أثر الفراشة

أيّ مأساة إنسانية يجب أن تولد وأي مشاهد يجب أن يشهد هذا العالم، حتى يتخذ أيّ خطوة جديدة في طريق التقويم والتغيير؟
في مثال بسيط، ومع المُقاساة المستمرة في الضفة الغربية وغزة ما زالت الاجتماعات والقمم تُعقد، على مستوى إقليمي أو دولي، إصدار بيانات لا يُبالغ المرء إن قال لا قيمة حقيقية لها..
اجتماعات مخرجاتها تتمثل في كلمات لا تملك أثر فراشة حتى.
المعنى، ألم يحن الوقت أن يكون النظام العالمي عمليا منطقيا بشكل أفضل؟ أحيانا يعتقد المرء أن الأمر يحدث بوعي وإدراك، أن هذا النظام العالمي المُعطل يُقصد به أن يكون معطلا؟
سبق وأشرت للموضوع، أعي ذلك، لكن حتى مع ميلاد مآسي العصر الجديد، لا شيء يُحرك المياه الراكدة؟
لا مُقاساة ولا مُعاناة تُجبر هذا النظام على تغيير سير عمله.. طريقة تفكيره.. منطقه في إدارة الأمور؟
سؤال بسيط من مواطن بسيط، ما فائدة كل هؤلاء السفراء والمندوبين إن لم يستطيعوا المساعدة في إحراز أيّ تغيير على مر السنوات؟
ما فائدة كل هذه المناصب في مؤسسات إقليمية ودولية ومتحدثين لا طائل من أحاديثهم والتكاليف الباهظة التي تُدفع باسمهم والامتيازات الكبيرة التي يحصلون عليها هم وعائلاتهم؟
مقابل ماذا؟ مقابل الاتجار باسم الإنسانية؟
وأيّ مؤسسات مُعطلة وكساد بشري فكري معنوي مادي يُسعى لتعزيزه أكثر؟
ماذا لو تم حل القضايا الشائكة، الكثير منهم لا يعود لوجودهم أي منفعة. تُغلق “الدكاكين” فجأة وتتوقف الأموال عن التدفق لحياتهم. مصدر دخلهم يتوقف، أليس كذلك؟
ألم يكن الأجدى أن ننقذ عائلات تجابه الحياة في العراء بهذه الأموال؟ أو أن يتم تعمير شوارع بها مثلا؟
هذا العالم يعاني من سوء توزيع الموارد وسوء الإدارة. خلل في الهرمية وآليات العمل، والتي يسعى من خلالها لتعزيز الأزمات والمآسي.
لو تمكن من البدء في إزالة كل مُعطل عن المشهد، وتخلص من كل فعل لا جدوى منه.. هنا تبدأ الثورة الحقيقية.