قادة يتسمون بالقسوة والجاذبية على قائمة المضطربين نفسيا

تصنف شخصية الفرد المضطرب نفسيا على أنها شخصية مرضية عدوانية، كما أن ثمة أنواعا للشخصية البسايكوباتية فمنها ذات الذكاء المنخفض أو الذكاء الشديد، وصاحب هذه الشخصية يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وإذا رغب فسيكون خبيثا ومتمردا أيضا.
ويرى ألفرد أدلر عالم النفس النمساوي، أن العدوانية والسيطرة دائما ما تكونان متلازميتن لدى من يوصف بهذه السمات، فالشخص العدواني يميل إلى حب السيطرة أما الشخص الذي يتسلط هذا الشعور، فسيكون عدوانيا بالضرورة.
ولا يمكن بأي حال أن نصف هؤلاء المرضى بـ”الذهانيين” وفي الوقت ذاته لا تنطبق عليهم صفة العصابيين حقا، فهم ببساطة يتصفون بخصلة واحدة مشتركة في ما بينهم وهي اختلال الخلق، أي أن السلوك الذي يصدر عنهم غالبا ما يمثل خرقا للقانون الخلقي السائد في المجتمع .
ووفقا لبعض التقديرات، يشكل “العدوانيون” في الغالب قرابة 1 بالمئة من عموم السكان في أي مكان بالعالم، ولأسباب غير مفهومة، فإن معظم هؤلاء المضطربين نفسيا هم من صنف الرجال. إلا أن الأبحاث الأخيرة تشير إلى أن العديد من هؤلاء يصادفهم النجاح في حياتهم باستخدام صفاتهم النفسية ذاتها خاصة منها القوة والعناد وحب السيطرة، حتى أن بعضهم تقلد مناصب مرموقة على مستوى العالم وتشمل القائمة بعض الرؤساء الأميركيين وكبار الفنانين والمخترعين أيضا.
علماء النفس يؤكدون أن المرضى النفسيين يتسمون بالفضول، ولكن سبب تمتعهم بهذه الصفة لم يعرف
ويرى سكوت ليلينفيلد، أستاذ علم النفس في جامعة إيموري الأميركية، في تأكيده على نظرية المضطرب الناجح أو(العدواني الناجح)، أن هذه الأرقام تعد تقريبية إذ أن أغلب المضطربين نفسيا يمتلكون بعض الصفات العدوانية ذات المسحة الإجرامية ونادرا ما تجتمع فيهم كل السمات المميزة لها. وخلافا للاعتقاد الشائع فإن قلة من “البسيكوباتيين” يرتكبون أعمال عنف واضحة. أما عن سبب شيوع هذا المفهوم فيعود بالدرجة الأولى إلى أن معظم الباحثين يتخذون من المعتقلات والسجون مكانا لإجراء أبحاثهم المتعلقة بأصحاب هذه الشخصية، في حين أن العديد من العدوانيين لا يقبعون في السجون وقد لا نميّزهم عن المارة العاديين الذين نلتقيهم في الشارع.
وفي الواقع، فإن العديد من هؤلاء يستخدمون بعض سماتهم الشخصية كالجرأة للنجاح في حياتهم المهنية، وعلى الرغم من أن فكرة نجاح المضطربين نفسيا تعد فكرة معقدة نوعا ما، إلا أن علماء النفس أشاروا إليها مبكرا.
وكان هيرفي سليكلي عالم النفس الأميركي قد ترك مؤلفا في هذا الخصوص في العام 1941 من القرن الماضي يحمل عنوان “قناع الحكمة”.
وبحسب سليكلي، فإن العدواني هو شخص هجين يرتدي قناعا لوجه بسيط وطبيعي يخفي شخصية مهزوزة ومضطربة عاطفيا، وهو يراه شخصا ساحرا، أنانيا غير شريف وبريئا في آن واحد، يعيش حياة بلا هدف واضح ويتجنب قدر الإمكان الدخول في صلات اجتماعية عميقة. لكنه أشار في كتابه أيضا إلى أن الشخص العدواني، يمكن أن يكون ناجحا في مهنته أو علاقاته الاجتماعية ولو في المدى القصير.
العدواني شخص هجين يرتدي قناعا يخفي وجها بسيطا وطبيعيا وشخصية مهزوزة ومضطربة عاطفيا
وأشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يتصفون بهذه السمات، يمكنهم أن ينجحوا إلى حد ما في مهن معينة ومجالات معينة مثل السياسة والتجارة، والمهن القانونية والعسكرية والرياضية ذات المتطلبات عالية الجهد.
وهم بذلك لا يمكن أن يصنفوا ضمن قائمة المضطربين نفسيا بمفهومها الكلاسيكي، مع أنهم قد يحملون الكثير من سماتها، مثل الجرأة، والجاذبية الجسدية، وحب المخاطرة والمرونة العاطفية، فيما ربط باحثون بين الجرأة والقدرة على التعامل الجيد في حالات الطوارئ وإدارة الأزمات، وهذا ما تتطلبه في العادة المناصب القيادية والإدارية العليا.
ويرى بعض علماء النفس أن المرضى النفسيين الذين يصنفون في هذه الخانة من الاضطرابات، عادة ما يتسمون بالفضول ولكن لم يعرف سبب تمتعهم بهذه الصفة بالذات.