آفاق نيوم تحول سيناء إلى قبلة لصناديق الاستثمارات العربية

القاهرة – أكد اقتصاديون مصريون أن حركة الأموال التي رصدتها صناديق الاستثمار العربية لمنطقة شبه جزيرة سيناء، تشير إلى رهانها على ظهور محور إقليمي جديد للنشاط الاقتصادي في الشرق الأوسط بعد أن وضعت آفاق مشروع “نيوم” المنطقة تحت مجهر كبار المستثمرين.
تسعى مصر إلى خطب ود صناديق الاستثمار العربية لإعادة تعمير سيناء، وتدشين حياة جديدة في تلك المنطقة التي أهملت لعقود طويلة، من خلال ضخ أموال الصناديق في كافة القطاعات الاستثمارية، لتكون مقصدا لفوائض رؤوس الأموال العربية مستقبلا.
وأعلن رئيس الحكومة شريف إسماعيل عن خطة ترويجية في بعض الدول العربية للاستثمار بسيناء، لجذب استثمارات بنحو 15.6 مليار دولار، وفق “رؤية مصر 2030” لتعمير المنطقة.
وعزز من جاذبية تلك المنطقة استثماريا، أنها تقع على تخوم مشروع “نيوم” السعودي الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في أكتوبر الماضي باستثمارات تصل لنصف تريليون دولار.
وضمت مصر ألف فدان للمشروع في جنوب سيناء لتعزز استفادتها من المشروع السعودي العملاق، وأعلنت تأسيس أول منطقة استثمارية حرة بمدينة نويبع بجنوب سيناء، لأول مرة بعد توقف إنشاء هذه المناطق منذ عام 2005 على مساحة مليون متر مربع.
ووقعت القاهرة والرياض اتفاقا لإنشاء صندوق الاستثمار السعودي المصري خلال زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة مؤخرا، وقدرت سحر نصر وزيرة الاستثمار في مصر حجم الاستثمارات المتوقعة للصندوق بنحو 16 مليار دولار.
ووافق البرلمان على اتفاقية تنمية شبه جزيرة سيناء الممولة من الصندوق السعودي للتنمية بقرض قيمته 1.5 مليار دولار.
وقالت سحر نصر، لـ“العرب” إن “برنامج تنمية سيناء يضم 12 اتفاقية تمويل لمشروعات من الصندوق السعودي للتنمية، تشمل إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور في جنوب سيناء، و9 تجمعات سكنية موزعة على مناطق مختلفة بسيناء”.
وأكد محمـد سامح، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر، في تصريح لـ“العرب” أن جهاز أبوظبي للاستثمار وشركة أبوظبي للاستثمار، يستهدفان ضخ استثمارات تصل لنحو 5 مليارات دولار في منطقة سيناء.
وتركز الاستثمارات الإماراتية على قطاعات الطاقة والتصنيع والخرسانات والأدوية، وتسعى للمشاركة في بناء مدينة للأدوية في سيناء بنطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأوضح سامح أن اجتماعات الاتحاد الأخيرة في الإمارات والأردن كشفت عن اهتمام رجال الأعمال الخليجين بالاستثمار بمشروعات سيناء، فضلا عن رغبة عدد من صناديق الاستثمار الإماراتية في مضاعفة استثماراتها.
وصندوق جهاز أبوظبي للاستثمار، وشركة أبوظبي عضوان في الاتحاد العربي للاستثمار المباشر، وتتجاوز استثماراتهما حاجز 32 مليار دولار.
ورصد الصندوق الكويتي للتنمية نحو 360 مليون دولار كقروض لمشروعات تنمية سيناء، وتصل فترات سدادها إلى نحو 22 عاما، بالإضافة إلى فترة إمهال قدرها 7 سنوات قبل سداد أول قسط، فيما يسدد القرض على نحو 30 قسطا نصف سنوي.
وبلغ إجمالي قروض الصندوق لمصر نحو 2.8 مليار دولار من خلال 45 قرضا ومنحة استهدفت في معظمها تنمية منطقة سيناء.
وتعزز عمليات الربط الكهربائي مع السعودية فرص الاستثمار في منطقة سيناء، بعد أن أعلنت شركة “ميتالكو” التابعة لقطاع الأعمال العام، فوزها مؤخرا بمناقصة لتصنيع أعمدة نقل الكهرباء في جنوب سيناء.
ومن المقرر أن توقع القاهرة خلال شهرين العقود الخاصة بخط الربط الكهربائي مع السعودية باستثمارات تبلغ 1.6 مليار دولار، وبقدرة 500 كيلوفولط، على أن تتم زيادته إلى 1200 كيلوفولط.
وأبدت السعودية في ختام فعاليات الدورة الـ16 عشر للجنة المصرية السعودية المشتركة والتي عقدت في الرياض مؤخرا، اهتماما بالصندوق السيادي المصري الذي يجري تأسيسه برأسمال مرخص 11 مليار دولار.
واتفقت اللجنة على تعزيز التعاون المشترك في قطاعات التجارة والصناعة والاستثمار والزراعة والصحة والتعليم والنقل والبترول والإعلام والبيئة.
وقال كريم إمام، الشريك في مكتب “برايس وواتر هاوس” بالقاهرة، إن “عددا من صناديق الاستثمار العربية تتفاوض حاليا لضخ استثمارات بتلك المنطقة في قلب حركة التجارة العالمية”.
وأشار لـ“العرب”، إلى أن قطاع الطاقة يتصدر اهتمامات هذه الصناديق، إلا أنه رفض الإفصاح عن أسماء هذه الصناديق، مؤكدا أنها صناديق من منطقة الخليج.
وكشف عن مفاوضات متقدمة مع عدد من الصناديق في قطاعات الصحة والتعليم والبنية الأساسية، حيث ترغب في توجيه حصص من أموالها بالسوق المصرية.