مهرجان الكاريكاتير العربي في بلجيكا تحت ثيمة الحرب واللجوء

أقيمت في قاعة توينزال بمركز “الواراندا بيت الثقافة” في مدينة تورنهاوت البلجيكية الواقعة في إقليم الفلاندرز، فعاليات مهرجان الكاريكاتير العربي الأول في بلجيكا، البلد ذي الثقافات المتعددة، حيث قدّم رسامون مختلفون، من الأردن والسودان وسوريا ومصر والبحرين وفلسطين، لوحات عالجت الهموم السياسية والإنسانية الحالية المعيشة في المنطقة العربية، وتبعات الأحداث الواقعة فيها على العالم ككل.
المعركة المستمرة
المعركة لم تنته مع الظلام، هكذا أجمع الرسامون من خلال مقاطع صوت وفيديو تم عرضها في أروقة المهرجان، والمعركة مع الدكتاتوريات المتعددة مستمرة من المنافي المتنوعة، سعيا منهم إلى تدعيم جسر الحوار بين الشرق والغرب، ونبذ فكرة الصراع التي بدأ البعض يروّج لها عقب الأحداث الأخيرة في باريس وبروكسل.
|
تقول خيتا كاميليون مديرة مؤسسة أومنس الثقافية القائمة على المشروع عن تجربة المهرجان، إن الكرتون يعطي اليوم صورة واضحة للجمهور عن الواقع في الشرق الأوسط، وهذا ما لاحظته ضيفتنا على الجمهور الذي توافد لرؤية المهرجان سواء من خلال الأفلام القصيرة أو اللوحات، وتربط خيتا بين ضرورة معرفة الشيء القليل عن تاريخ الشرق الأوسط لاستيعاب الفكرة التي تقدّمها اللوحة من جوانبها المتعددة.
من جانبه يقول علي نزير علي، منظّم المهرجان، إن الفكرة ولدت في نهاية عام 2015 واكتملَت مع حدوث اعتداءات بروكسل، حيث فرضت هذه الوقائع المتتالية تنظيم ما يؤكّد وقوع الجميع كضحايا للإرهاب.
عن الرسائل التي يحملها المهرجان قال علي نزير علي إن هناك ثلاث رسائل تضمنتها اللوحات والأفلام، وهذه الرسائل هي؛ حالة الاستبداد، والثورة والحرب، واللجوء ومعاناته. وهذا ما يتميز به المعرض المختلف عن وسائل الإعلام الأوروبية التي تنطلق من تفاصيل خاصة تفرض نفسها لتوجيه الحدث الأكبر ككل.
|
أفلام ولوحات
وبالتوازي مع هذه القاعات المتخصصة بعرض الأعمال الفنية توزّعت شاشات عرض تناولت من خلال أفلام قصيرة حياة رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي وأسباب فرارهم من أوطانهم الأصلية وصولا إلى بلدان المنافي المتعددة التي تتيح لهم التفكير بحرية دون قيود الخوف.
الصورة طالما شكّلت حالة تعبيرية قادرة في الكثير من الأحيان على اختزال القضايا الكبيرة لأنها تصل مباشرة بتقنيات بسيطة إلى المتلقي الذي لا يخضعها للمواقف المسبقة بالمطلق، فهي -أي الصورة- استطاعت في تورنهاوت البلجيكية من خلال المعرض العربي الأول من نوعه، أن تكون لبنة جديدة في جسر التواصل والتفاهم بين الشرق والغرب.