر خالد عبدالجليل، ومدير عام المهرجان وائل ممدوح.
عمّان- ضمت فعاليات النسخة الخامسة من أيام الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية والرسوم المتحركة، المنتهية، الخميس، بالعاصمة الأردنية عمّان العديد من أفلام الرسوم المتحرّكة (الأنيميشن) والروائية والتسجيلية القصيرة والطويل المنتجة في الأردن وفلسطين والكويت ولبنان ومصر وسلطنة عمان وهنغاريا وبولندا وبلجيكا وألمانيا واليونان وإسبانيا وسلوفينيا، والتي تعالج قضايا إنسانية مختلفة، خاصة قضايا المرأة واللاجئين والمعاناة الناتجة عن الاحتلال.
واستهلت الأيام بفيلم “سجينة”، للهنغارية برناديت توزا ريتر، وهو الفيلم الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في مهرجان الإسماعيلية الدولي، ويصوّر حكاية امرأة خمسينية اسمها “ماريش” تخدم عشرين ساعة في اليوم أسرة منذ 10 سنوات، دون أن تتقاضى أجرها.
وفوق ذلك يضطهدها أفراد الأسرة، ويأخذون بطاقتها الشخصية، فلا يُسمح لها بمغادرة المنزل دون إذن، لكنها تستقي شجاعتها من خلال وجود مخرجة الفيلم الوثائقي، لتقرر الهروب من الظلم الذي لا يطاق وأن تصبح حرة.
ومن بين الأفلام التي شاركت في الأيام فيلم الرسوم المتحركة الأردني/ الألماني “بين بين”، للمخرجة رند بيروتي، الذي يتناول قصة عائلة “أبوحيدر” الفلسطينية التي تعيش لاجئة في اليونان، بحثا عن ملاذ آمن، وسبق أن نال الفيلم تنويها خاصا من قبل الجمعية المصرية للرسوم المتحركة.
ويقدّم الفيلم البلجيكي “الزهايمر”، للمخرج بيير فان دي كيركوف، معالجة بصرية، لمعاناة سيدة اسمها “لويز”، عمرها 68 سنة، تعيش في دار لرعاية المسنين، وهي مصابة بمرض الزهايمر، وحياتها اليومية مليئة بالحزن، بعد أن توقف ابنها “دانيال” عن زيارتها، لكن وصول مريض جديد يدعى “ليو”، عمره 82 سنة، يؤثر على حياتها وحياة ابنها أيضا.
ويسرد الفيلم الروائي الفلسطيني “العبور”، للمخرج أمين نايفة، حكاية ثلاثة أشقاء، شادي ومريام ومحمد، يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، يحصلون، بعد معاناة، على تصريح يمكّنهم من اجتياز الجدار العازل لزيارة جدهم المريض، في الأراضي المحتلة عام 1948، الذي لم يروه منذ أربع سنوات، ورغم حماسة الأخوة وفرحتهم، سرعان ما ينتابهم الحزن بعد تأكدهم من عدم قدرتهم على رؤية جدهم، كونه رحل عن الدنيا.
ويتتبّع فيلم “التذكرة” الروائي القصير، للمخرج اليوناني هاريس ستاثوبويلوس، الحائز على جائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان الإسماعيلية، رحلة تذكرة للنقل العام وهي تنتقل من يد لأخرى، وكل شخص يحملها له قصة خاصة ومشكلة اجتماعية، في سياق الأزمة المالية التي عاشتها اليونان.
فيما تحكي أحداث الفيلم العُماني “آسية”، للمخرج محمد بن سعود الحارثي، المصنوع على نمط السينما الإيطالية، قصة مراهق عُماني يجذبه ملصق فيلم هندي من بطولة فتاة تدعى “آسية”، فيحاول الدخول إلى السينما لمشاهدة الفيلم، لكن عمره يحول دون ذلك، ثم يكرر المحاولة، وفي كل مرة يكشفه الحارس ويطرده من القاعة إلى أن يتعلق الفتى بالممثلة الهندية حدّ العشق، إلاّ أنه يتلقى صدمة في النهاية.
ويعرض فيلم الأنيميشن المصري غير الناطق “أول يوم”، للمخرجة سارة نبيل، جميع كوابيس اليوم الأول في المدرسة من خلال عيون طفلة صغير. وكان الفيلم قد حصل على منحة إنتاج الرسوم المتحركة التي يقدمها قطاع صندوق التنمية الثقافية في دورته العاشرة، وسبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان القومي للسينما عام 2018.
ويصوّر فيلم الأنيميشن الإسباني غير الناطق “مكتشف المواهب” للمخرج خوسيه هيريرا، في 7 دقائق، حكاية “دومينيك” الذي كان من أبرز مكتشفي المواهب في باريس، ولم يتبق له الآن سوى ماضيه، إلى أن يلتقي “صوفيا”، وهي راقصة فلامنكو إسبانية هاجرت إلى باريس هربا من الحرب الأهلية، وتخفي سرّ أعظم موهبة في التاريخ، وقد سبق أن ظفر الفيلم بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة أجبني ضمن جوائز الجمعية المصرية للرسوم المتحركة.
ويحكي فيلم الأنيميشن الكويتي “نقلة”، للمخرج يوسف عبدالأمير، في 7 دقائق قصة حرب مدمّرة ومستمرة، وذلك من خلال يتيم صغير يحاول وضع نهاية للألم الذي يعاني منه بسبب إعاقته، وتجري الكثير من الأحداث الخارقة وغير المتوقعة في العالم الذي يعيش فيه هذا اليتيم. وسبق أن فاز الفيلم بجائزتي أفضل فيلم في مسابقة الأفلام المتحركة بمهرجان الإسماعيلية والجمعية المصرية للرسوم المتحركة.
أما فيلم “عائلة”، للمخرج السلوفيني روك بيشيك، فإنه يوثق في 105 دقائق قصة الفتى “ماتيج”، المولود لعائلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في قرية فقيرة بائسة في أرض مهجورة، وهو شخص فريد من نوعه، ليس طبيعيا وليس مختلفا، ليبدو أنه نجا من الضغوط التي تفرضها بيئته.
والفيلم سبق أن حصد جائزة أسبوع النقاد في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، وكذلك جائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان الأفلام السلوفينية، وحصل على تنويه خاص في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في مهرجان الإسماعيلية.
ويصوّر الفيلم اللبناني “كعك باليانسون” لأسطفان خطار، في 4 دقائق، جانبا من حياة خبازة تتفاوض حول بيع فرن مع مالكه الذي يصادف أنه سائقها.
واختتمت الأيام، الخميس، بالفيلم البولندي التسجيلي “سرّ العربي” للمخرجة جوليا جروسزك، الذي يحكي عن رغبة “كامل فيليبيك” في مقابلة والده نجم الغناء الفلكلوري العراقي الشهير إلهام المدفعي، ولم يسبق لهما أن التقيا من قبل.
والفيلم دعوة إلى التأمل في رحلة هذا الشخص بحثا عن جذوره، فالمسألة ليست لقاء شخصين فحسب، بل لقاء بين ثقافتين أيضا، إذ أن “كامل” يمثّل الثقافتين، فقد ترعرع في بولندا، لكنه ينتمي في داخل روحه إلى العراق.