ختام غير تقليدي للموسم الحالي من الدوري المصري

تتطلع الجماهير المصرية إلى التعرف على مباريات الأهلي وبيراميدز القادمة، خصوصا وأن بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2024 – 2025 تشهد منافسة قوية ومفتوحة بين ناديي الأهلي وبيراميدز على صدارة جدول الترتيب، مع اقتراب البطولة من محطاتها الأخيرة، واستمرار التنافس على لقب النسخة الحالية.
القاهرة - تتزايد التوقعات بختام غير تقليدي للموسم الحالي من الدوري المصري مع تبقي 4 جولات على الختام، يقترب من أفلام الأكشن الأميركية خصوصا مع ظهور تسريبات تفيد بوجود تنقيح قانوني في لائحة هبوط الفرق إلى الدرجة الأدنى، ما ينذر ببطلان حالات الهبوط من الأساس، وهو ما يتزامن مع تصاعد التوتر بين ناديي الزمالك وبيراميدز من جهة، وبين رابطة الأندية واتحاد الكرة من جهة أخرى، على خلفية الاتهامات التي يوجهها الناديان بمحاباة فريق الأهلي.
وعلمت “العرب” بوجود تحركات قانونية يتم تجهيزها من مسؤولين في نادي الإسماعيلي، وهو أكبر الأندية الشعبية في مصر، بعد الأهلي والزمالك، من أجل الطعن في شرعية الموسم الحالي من مسابقة الدوري، استباقا للمصير المتوقع لفريق الكرة بهبوطه لأول مرة منذ أكثر من 60 عاما، حيث يحتل الفريق المركز قبل الأخير في مجموعة الفرق المرشحة للهبوط من الدوري الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى.
الزمالك يقف في حالة تأهب انتظارا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وتسود أرجاء النادي فكرة تتصاعد بإعلان الانسحاب من الدوري
وترتكز تحركات الإسماعيلي على وجود تنقيح قانوني في اللائحة المنظمة للمسابقة ما يقضي ببطلانها، وأن الأندية المشاركة في البطولة تلقت نسخة من اللائحة قبل بداية الموسم تقضي بهبوط الفرق الثلاثة التي تحتل المراكز الأخيرة في مجموعة الهبوط، ووقعت الأندية على اللائحة بالموافقة، وبدأ الموسم الحالي بالفعل وفقا لهذه اللائحة وهذا البند المتعلق بالهبوط.
وقبل أيام قليلة من انطلاق الجولة الأولى قامت الرابطة بالإعلان عن قرارها بهبوط فريقين فقط بدلا من ثلاثة، مع صعود 3 أندية، حسب النظام المعتاد، ما سيرفع عدد الفرق المشاركة في الدوري الموسم المقبل إلى 19 فريقا بدلا من 18 كما هو حاليا، وهو ما يراه خبراء استشارهم مسؤولو الإسماعيلي تنقيحا قانونيا يوجب على الرابطة واتحاد الكرة إلغاء الهبوط هذا الموسم، أو إلغاء الموسم بأكمله، وترحيله إلى موسم جديد، يقام بنفس الفرق الحالية مع تأجيل صعود الفرق الثلاثة المفترض صعودها من الدرجة الثانية إلى الموسم بعد القادم.
إلغاء الهبوط
زادت التكهنات حول احتمال إلغاء الهبوط بعدما كشف الإعلامي أحمد شوبير في برنامجه على قناة الأهلي عن وجود نية لدى اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة تقليص عدد الفرق الهابطة إلى فريق واحد، مع صعود 3 فرق من الدرجة الأدنى ليكون عدد الفرق في الموسم الجديد 20 فريقا بدلا من 19. وقام أبوريدة بتسريب الفكرة إلى عدد من الإعلاميين المقربين منه، لتمهيد الشارع الرياضي لقبولها، بهدف مساعدة الإسماعيلي على تجنب الهبوط، باعتباره أحد الفرق التاريخية في الدوري المصري منذ ستينات القرن الماضي، ولا يريد الرجل أن يرتبط هبوط الفريق الملقب ببرازيل مصر بوجوده على رأس اتحاد الكرة. وتوجد مشكلتان تعترضان تنفيذ هذه الفكرة، الأولى قانونية وتتعلق بعدم جواز تعديل اللائحة المنظمة لأي بطولة بعد بدايتها، بالتالي سيكون من حق أي ناد، خصوصا مودرن سبورت الذي يحتل المركز الأخير في مجموعة الهبوط والمرشح الأبرز لمغادرة الدوري الممتاز، الطعن في اللائحة وإلغاء الهبوط.
والمشكلة الثانية جماهيرية بوجود ما يشبه اليقين بثورة جماهير الأهلي ضد أي قرار يجامل الإسماعيلي نظرا لحساسيات تاريخية بين الناديين، منذ أن نجح الأخير في انتزاع بطولتي دوري من أنياب الأهلي تحديدا، واحدة في موسم 1990 – 1991 حينما تخطى الأهلي في مباراة فاصلة، والثانية في موسم 2001 – 2002 بعد أن تعادل معه في ملعب القاهرة بنتيجة 4-4 ليحرمه من التفوق عليه بالنقاط، ويحقق هو اللقب الثالث في تاريخه، بخلاف انتصارات الإسماعيلي المدوية على الأهلي في نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي في مختلف البطولات.
جماهير الإسماعيلي ترى أن الأهلي قام بحملة منظمة استمرت سنوات لإغراء أهم نجومها بالانتقال إليه، ما كان السبب الرئيسي في تراجع النتائج وتحول الفريق من المنافسة على الألقاب إلى محاولة الهرب من الهبوط
وترى جماهير الإسماعيلي أن الأهلي قام بحملة منظمة استمرت سنوات لإغراء أهم نجومها بالانتقال إليه، ما كان السبب الرئيسي في تراجع النتائج وتحول الفريق من المنافسة على الألقاب إلى محاولة الهرب من الهبوط في المواسم العشرة الأخيرة، وتطورت الحساسيات بمرور الوقت إلى حالة مستمرة من التوتر بين جماهير الناديين، تتم تغذيتها باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي إلى درجة احتفال العديد من الصفحات والمؤثرين المحسوبين على الأهلي باقتراب الإسماعيلي من الهبوط.
تتصدع المسابقة المحلية الأهم في مصر من أسفل، ولا تبدو الأمور في الأعلى أكثر استقرارا، حيث تعقد الموقف بدرجة مخيفة بين الفرق المتنافسة على المراكز الأولى، بسبب التسويف غير المقنع من لجنة الاستئناف باتحاد الكرة في البت في شكوى الزمالك وبيراميدز من تراجع رابطة الأندية عن خصم 3 نقاط إضافية من الأهلي بعد انسحابه من مباراة الزمالك حسب ما تقضي به لوائح المسابقة التي طبقت على الزمالك نفسه في مواسم ماضية.
وزادت من تعقيد الموقف خسارة بيراميدز مباراتين متتاليتين وفقدان صدارة الترتيب لصالح الأهلي الذي يتفوق بنقطتين حاليا، وبات هو الأقرب للاحتفاظ بلقبه للموسم الثالث على التوالي، بينما كان المسؤولون في الرابطة واتحاد الكرة يأملون من وراء التسويف تعثر الأهلي وفقدانه فرصة المنافسة على اللقب دون الحاجة إلى احتساب أو خصم النقاط الثلاث منه، أو تعثر بيراميدز بفارق نقطي كبير عن الأهلي بحيث لا يفرق معه كثيرا خصم أو عدم خصم النقاط الثلاث.
قرار حرج
في الوضع الحالي سيكون أي قرار تتخذه اللجنة حرجا ومثيرا للرأي العام، لأن خصم النقاط يعيد الأهلي إلى المركز الثاني، وربما حرمانه من اللقب، وهو ما لن تقبله جماهيره، والتأكيد على قرار الرابطة بعدم خصم النقاط يضيع على بيراميدز أقرب فرصة في تاريخه للفوز بلقب الدوري المصري، وستكون لذلك تبعات على مناخ الاستثمار الرياضي في مصر الذي تأمل الجهات المعنية في الدولة في تشجيعه، وهو ما لن يتحقق في ظل تهديدات بيراميدز وشكواه من انعدام العدالة والشفافية في إدارة المسابقات المحلية.
ويقف الزمالك في حالة تأهب انتظارا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وتسود أرجاء النادي فكرة تتصاعد بإعلان الانسحاب من الدوري احتجاجا على ما يزعم مسؤولوه أنه محاباة الاتحاد والرابطة للأهلي، بحسب ما ذكره النادي في بيانه الأخير تعليقا على تأجيل صدور قرار لجنة الاستئناف، وبدأ عدد من المقربين من مجلس إدارة الزمالك التحدث مع مسؤولي أندية أخرى للتضامن معه، مثل بيراميدز الذي لا يمانع الانضمام لكنه ينتظر قرار لجنة الاستئناف، والإسماعيلي الذي ينتظر إعلان قرارات الهبوط.
ويدرس مسؤولو الزمالك وبيراميدز الاعتذار عن خوض لقائهما معا المقرر له الثلاثاء 13 مايو في حالة عدم استجابة لجنة الاستئناف لطلبهما بالإعلان عن قرارها في شكوى الناديين ضد قرار رابطة الأندية قبل موعد المباراة، ومع وجود مؤشرات على تجاهل اللجنة لرغبة الناديين والتمسك بالموعد الذي حددته لإصدار القرار في الخامس عشر من مايو (بعد المباراة بيومين) ربما يقدم الناديان على تنفيذ تهديدهما بعدم خوض اللقاء وتفجير القنبلة الأخيرة التي قد تعصف بموسم تلاعبت به الأعاصير الإدارية من كل جانب.