دراما الكتابة عن دراما مغاربية وخليجية

الترويج للدراما اليوم ما عاد عبر الإعلانات الكلاسيكية فقط. الكتابة الصحفية هي من أهم أساليب نشر الخبر عن مسلسل جديد أو فيلم في طريقه إلى الشاشات.
الخميس 2024/02/08
الدراما المصرية تجاوزت الكثير من الإخفاقات

يحسد منتجو الدراما والسينما في الدول المغاربية ودول الخليج نظراءهم المصريين والسوريين. من السهل الترويج لفيلم مصري. السينما المصرية هي السينما العربية. في الوقت الذي تأسست فيه هذه الصناعة عالميا، بادر المصريون قبل غيرهم وأنشأوا أستوديوهات بمواصفات عالية، وصنعوا النجوم والكومبارس والطواقم الإنتاجية المختلفة. حال الإنتاج السينمائي في مصر اليوم بائس، لكن ثمة ما يكفي في الأرشيف لجعل قنوات تستمر في عرض الأفلام المنتجة خلال السنين.

الزخم الدرامي المصري مستمر عبر شاشات الفضائيات بسلاسل لا تنقطع من المسلسلات. تجاوزت الدراما المصرية الكثير من الإخفاقات، بعد أن تعلمت الدرس من أن آخرين، من العالم العربي أو من الجوار التركي، ممكن أن ينافسوها وأن يستحوذوا على جزء معتبر من حصتها، بإنتاج عربي بديل أو مدبلج.

السوريون حاولوا تجربة حظهم مع السينما فلم تولد السينما السورية كصناعة. في لحظة من الاسترخاء الدرامي المصري، أقلعت الدراما السورية وحققت الكثير. حتى الحرب الأهلية في سوريا لم تعطل الإنتاج الدرامي السوري، وتمكن صناع الدراما فيها من العثور على المنفذ الهجين، السوري – اللبناني، للإبقاء على الحصة الشامية على شاشات الفضائيات.

الترويج للدراما اليوم ما عاد عبر الإعلانات الكلاسيكية فقط. الكتابة الصحفية هي من أهم أساليب نشر الخبر عن مسلسل جديد أو فيلم في طريقه إلى الشاشات. لهذا، في العمل الصحفي اليومي ثمة جدل بين المحررين عن إعداد المادة الصحفية الصالحة للنشر عن الإنتاج الدرامي. لا يجادل مدير تحرير الصحيفة أو الموقع مع المحرر عندما يكتب أو يعد مادة صحفية عن عمل مصري أو سوري. مثل هذه الكتابة أو الإعداد يعدان أكثر من طبيعيين. القارئ العربي يريد أن يعرف ماذا ينتظره في رمضان مصريا وسوريا. لكن الجدل يبدأ ما إن تتم الكتابة عن عمل خليجي أو دراما مغاربية. سيسأل مدير التحرير: هل قارئنا مهتم بمثل هذه الموضوعات؟ أو بصيغة أدق، هل قارئنا من خارج تلك الرقعة الجغرافية، مهتم بمطالعة موضوع عن مسلسل خليجي جديد؟

جرّب أن تكتب عن مسلسل يمني مثلا، وسترى ردود فعل وجدل أكثر في مجموعات التحرير للصحف والمواقع. لا أعرف إن كان أي من قرائنا، من خارج اليمن، قد شاهد مسلسلا يمنيا. حتى الكتابة عن مثل هذه المسلسلات ستكون من باب الإشارة إلى الندرة، وليس النقد للعمل الدرامي.

هذا الجدل وارد في مؤسسة تنشر صحيفة عربية، أي ليست محصورة بأفق إقليمي. فكيف الحال عندما يتعلق بالكتابة في صحيفة مغربية عن مسلسل خليجي، أو عن مسلسل تونسي في صحيفة سعودية؟

لعل منصات البث التدفقي ستؤثر في تغيير طبيعة الأسئلة التي يوجهها مدير التحرير للمحرر عندما يتناول عملا من خارج المنطقة الدرامية التقليدية، أي مصر وسوريا – لبنان. هذا ما حدث عندما استطاعت منصة مثل نتفليكس اجتذاب الاهتمام بشكل أكبر بالدراما الأوروبية في العالم الأنغلوسكسوني، حيث الدراما السينمائية أو التلفزيونية كانت تعني لوقت قريب ما ينتج في أستوديوهات هوليوود. الصحافيون البريطانيون صاروا يكتبون بأريحية أكبر عن الإنتاج الأوروبي، بل والقادم من أميركا اللاتينية.

سيكتب محررونا في هذه الصحيفة عن الإنتاج الدرامي من خارج المنطقة التقليدية، وسيجرون حوارات أكثر مع صناع السينما والدراما في المنطقة المغاربية وفي العراق والخليج. الأمر يستحق الاهتمام والمتابعة.

18