موسم "المرة الأولى" في نهائي أوروبا وأفريقيا

شعار ينحاز لسان جيرمان الفرنسي في مواجهة إنتر الإيطالي وبيراميدز المصري ضد صن داونز الجنوب أفريقي.
الخميس 2025/05/29
قوة ضاربة

بينما يستعد فريقا باريس سان جيرمان وإنتر ميلان لمباراتهما في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت في ختام موسم كروي مميز، ويستعد بيراميدز المصري لمواجهة الإياب أمام صنداونز الجنوب أفريقي الأحد، يستمد الفريقان جرعة تفاؤل من ظاهرة "المرة الأولى" التي اجتاحت الموسم الذي يوشك على الانتهاء.

القاهرة- لأول مرة منذ عقود يشهد الموسم الكروي تحقيق العديد من الفرق والمدربين وحتى اللاعبين “لقبا أول”، في تاريخهم على الإطلاق، أو بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن منصات التتويج، أو الفوز ببطولة بالنسبة إلى المدربين واللاعبين في موسمهم الأول مع فرقهم الجديدة، وهي ظاهرة ليس لها تفسير فني أو نفسي، لكنها مصدر للتفاؤل لفريقي باريس وبيراميدز، حيث يحلم كلاهما بـ”لقب أول” في تاريخ الناديين في البطولتين القاريتين، الأوروبية والأفريقية.

لم يسبق أن فاز نادي العاصمة الفرنسية باللقب الأوروبي من قبل، ولم يبلغ النهائي سوى في مرة واحدة في موسم 2019-2020 في النسخة الاستثنائية التي أقيمت بشكل مجمع في البرتغال بداية من ربع النهائي، بسبب فيروس كورونا، ووقتها لعب باريس سان جيرمان النهائي أمام بايرن ميونخ وخسر المباراة بهدف نظيف، ومن الغرائب أن بيراميدز المصري الذي لم يسبق له تحقيق أي لقب قاري بدوره، وسجل وصوله الوحيد إلى نهائي بطولة قارية في نفس الموسم حينما واجه فريق نهضة بركان المغربي في نهائي الكونفيدرالية الأفريقية وخسر بهدف نظيف أيضا.

عديد المفارقات

من المفارقات اللافتة أن قائد توتنهام السابق هاري كين حقق في ألمانيا هذا الموسم أيضا أول بطولة في تاريخه عندما فاز بالدوري الألماني "البوندسليغا" مع بايرن ميونيخ.

تميز الموسم الكروي الأوروبي الذي ينتهي، السبت، بالعديد من مفارقات “المرة الأولى” بشكل لم يحدث من قبل بهذه النسب، حيث حققت فرقا بطولات للمرة الأولى في تاريخها، وبعضها عاد لمنصات التتويج لأول مرة بعد غياب، وتمكن أكثر من مدرب من قيادة فريقه الجديد الى تحقيق لقب ما، في موسمه الأول مع الفريق.

وسط عشرات التعليقات في معظم الصحف الأوروبية على انتشار ظاهرة “المرة الأولى” التي غلفت الموسم المنتهي، لم يصل أحد من المحللين إلى تفسير منطقي لها، وذهب البعض الى القول إنها تمثل بداية لتحول موازين القوى الكروية في أوروبا، وقال آخرون إن نتشار الظاهرة في الموسم الحالي يعود إلى خطط ناجحة طبقتها الأندية المتوسطة والصغيرة، وربما يكون ما تحقق بداية موسم الحصاد بالنسبة لتلك الفرق، ما يفتح باب الأمل واسعا أمام كل الفرق المشابهة في أوروبا لتحقيق النجاح دون التذرع بالحجج التقليدية مثل ضعف الميزانيات وندرة المواهب.

ومعظم التحليلات، حتى تلك التي احتفت بما أطلقت عليه “عودة الفرق التاريخية إلى القمة من جديد” مثلما قالت صحيفة غارديان البريطانية، لم تتعمق في تفسير الظاهرة، خصوصا في الجزء الذي يخص إنجازات اللاعبين والمدربين الذين حققوا ألقابا لأول مرة أو في موسمهم الأول، ما يبقي الأمر في منطقة الظواهر الكروية غير المفسرة إلى حين اشعار آخر.

يتصدر فريق كريستال بالاس الإنجليزي مفارقات “المرة الأولى” في الموسم المنتهي، بعدما تمكن المدرب النمساوي أوليفر غلاسنر من قيادة فريق العاصمة البريطانية لندن، لتحقيق لقبه الأول على الإطلاق طوال تاريخ النادي الممتد منذ عام 1905، بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي بعد الانتصار على مانشستر سيتي بهدف نظيف في اللقاء الذي أقيم على ملعب ويمبلي مؤخرا، وعلى نفس الملعب الشهير سجل فريق نيوكاسل يونايتد عودته الى منصات التتويج في نفس الموسم، بعدما سجل هدفين في مرمى ليفربول ليفوز بكأس الرابطة الإنجليزية، وهي البطولة المحلية الأولى التي تدخل خزائن النادي منذ 70 عاما، وتحديدا منذ أن فاز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 1954-1955.

استكمالا لخصوصية الكرة الإنجليزية في إنجاز “المرة الأولى”، تمكن توتنهام أخيرا من كسر نحس الألقاب الذي لازمه طوال 17 عاما، وحصد لقب الدوري الأوروبي على حساب مواطنه مانشستر يونايتد بهدف نظيف، وتعد البطولة هي الأولى أيضا في تاريخ قائده اللاعب الكوري الجنوبي هيونغ مين سون، ومن المفارقات اللافتة أن قائد توتنهام السابق الدولي الإنجليزي هاري كين حقق في ألمانيا هذا الموسم أيضا أول بطولة في تاريخه عندما فاز بالدوري الألماني “البوندسليغا” مع بايرن ميونيخ.

اللقب الأول

ظاهرة "لأول مرة" ليس لها تفسير فني أو نفسي، لكنها مصدر للتفاؤل لفريقي باريس وبيراميدز، حيث يحلم كلاهما بـ"لقب أول"
ظاهرة "لأول مرة" ليس لها تفسير فني أو نفسي، لكنها مصدر للتفاؤل لفريقي باريس وبيراميدز، حيث يحلم كلاهما بـ"لقب أول"

في إيطاليا لم تتوقف المفارقة عند فوز بولونيا بالكأس المحلية عقب الانتصار على ميلان بهدف نظيف ليحقق لقبه الثالث في البطولة، والأول منذ 51 عاما، وإنما امتدت مع نفس الفريق كونه حقق اللقب في الموسم الأول مع مدربه الجديد فينتشنزو إيتاليانو الذي خلف تياغو موتا الراحل إلى تدريب يوفنتوس مع بداية الموسم الحالي، كما كان اللقب المحلي هو الأول للمدرب طوال مسيرته التدريبية، بعدما خسر ثلاث نهائيات سابقة مع فيورنتينا، اثنتان في دوري المؤتمر الأوروبي، والثالث في كأس إيطاليا.

وفي امتداد ملفت للظاهرة، تمكنت فرق من تحقيق لقب أول لها في دول أوروبية أخرى، حيث فاز فريق جاغيلونيا بياويستوك بلقب الدوري البولندي لأول مرة في تاريخه الممتد لأكثر من مئة عام، كما حقق فريق يونيون سانت جيلواز لقب الدوري البلجيكي لأول مرة منذ تسعين عاما، وحصد فريق إغناتيا بلقب الدوري الألباني لأول مرة في تاريخه، واستغل فريق أبردين المبتعد عن منصات التتويج منذ عقود، فرصة الموسم الاستثنائي ليتوج بكأس أسكتلندا لأول مرة منذ 35 عاما، بعد فوزه على سيلتيك بركلات الترجيح في النهائي.

على صعيد المدربين، حقق الهولندي أرني سلوت لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول مع ليفربول، ويصبح أول مدرب هولندي على الإطلاق يفوز بهذا اللقب الكبير، كما أصبح المدافع فيرجيل فان دايك أول قائد هولندي في التاريخ يرفع كأس الدوري الانجليزي. وفي إسبانيا جمع الألماني هانزي فليك كل الألقاب المحلية في موسمه الأول مع برشلونة، بعدما فاز بالدوري والكأس والسوبر المحلي، وكلهم على حساب الغريم التقليدي ريال مدريد، ونجح الايطالي انطونيو كونتي في قيادة نابولي للقب الدوري الإيطالي في موسمه الأول معه، كما دخل فنسنت كومباني التاريخ بعدما قاد بايرن ميونيخ للقب الدوري الألماني في موسمه الأول أيضا ليصبح أول مدرب بلجيكي في التاريخ يفوز بهذا اللقب.

17