عبدالله آل حامد يقود وحدة التواصل الاجتماعي

نعيش في عالمنا المعاصر تحديات عالمية، من حروب وأزمات سياسية الأبعاد، وتحولات التنافس الجيوسياسي في مناطق النفوذ، وجميعها توترات تتطلب من دول الاعتدال المحورية أن تلعب دوراً مؤثراً في تهدئتها، وإنهائها عبر التسويات السلمية. وتستغل هذه التوترات قوى خارجية، عبر عناصرها المؤدلجة والمندسة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الذي فشل في تحقيق أجنداته خلال حقبة ما يسمى بالربيع العربي، ويبحث اليوم عن نافذة ولو ضيقة لتسلق المشهد عبر تأجيج الأزمات، وتضليل الرأي العام بالأخبار الكاذبة، والإشاعات الهادفة إلى ضرب العلاقات بين الدول المؤثرة، وهدم كيانات ناجحة على المستوى الإقليمي مثل مجلس التعاون الخليجي.
وفي عصر الرقمنة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة رئيسية للتأثير والتفاعل، ومنصة سهلة لأدوات الهدم والفتن التي تصعب مواجهتها دون توعية الشعوب. ولهذا، برزت مبادرة الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، كخطوة هامة نحو تعزيز الوحدة الخليجية، وحملت شعار “أوقفوا الإساءة” وتبعتها حملة “تبليك بدون تعليق”، والتي تسعى لمواجهة التهديدات التي يمثلها الذباب الإلكتروني، وتخليص الفضاء الرقمي من المعلومات المضللة والإساءات المتعمدة.
مبادرة آل حامد تؤكد أهمية القيادة المباشرة والفعالة في التصدي للتحديات الرقمية التي تواجه دول الخليج، ونجاح الحملة بشكل قياسي في تصفية الفضاء الرقمي من المحتوى المسيء
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة ملائمة لترويج الأجندات المعادية، وتفكيك الروابط الأخوية بين الدول الخليجية، لكون الذباب الإلكتروني يضم حسابات مشبوهة وقادرة على ملء الفراغ الذي قد تتركه الكيانات الإعلامية الرسمية مما أدى إلى نشر الشائعات، وأعطى الفرصة للمجهول والممنهج وحتى الفئة التي تعاني من الفراغ، والباحثين عن الشهرة إلى الدخول في قوالب من بث الفتنة، تصاعدت مع تأثر المواطنين الغيورين الذين اضطرّوا للدخول في دائرة الفتن، لاعتقادهم أنه بمثابة الدفاع عن الوطن، ما أوقعهم في مستنقع الذباب! وهو ما تطلب استجابة إستراتيجية عاجلة وفعالة.
ويحسب للشيخ عبدالله آل حامد تفاعله الميداني المباشر مع المغردين الإماراتيين والخليجيين، من خلال التغريدات والمساحات عبر منصة إكس، مما يعكس أسلوب قيادة حقيقيا وملهما مهما كانت الصعوبات وشدتها، وهي طريقة أظهرت حرصه الكبير والتزامه العميق في معالجة المشاكل التي تواجه وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ليس بغريب على من ينتمي لمدرسة رائد المبادرات الخيرة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ولا أستغرب حرص الشيخ عبدالله آل حامد على تعزيز الوحدة الخليجية، عندما ينتمي لوطن أسسه الشيخ زايد بن سلطان، صاحب الأثر الواسع في تأسيس منظومة مجلس التعاون.
مبادرة آل حامد تؤكد أهمية القيادة المباشرة والفعالة في التصدي للتحديات الرقمية التي تواجه دول الخليج، ونجاح الحملة بشكل قياسي في تصفية الفضاء الرقمي من المحتوى المسيء، يعكس نجاحاً كبيراً في استعادة السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي، ويؤكد على ضرورة تبني إستراتيجيات متكاملة لمواصلة النجاح واستدامته، وذلك عبر البحث أولاً عن الأسباب التي جعلت الذباب الإلكتروني يملأ الفراغ الرقمي؟ ولعل أبرزها تطور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وسريع، قبل أن تتمكن الدول من توفير الأطر المؤسسية، والموارد والقدرات التي تضبط المحتوى وتنظمه بشكل متوازن، بالإضافة إلى تباين مستويات الوعي الرقمي بين الأفراد، مما فتح المجال للذباب الإلكتروني في استغلال نقاط الضعف والثغرات، للتسلل ونشر الأجندات المضللة.
يمكن الاستفادة من النخبة مثل كتاب الرأي والباحثين وصناع المحتوى، لتشكيل حائط صد يواجه حرب المعلومات الكاذبة، لما يملكونه من تأثير كبير على الرأي العام، والقدرة على توجيه النقاشات العامة
ولا بد من ملء الفراغ الرقمي بإستراتيجيات متعددة الأبعاد من خلال تحسين جودة المحتوى الإعلامي، سواء الرسائل الإيجابية أو الرد على الإعلام المعادي بالحقائق اللازمة ليميز الجمهور بين الحقيقة والافتراء، مع تشجيع التعاون بين المؤسسات الإعلامية الخليجية، لوضع إستراتيجيات مشتركة لمواجهة الحملات التضليلية، وتعزيز الرسائل الإيجابية عبر قيم الوحدة والتعاون.
والتركيز على توعية المستخدمين من الأفراد خصوصاً ذوي النية الصادقة، وقد يكونون وقعوا في فخ الحروب الإلكترونية بهدف الدفاع عن الوطن في مواجهة حسابات الذباب، عبر تنظيم الحملات التوعوية الرقمية والدورات التدريبية وورش العمل، حول كيفية التحقق من مصادر المعلومات وفهم تقنيات التضليل، وتقديم محتوى تعليمي عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام حول كيفية التحقق من الأخبار، والتفريق بين المعلومات الصحيحة والأخبار المزيفة، وإعداد دليل إرشادي يوضح كيفية التعامل مع الأخبار المضللة، ويشمل خطوات التحقق من صحة المعلومات، وتجنب التفاعل مع الحسابات المشبوهة.
كما يمكن الاستفادة من النخبة مثل كتاب الرأي والباحثين وصناع المحتوى، لتشكيل حائط صد يواجه حرب المعلومات الكاذبة، لما يملكونه من تأثير كبير على الرأي العام، والقدرة على توجيه النقاشات العامة، وتعزيز الوعي حول القضايا الهامة، ولعب دور المراقب والمبادر للمحتوى الرقمي بشكل تطوعي، من خلال إطار مستدام يتعاون مع الكيانات والجهات الرسمية لمكافحة التضليل، والتصدي للذباب الإلكتروني بشكل موضوعي ومدروس.
يمكننا بناء مجتمعاتنا الخليجية على التمييز بين الحقيقة والخيال، والمبادرة التي أطلقها الشيخ عبدالله آل حامد، هي أكبر دليل على سرعة النتائج في تنقية الفضاء الرقمي من السموم التي تهدف إلى تفتيت وحدتنا، والشعوب الخليجية في فطرتها لا تتقبل فتن الذباب، وتملك الرغبة الصادقة في عدم الانجرار وراء محاولات زرع الفتنة. ولهذا، لاقت المبادرة تفاعلا شعبيا وحكوميا واسعا في دول الخليج المختلفة، يعكس حب الخليجيين لوحدتهم، ورفضهم لأي محاولات لتفكيك الروابط الأخوية بينهم.