شاعرة الفضاء
رحيل سيدة العمارة العالمية العبقرية زها حديد، وهي في ذروة عطائها، خسارة مروّعة لا تعوّض. لكنها ستظل خالدة إلى الأبد بتصميماتها المعمارية المبهرة الموزعة على 44 دولة في العالم، منها الصين، هونج كونج، أذربيجان، بريطانيا، اليابان، النمسا، الإمارات، إيطاليا، الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، مصر، وقطر، من إنجازاتها 700 تصميم عالمي، و300 عمارة مثيرة للدهشة أبرزها مركز لندن الأولمبي للألعاب المائية، ملاعب مونديال قطر 2022، مركز حيدر علييف في باكو، برج الابتكار في هونج كونج، جسر أبو ظبي، مركز العمارة والفن المعاصر في روما، مركز روزنثال للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، والملعب الأولمبي في طوكيو..
زها حديد، ابنة أم الربيعين (الموصل) والعراق والإنسانية، التي “انضمت إلى أجدادها السومريين”، بتعبير الشاعر صلاح فائق، ليست من أبرز المصممين المعماريين العالميين خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين، بل في جميع العصور.
تفرّدت زها حديد، كما يقول المعماري العراقي إحسان فتحي بشجاعتها العالية في كسر السيمترية (الاتزان)، وتميزت تصميماتها باتجاه واضح في جميع أعمالها هو الاتجاه التفكيكي، منذ أن عرض لها متحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988 تصميما يمثل هذا الاتجاه الذي يتسم بتعقيد عال وهندسة غير منتظمة، ويقوم بشكل عام على هدم كل أسس الهندسة الإقليديسة (نسبة إلى إقليدس عالم الرياضيات اليوناني) من خلال تفكيك المنشآت إلى أجزاء.
رحلت زها حديد دون أن يتحقق حلمها برؤية معمار منفّذ لها في بغداد، وهي التي فازت بأكثر من تصميم لبلدها، منها مبنى البرلمان العراقي، والمبنى الجديد للبنك المركزي على شاطئ دجلة في منطقة الجادرية ببغداد، الذي يتكون من 37 طابقا، وقد استوحت التراث الحضاري العراقي في تصميمه.
رحلت شاعرة الفضاء، أيقونة وادي الرافدين، وظلّ صدى أمنيتها يتردّد “أدعوني وأنا أبني العراق”.
كاتب من العراق