الصحافة السورية محفوفة بالمخاطر أمس واليوم

الثلاثاء 2015/03/17
عبدالله أمين الحلاق:الأسد نفسه لم يتحمل القرارات التي أصدرها فيما يتعلق بالصحافة

الصحافة السورية بين خلافَتَين، كتابٌ بحثيٌّ صدر عن مؤسسة فريدرش إيبرت للكاتب والباحث السوري عبدالله أمين الحلاق، ويُعتَبَرُ دراسةً ثمينةً للمهتمِّين بالصحافة السورية ومشكلاتها وتحدِّياتِها منذ الفترة العثمانية وحتى حكم البعث ووصول بشار الأسد إلى السلطةِ في سوريا، كما يتناول واقِعَ ما باتَ يُعرَفُ بالإعلام البديل وغير المُستقِل الذي ظهرَ عقِبَ الثورة السورية في محاولةٍ من الكاتب الربطَ بين مراحل مُختلفةٍ تشابَهَت بطبيعةِ النظام السياسي.

“العرب” التقَت الباحث السوري عبدالله أمين الحلّاق الذي أكَّدَ أنَّ كتاب “الصحافة السورية بين خلافتين” هو عملٌ سرديٌّ في جزء منه وتوثيقي وتحليلي في الجزء الآخر، حيثُ آثرَ الحلاق الإضاءة على المراحل التي مرت بها الصحافة السورية التي قام بتقسيمِها وفقاً للمرحلة السياسية.

يظهرُ الكتابِ مقاربات بين مرحلة السلطنة العثمانية مع “سوريا الأسد” مثلا، ويستذكرُ جمال باشا والي دمشق العثماني الذي أمَر بإصدار جريدة “الشرق” التي تدعو إلى أفكار وسياسات الدولة العثمانية، وسخّر لها عدداً من المحررين والكتَّاب على رأسهم خليل الأنصاري وشكيب بك أرسلان، الذي يعتبره كثير من القوميين العرب من أوائل من طرحوا سؤال النهضة “لماذا تقدَّم الغرب وتخلَّف العرب؟”.

قولُ الحقيقةِ في الشرق وفي العالم العربي، عموما، عملٌ محفوف بالمخاطر كما يؤكِّد الكاتب الذي يرى أيضاً ألا أَحَد يمتلك جواباً نهائياً أو حقيقة نهائية، لكن ثمَّة حقائق واضحة قد تُودِي بمن يقاربها، وخاصة إذا ما تزامنت كتابَته عنها بالعمل مع آخرين على تغييرها، اجتماعية أو دينية أو سياسية، التابُوَّات كثيرة جدا ومن “الطبيعي” – والحديثُ للحلَّاق - أن تكون مقاربتها محفوفة بالمخاطر حدَّ الموت.

ومرت الصحافةُ السوريةُ بالعديد من العصور والمراحِل وقد خضعَت إلى تطوُّر طبيعي في مسيرتِها ولكن من الضروري القول إنَّه لم يكن لها دور في التمهيد للثورة السورية، لكنه يستذكِر بكثير من الألم مثقَّفين وكتّابا وصحفيين قدَّموا حياتَهم وخسروا حريَّتهم بعد اندلاع الثورة السورية.

حديثُ الكاتبُ عن مرحلة بداية حُكم بشار الأسد يذكر ببعض القوانين والمراسيم التي أصدرَها في بداية حُكمِه والتي أعطَت حريَّات إعلامية، لنسألَهُ هل كانت المشكلة في القانون أم في التنفيذ؟ ليتذكَّرَ الحلَّاق أيضاً السؤال الشائع بأنَّ ظهور الحركات الراديكالية أتى بسبب مشكلة في الدين الإسلامي أم بسبب سوء تطبيق النصوص!!، وليتساءل أين تلك القرارات وماذا فعلت؟ واصِفا إيَّاها كتلك التي تمَّ التسويقُ لها من قِبَل البعض على أنَّها “انفتاح” و”إصلاح”. مُتابِعا أنَّ بشار الأسد نفسهُ لم يتحمَّل القرارات التي أصدرها فيما يتعلق بالصحافة وتعدُّد المنابر، فاعتقل كتَّابا ومثقفي “ربيع دمشق” وحكم على بعضهم بالسجن لسنوات، وأغلق صحيفة “الدومري” ولم يُبقِ سوى صُحف تدور في فلكه سمح بإصدارها.

عبدالله الحلاق بدأ العمل في الصحافة عام 2004، حيث يكتب في العديد من الصحف والدوريات اللبنانية، ويعمل اليوم باحثا في مؤسَّسةِ سمير قصير في بيروت.

18