مهرجان الأقصر يقود مبادرة لتعزيز حضور الأفلام الأفريقية في القارة السمراء

"ديمبا" السنغالي أفضل فيلم في الدورة 14 للمهرجان.
الخميس 2025/01/16
خلال توزيع جوائز الدورة الـ14

بعد أسبوع من عروض الأفلام والنقاشات والدورات التدريبية والندوات اختتم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فعاليات دورته لهذا العام بخطوة أكثر شمولية، حيث أعلن عن مبادرة للاهتمام بالسينما في القارة السمراء عبر شاشات عرض خاصة تهتم بإنتاج المخرجين الأفارقة وتقربه من الجمهور المحلي.

أسدل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مساء الثلاثاء الستار على فعاليات دورته الرابعة عشرة، بالإعلان عن قائمة الفائزين بجوائز الدورة التي حملت اسم الفنان المصري الراحل نور الشريف، والتي أقيمت خلال الفترة من التاسع وحتى الرابع عشر من شهر يناير الجاري، بمشاركة 35 دولة وقرابة 65 فيلما توزعت بين روائي وتسجيلي طويل وقصير بجانب أفلام التحريك.

وجرى حفل توزيع جوائز المهرجان بحضور محافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عمارة، الذي شارك في توزيع الجوائز على الفائزين مع رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، والمخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان، وقدمت مراسم توزيع الجوائز الفنانة المصرية ياسمين الهواري والمذيعة السودانية تسنيم رابح.

وفي كلمته بحفل توزيع الجوائز، أعلن السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان عن إطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز حضور الأفلام الأفريقية في القارة السمراء، المبادرة تدعو إلى تخصيص شاشة عرض سينمائي في كل دولة أفريقية متخصصة في عرض الأفلام الأفريقية فقط.

وأكد رئيس المهرجان أن هذه المبادرة تأتي في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين دول القارة، مشيرا إلى أن المهرجان سيتقدم بمذكرة رسمية إلى رئيس منظمة الوحدة الأفريقية لدعم المبادرة. كما سيكون بإمكان جميع المهرجانات والمنظمات الدولية توقيع المبادرة طوال عام 2025، على أن تُقدَّم رسميا لرئيس الاتحاد الأفريقي في ديسمبر من العام نفسه، وتعكس هذه الخطوة حرص مهرجان الأقصر على دعم السينما الأفريقية وتعزيز انتشارها مما يسهم في إبراز الثقافة والإبداع الأفريقيين على مستوى القارة والعالم.

◙ مهرجان يركز على أهمية السينما وما تصنعه الفنون في الشعوب
◙ مهرجان يركز على أهمية السينما وما تصنعه الفنون في الشعوب

ومن جانبها أعربت المخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان عن سعادتها البالغة بما حققه المهرجان على مدار أيام فعالياته، مشيرة إلى أن حفل الختام في دورته الرابعة عشرة صادف يوم الرابع عشر من يناير والرابع عشر من رجب واكتمال القمر، وهو ما يتناسب مع شعار الدورة “السينما الأفريقية قمر 14″، كما وجّهت الشكر إلى كل المشاركين والداعمين للمهرجان وكل فريق العمل.

بينما أشار المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر إلى أهمية السينما وما تصنعه الفنون في الشعوب، مجددا الترحيب بالضيوف في مدينة الفن، مدينة الشمس، ومضيفا “الفن والثقافة وجهان لعملة واحدة قادرة على تنمية العلاقات والصداقات بين جميع الدول الأفريقية.” وتابع “وإن كنا ابتعدنا قليلا في السابق عن الموضوع الأفريقي، إلا أننا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي نحرص على إعادة هذا الترابط الهام، ونتمنى في العام القادم حضور كل دول أفريقيا لتشرفنا في الدورة القادمة.”

وزادت شراكات المهرجان وتجددت هذا العام مع الكثير من المؤسسات التي تدعم مشروعات الأفلام التسجيلية الطويلة في مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج، وجاءت جوائز المشاريع الفائزة في مسابقة الأفلام الوثائقية كالتالي: فاز بالجائزة الأولى فيلم “جذور الذاكرة” للمخرجة مي الحسامي، أما الجائزة الثانية فذهبت إلى فيلم “ذكريات آمنة” لسلمى سعد حلمي أمين، بينما حصل فيلم “بنات الجزيرة الخضراء” لروجينا طارق كمال الدين على الجائزة الثالثة.

 كما حصل فيلم “ترميم” للمخرجة أميرة مرتضى على جائزتين من مسابقة الأفلام الوثائقية بالمهرجان، وهما الجائزة الرابعة والتي تقدم برعاية شركة أفلام مصر العالمية، والجائزة الخامسة وهي جائزة عينية تقدر بساعات مونتاج لفيلم وثائقي طويل برعاية مؤسسة فيلم هاوس، أما فيلم “هش” لسالي أبوباشا فحصد الجائزة السادسة والأخيرة وهي جائزة عينية تقدر بـ “ساعات مكساج صوتي لفيلم وثائقي طويل”، برعاية حواديت فيلمز بالتعاون مع مهندس الصوت مصطفى شعبان.

وتكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية من الكاتبة الفلسطينية ليالي بدر، محمد المنجي منتج تنفيذي بقناة الجزيرة الوثائقية، والمخرج والمنتج شريف مندور. أما جوائز مسابقة أفلام الطلبة والتي تكونت لجنة تحكيمها من د.محمد شفيق، د.هشام جمال، د. منى الصبان فجاءت كالتالي: تنويه خاص بفيلم “بيلعب في عبي” للمخرج أنطونيوس باسيلي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم “نبت الأرض” للمخرج محمد حامد سلامة، وجائزة تخصص في التصوير عن فيلم “اسمي دهب” للمصور وائل جازولي، وذهبت جائزة أحسن فيلم لفيلم “عيشة أهلك” للمخرج أحمد حامد.

أما مسابقة أفلام الدياسبورا فقد أعلنتها الناقدة هالة الماوي عضو لجنة التحكيم، وفاز فيلم “ستيفي واندر” من غانا للمخرجة أكوسوا بوسيا. وفي ما يتعلق بجوائز مسابقة الأفلام القصيرة التي ترأسها الكاتب والسيناريست المصري أحمد مراد، فقد حصل الفيلم الموريتاني “والدك على الأرجح” للمخرج سيدي محمد طلبة على تنويه خاص، بينما حصل فيلم “شيخة” للمخرجة المغربية زهوى راجي على شهادة تقدير، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم “تحميل” للمخرج التونسي أنيس الأسود، أما جائزة أحسن فيلم  فكانت من نصيب فيلم “جوابات” للمخرج السوداني علي أحمد بابكر.

◙ المبادرة تدعو إلى تخصيص شاشة عرض سينمائي في كل دولة أفريقية لعرض الأفلام الأفريقية فقط

وفاز بجائزة رضوان الكاشف التي تقدمها مؤسسة شباب الفنانين المستقلين لأفضل فيلم يحمل هوية أفريقية، فيلم “رجل مات” من نيجيريا للمخرج أوام أمكبا ياسمين. وضمن قائمة الفيلم الطويل حصل فيلم “مئة واثنا عشر” من توغو للمخرج جويل ماماكا تشيدر على تنويه خاص، بينما حصلت أمل المناعي على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم “عصفور جنة” للمخرج التونسي مراد الشيخ، أما جائزة أحسن ممثل ففاز بها الممثل باريس سامبو عن دوره في فيلم “ديسكو أفريكا” للمخرج رزناتوونا لوك من مدغشقر، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم “د/فانون” من الجزائر للمخرج عبدالنور زحزاح، بينما كانت جائزة أحسن فيلم من نصيب فيلم “ديمبا” من السنغال.

وكان المهرجان اختار دولة موريتانيا لتكون ضيف شرف الدورة الرابعة عشرة، وأقام ندوة عن السينما الموريتانية، شارك فيها الفنان مصطفى البان رئيس مهرجان نواكشوط السينمائي، والفنان سالم دندو رئيس مصلحة السينما الموريتانية.

وشهدت هذه الدورة من المهرجان تكريم الممثل المصري خالد النبوي والمخرج مجدي أحمد علي من مصر، والمخرج موسي أبسا من السنغال، والممثلة والمخرجة أكوسوا بوسيا من غانا، والفنان أحمد الحفيان من تونس، فيما أهديت الدورة لروح كل من المؤلف عاطف بشاي، والمخرج المغربي الطيب الصديقي، والمخرج الموريتاني ميدو هوندو، والمخرجة السنغالية صافي فاي، كما احتفل المهرجان بمئوية الممثل المصري شكري سرحان، من خلال إصدار كتاب يوثق مسيرته الفنية وندوة عن تجربته وأعماله.

كما شهدت دورة المهرجان هذا العام تنظيم ملتقى “مستقبل المهرجانات السينمائية الأفريقية في عصر الرقمنة”، بمشاركة عدد من صناع الأفلام ومنظمي المهرجانات والمنتجين من مختلف دول أفريقيا. المهرجان شهد إلى جانب عروض الأفلام، إقامة 14 ورشة فنية غطّت مجالات متعددة منها: التمثيل، الإخراج، التصوير، المونتاج، الرسوم المتحركة والحلي والفنون التشكيلية، إضافة إلى إصدار عدد من الكتب والنشرات التي تناولت السينما الموريتانية، والكتب التي تناولت مسيرة عدد من النجوم وصناع السينما بمصر والقارة السمراء، مثل نور الشريف، وخالد النبوي، وصافي فاي وغيرهم.

وكان للفنون التشكيلية حضورها ضمن فعاليات هذه الدورة حيث أقيم ضمن فعاليات المهرجان، معرض تشكيلي حمل عنوان “إبداعات من الجنوب”، ضم مجموعة من الأعمال الفنية لعدد من فناني جنوب مصر، بجانب طلاب كلية الفنون الجميلة في مدينة الأقصر. المعرض الذي أشرف عليه الدكتوران رمضان عبدالمعتمد وأحمد شعراوي، اشتملت الأعمال التي عرضت فيه على رؤى بصرية متعددة وأفكار مستلهمة من الموروث الثقافي والحضاري المصري، وأكدت على مفهوم الهوية المصرية عبر مجالات الإبداع التشكيلي.

 

14