ميشال أونفري وذهنية الإقصاء
قرأت بكثير من الفضول والاستغراب رد السيد ميشال أونفري، المنشور في العدد السادس من مجلة “الجديد”، والذي خص به مجموعة من المساهمين الذين شاركوا بتعليقاتهم النقدية على الحوار الطويل الذي أجرته معه الكاتبة والإعلامية الجزائرية المقيمة بفرنسا أسماء كوَار حصريا لهذه المجلة الطليعية، ونشر في عددها الرابع.
في هذا الردَ المنشور على صفحات المجلة نفسها في عددها السادس تجاهل ميشال أونفري ذكر أسماء الكتاب الذين ناقشهم بطريقته الخاصة والغريبة وهم أحمد برقاوي، ومرزاق بقطاش، وربوح البشير، وسلامة كيلة، وإبراهيم سعدي وكاتب هذه السطور.
بهذا السلوك يكرر أونفري من جديد ما فعله عدد كبير من الكتاب والمفكرين الغربيين سابقا مثل برتراند راسل، الذي لم يخصص ولو فصلا واحدا للفكر الفلسفي العربي – الإسلامي في كتابه ” تاريخ الفلسفة الغربية” علما أن دور الفلاسفة العرب/ المسلمين، ومترجمي الفلسفة اليونانية من أبناء جلدتهم، ومن اليهود الذين عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية في تقديم وشرح وتيسير الفلسفة اليونانية – التي تعد تاريخيا أمَ الفلسفة الأوروبية/ الغربية بكل عصورها – للعالم الأوروبي/ الغربي لا يمكن أن يطمس إلا من طرف الجاحدين الذين أعماهم الانغلاق النرجسي داخل جدران التمركز الأوروبي/ الغربي.
في هذا السياق يمكن لنا ذكر مواطن أونفري وهو ألبير كامو الذي جعل من البيئة الجزائرية، التي كانت مسرحا لرواياته وحتى كتبه ذات الطابع الفلسفي، مجرد ديكور خارجي خال بشكل مطلق من الجزائريين كأسماء تدل على هويتهم الاسمية على الأقل.
كاتب من الجزائر مقيم في لندن