التأشيرة الأميركية.. دليل الزمالك لتأكيد توقيع "زيزو" للأهلي

عملاق مصر يهدد باللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية.
الجمعة 2025/05/23
مسار ضبابي

تسود حالة من الهدوء ملف لاعب الزمالك أحمد السيد زيزو، بعد امتثال اللاعب للعقوبات التي وقعت عليه من ناديه، وعودته إلى التدريب المنفرد إلى حين انتهاء عقده، لكن بعض المؤشرات تقول إن الهدوء الحالي هو الذي يسبق العاصفة المتوقعة، حال تأكد الزمالك من تقدم اللاعب للحصول على تأشيرة دخول من سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، لمشاركته مع الأهلي في مونديال الأندية.

القاهرة – يسعى حسين لبيب رئيس الزمالك إلى إيجاد أي دليل على حصول اللاعب أحمد السيد زيزو الذي ربطته تقارير عدة بالتوقيع مع الأهلي مؤخرا، على تأشيرة دخول الولايات المتحدة للانضمام إلى بعثة النادي، المقرر أن تشارك في مونديال الأندية في منتصف يونيو المقبل، تمهيدا لرفع شكوى ضد اللاعب والأهلي إلى المحكمة الرياضية (كاس)، وهو ما يحدد بشكل كبير إذا كان زيزو سيبدأ فترته مع الأهلي باللعب في أكبر بطولة عالمية للأندية، أم بالإيقاف لفترة قد تصل إلى ستة أشهر.

العقبة التي تواجه حصول الزمالك على دليل إدانة ضد لاعبه أن النادي ليس من حقه مطالبة السفارة الأميركية بالكشف عما إذا كانت منحت اللاعب تأشيرة دخول أم لا، ونوع التأشيرة التي منحتها له، وفقا للمادة 552 من قانون الخصوصية الأميركي (Privacy Act of 1974)، الذي يلزم السفارات الأميركية بالحفاظ على سرية معلومات التأشيرات والأفراد المتقدمين بها. وبالتالي لا يمكن للسفارة تأكيد أو نفي أي معلومات تتعلق بتأشيرة زيزو أو شخص آخر لطرف ثالث دون موافقة كتابية من الشخص المعني، حتى لو كانت الجهة المستفسرة جهة حكومية (أجنبية) أو ناديا رياضيا، ولو حدث ذلك بشكل ودي سيكون من حق اللاعب مقاضاتها.

المربع الأول

pp

يعني هذا العودة إلى المربع الأول، وهو أن الزمالك لن يستطيع الحصول على الدليل الذي يسعى إليه، إلا إذا وافق زيزو رسميا ووقّع تفويضا خطيا في السفارة، أو إذا أقام النادي دعوى قانونية رسمية لإلزام السفارة الأميركية في القاهرة بالإفصاح، وهي سترفض لعدم وجود حالة استثنائية تستدعي ذلك. ويريد مجلس الزمالك الحصول على دليل إدانة ضد زيزو والنادي الأهلي، يسمح له بتصعيد الشكوى إلى المحكمة الرياضية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم، بحجة مخالفة النادي المنافس واللاعب لقوانين الفيفا التي تحكم عملية الانتقالات. ومع بقاء التأشيرة “مجهولة” النوع، يصعب على الزمالك التقدم بشكوى أو اتخاذ خطوات للتصعيد، لأن نوع التأشيرة التي يحصل عليها اللاعب يحدد بشكل واضح إذا كان هو أو الأهلي ارتكب خطأ إجرائيا يخالف قوانين الفيفا ويستوجب المعاقبة من عدمه.

وفقا للموقع الرسمي للسفارة الأميركية بالقاهرة، يحتاج الرياضيون إلى تأشيرة من نوع B – 1 التي تندرج تحت عنوان “رياضية مؤقتة” للسماح لهم بالمشاركة في أنشطة رياضية على الأراضي الأميركية، وهي من تأشيرات الزيارة تمنح خصيصا للرياضيين المحترفين أو الهواة من أجل المشاركة في مسابقات محددة، بشرط ألا يتلقوا أموالا من مصدر أميركي لمشاركتهم إلا في حدود الجوائز أو مصاريف السفر.

يحتاج التقديم على تأشيرة B – 1 عددا من المستندات، أهمها في حالة زيزو، خطاب دعوة رسمي من الجهة المنظمة (الفيفا بحكم كونه منظم البطولة)، وخطاب من النادي (الأهلي) يؤكد دور اللاعب وتفاصيل الرحلة، والأهم وجود ما يثبت علاقة اللاعب بالنادي، مثل عقد أو بطاقة لاعب صادرة من اتحاد الكرة المصري.

ووفقا للمستندات المطلوبة، فإن الحالة الوحيدة التي تسمح للاعب بالحصول على تأشيرة B – 1 هي تقديمه عقد انضمامه إلى الأهلي للسفارة، حيث تسمح القوانين بقبول العقد ولو لم يكن موثقا في اتحاد الكرة المصري، وهذا ما يريد مجلس إدارة الزمالك التأكد منه، لتقديم شكوى ضد زيزو والأهلي.

وفي حالة حصوله على تأشيرة سياحة كما ذكر خلال التحقيق معه في الزمالك فلا يسمح له بالمشاركة في أي نشاط رياضي على الأراضي الأميركية، وإنما هي مخصصة للسياحة أو زيارة الأصدقاء أو العلاج الطبي، ومخالفة ذلك يعرض اللاعب لعقوبات قانونية خلال وجوده هناك ربما تصل الى الترحيل.

ومن المستبعد أن يكون زيزو تقدم للحصول على تأشيرة B – 1 بشكل فردي، لأن الأندية في حالات سفر الفرق الجماعية، تقدم أوراق جميع اللاعبين وأفراد البعثة في ملف واحد يتولاه المسؤول الإداري للفريق، ويكون مدعوما بخطاب الجهة المنظمة أو الداعية، وخطاب من النادي يتضمن أسماء أعضاء البعثة وصفاتهم، وقائمة اللاعبين المعتمدة التي أرسلها النادي للفيفا.

وعن الموقف القانوني في حال أقدم زيزو على توقيع عقد مع الأهلي في وقت سريان عقده الحالي مع الزمالك، أفاد مصدر باتحاد الكرة المصري بأن حتى الآن لا توجد لدى الاتحاد معلومات عن توقيع اللاعب مع الأهلي قبل أن ينتهي عقده مع الزمالك بالفعل، حيث لم يتقدم الأهلي لتوثيق عقد انضمام اللاعب إلى صفوفه.

عقوبة محتملة

pp

عند ثبوت التوقيع على عقد بين الأهلي وزيزو خلال الفترة الحرة سيكون الطرفان معرضين  لتوقيع عقوبة من الفيفا، في حالة أن الأهلي لم يخطر الزمالك رسميا برغبته في التفاوض مع اللاعب حسبما تقضي المادة 18 من قانون لوائح الفيفا التي تقول “يجب على النادي الذي يعتزم إبرام عقد مع لاعب محترف أن يخطر نادي اللاعب الحالي كتابيا بنيته قبل بدء المفاوضات مع اللاعب”.

وهذا يعني أنه حتى في حالة توقيع اللاعب مع ناد جديد خلال فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده، يجب على النادي الجديد إخطار النادي الحالي بنيته التفاوض مع اللاعب، وفي حالة عدم الالتزام بهذا الإجراء يتعرض النادي الجديد لعقوبات من الفيفا، تبدأ بالتحذير أو التوبيخ أو توقيع غرامات مالية، وقد تصل إلى منع النادي من تسجيل لاعبين جدد لفترة زمنية محددة.

يقول مجلس إدارة الزمالك إنه لم يتلق إخطارا من الأهلي برغبته في التفاوض مع زيزو، كما تنص لوائح الفيفا، ما يضع الأخير تحت طائلة العقوبات، لكن الهدوء والتجاهل اللذين يصبغان موقف الأهلي من الأزمة، وعدم التعليق بأي شكل على موقفه من ضم اللاعب، يربك مسؤولي الزمالك المصري.

عند ثبوت التوقيع على عقد بين الأهلي وزيزو خلال الفترة الحرة سيكون الطرفان معرضين لتوقيع عقوبة من الفيفا

وعلمت “العرب” أن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي شكّل لجنة مستشارين قانونيين قبل فترة للتعامل مع المشكلة حسب لوائح الفيفا بما يجنب النادي العقوبات أو الدخول في تعقيدات قانونية، وأوصت اللجنة بعدم توقيع عقد مع اللاعب حتى انتهاء عقده الحالي مع الزمالك، ليكون في هذه الحالة لاعبا حرا غير مرتبط بأي ناد.

وحسب المعلومات المتوافرة، فإن عقد زيزو مع الزمالك ينتهي بنهاية الموسم الرياضي الحالي الذي يختتم في الخامس من يونيو المقبل بلقاء الزمالك وبيراميدز في نهائي كأس مصر، ما يعني أن الأهلي من حقه التعاقد مع اللاعب في اليوم التالي مباشرة.

ورغم سماح الفيفا للأندية المشاركة في المونديال الأميركي بفترة انتقالات طارئة من أول يونيو حتى العاشر منه، إلا أن إقدام الأهلي على تسجيل زيزو خلال تلك الفترة يصطدم بعقبة مهمة، تتمثل في المدة التي تستغرقها إجراءات الحصول على تأشيرة رياضية للولايات المتحدة، والتي تتراوح بحسب موقع السفارة في القاهرة بين 5 و10 أيام عمل، قد تطول إذا كان الطلب يحتاج إلى معالجة إدارية إضافية.

وفي هذه الحالة لن يتمكن اللاعب من اللحاق بالبعثة والمشاركة مع الفريق إلا بعد مرور أول مباراتين، ضد إنتر ميامي في الرابع عشر من يونيو، وضد بالميراس في التاسع عشر منه، لكن العقبة الثانية أن الأهلي لن يكون بإمكانه تسجيل اللاعب خلال البطولة، وإما أن يسجله قبل بدايتها ويغامر بفقدان لاعب إذا لم يتمكن زيزو من الحصول على التأشيرة في وقت مناسب، أو يصرف النظر عن مشاركته في البطولة.

17