عالم المصريات فرنسيس أمين: التماثيل السوداء لا تعني أن الفراعنة أفارقة

الخبير الأثري المصري وعالم المصريات فرنسيس أمين، هو واحد من أهم العاملين في هذا المجال، صاحب خبرة كبيرة، وعلى اطلاع واسع وقديم بحركة المركزية الأفريقية. ومن منطلق أهمية الموضوع، والمساعي الكثيرة والجهود المتنوعة التي تمارسها المركزية الأفريقية لنشر مزاعمها عن الأصول المصرية، وأنهم بناة الحضارة المصرية، كان لنا هذا الحوار معه.
لعل أهم الأسئلة التي قد يسألها من يتابع كل ما تقوم به حركة “الأفروسنتريك” من غير الدارسين للحضارة المصرية وغير العارفين بخلفية تلك الحركة هي الأفروسنتريك أو المركزية الأفريقية، هل هم فعلا أصل الحضارة المصرية؟ هل طردهم العرب والمسلمون من مصر؟ ومن يعيش في مصر الآن؟ لماذا تم كسر أنف أبوالهول؟ ولماذا توجد تماثيل سود؟ من هو الأب الروحي لتلك الحركة؟
ومن هنا كانت البداية مع عالم المصريات فرنسيس أمين، حيث يرى الأثري أن هذا الموضوع الشائك والمتشعب للأسف يتصدى له في الغالب غير المتخصصين.
أصول المصريين
وفق فرنسيس أمين فإن من أهم المتخصصين الذين يكفي مجرد نقل آرائهم أو نتاج بحثهم للرد على تلك المزاعم، أحد أشهر علماء التشريح في العالم واسمه إليوت سميث، وهو من قام بفحص معظم المومياوات والأجساد والجماجم، وله عدة كتب عن المومياوات المصرية القديمة. وهو من كبار مؤسسي علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) وكانت له أبحاث ودراسات عن أصل الإنسان وهجراته بين القارات أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وقام إليوت سميث بفحص كم كبير من الهياكل العظمية والجماجم التي تم العثور عليها في صحراء مصر من العصر الحجري الحديث مرورا بالدولة القديمة، ومن المدهش أنه وجد بقايا طعام لآخر الوجبات التي تناولوها، وكانت محفوظة بفضل رمال الصحراء.
وعندما قام بفحص بقايا هذا الطعام وجد أنه لحم مطبوخ، على الرغم من أن الإنسان البدائي يعتمد في غذائه على النبات ثم يصطاد ويأكل اللحم نيئا، وهذا كان يؤكد نوع الطعام الذي تم فحصه في معامل لندن، فأثبتوا أنه كان لحم غزلان وماشية، فتوصل إلى نظرية أن الإنسان المصري في هذا العصر كان يقوم بتربية الماشية، ولا يعتمد على الصيد فقط.
ويتابع أنه في هذا الوقت كان هناك من يدعي أن الحضارة المصرية أصلها ألبيني (بلاد الألب). فقام إليوت سميث عام 1911 بإصدار كتاب “المصريين القدماء هم أصل الحضارة”، وكان لهذا الكتاب صدى واسع وكان ردا قاطعا على تلك الادعاءات، وقام بتعديله عام 1923، وقام الأديب سلامة موسى بترجمته إلى العربية. ومنذ ذلك الوقت أصبحت نظرية إليوت سميث مرجعا هاما.
لم يكتف سميث بدراسة الهياكل والجماجم فقط، بل كانت له عدة مقالات يقارن فيها فن العمارة من خلال المباني الضخمة من الأحجار فوجد أنها ترجع إلى أصول مصرية. وأطلق على الهياكل العظمية التي يتم إيجادها في جميع دول العالم الإنسان الجيزاوي انتماء إلى الجيزة.
دراسات مختلفة تدعي زورا أن الحضارة المصرية هي حضارة العالم كله ولا تعترف بها كحضارة مصرية
وعبر أمين عن استيائه من التعامل خلال فترة الستينات في مصر مع تلك القضية، حينما كان يتم إنقاذ آثار النوبة، حيث كان جمال عبدالناصر متقارباً مع الدول الأفريقية، فكان هناك شيء من التسامح في نظرية أن الإنسان المصري أصله أفريقي، ولم تتم معارضة ذلك الفكر. حتى أن عبدالمنعم أبوبكر، وهو من أكبر علماء الآثار المصريين، أصدر كتابا يتضمن بعض التلميحات لهذه النظريات.
وعن الأساس الذي تعتمد عليه المركزية الأفريقية فهو كتاب للشيخ أنتا ديوب العالم الموسوعي الذي له عدة نظريات وأبحاث هائلة في عدة مجالات (الفيزياء والكيمياء والرياضة…) ولاسيما في مجال اللغات، وهو يدعي أن الحضارة المصرية هي حضارة العالم كله، ولا يعترف بها كحضارة مصرية، وذلك لأنه تم استعبادهم لعدة قرون، فيبحثون عن حضارة كبيرة ينسبون أنفسهم إليها، ليخرجوا من صورة العبيد التي كانت سائدة عنهم في الغرب، ومثال ذلك أننا نجد في الأفلام العالمية والصور واللوحات أن الخادم دائما يظهر أنه عبد أسود اللون، أما في الحضارة المصرية القديمة فكان ذلك ممنوعا تماما، حتى أن حامل مروحة الملك هو ابن الملك، ولا أحد من الخدم يقترب من الملك إلى هذا الحد.
ويضيف “كذلك نظريته في مقارنة اللغة المصرية باللغات الأفريقية، وبالنسبة إلى تلك النظرية فالمنطق يقول إنَّ القديم هو الأصل، وليس الحديث هو أصل القديم، فإن اللغة المصرية القديمة هي أصل اللغة العامية التي نتحدث بها الآن وبالتالي فإن كل النظريات في هذا المجال تهدم بالمنطق. الأمر يشبه ملوك الأسرة الـ25 عندما شيدوا وادي الملوك بالسودان ورسموا الآلهة المصرية القديمة، وكتب العالم الآخر بطريقة محلية فإنها ليست أصل نصوص الأهرام، ولكن هو نقل لهذه الحضارة إلى هناك”.
ويتابع “هناك نظرية أخرى كانت تدعي أن أصل الحضارة المصرية يعود إلى قبائل التحنو الليبية، وكان مدعي هذه النظرية موسوليني أثناء احتلاله لليبيا وذلك بهدف تحقيق أطماع سياسية حتى يحصل على تأييد ودعم من الليبيين لاحتلال مصر، وخرج الإيطالي جوزيف جلاسي بكتاب أسماه ‘التحنو هو أصل الحضارة المصرية القديمة’، كما أن الكثير من العلماء كانوا يحاولون أن ينسبوا أغلب الآلهة المصرية القديمة إلى أصول ليبية”.
المركزية الأفريقية

أما عن سبب وجود تماثيل سوداء وعن ادعاء أن وجودها دليل على الأصل الأفريقي للمصريين، فبالنسبة إلى هذا الادعاء يجيب أمين بأن كل تماثيل مصر القديمة كانت مطلية بألوان، وتلوين التمثال باللون الأسود يعني أنه يختص بالعالم الآخر، فنجد أوزوريس إله الموت لونه أسود دليل على العالم الآخر فتتخذ الصفة الجنائزية، ومنها تمثال منتوحتب الثاني الذي عثر عليه كارتر في الدير البحري الموجود حالياً في المتحف المصري وتماثيل توت عنخ آمون وتحتمس الرابع المصنوع من الخشب المطلي بالقار (أي البلاك الأسود اللون) لأن هذا لون العالم الآخر.
بالإضافة إلى ذلك يذكر أن المصري القديم كان ينقل علمه إلى الأفريقيين ولدينا لوحة للمصري القديم وهو يعلم الأفريقي كيف يستخدم الماصة. وأطلق المصري القديم على الأفريقي اسم “بانيحسي” أي صاحب البشرة السمراء وذلك ليميزه. وهناك فترات كانت تسمح فيها مصر بتوافد القبائل الأفريقية والآسيويين إليها في عهد رمسيس الثالث فقاموا بالانقلاب عليه، وهذا الخطأ الذي وقع فيه رمسيس الثالث، وبدأ بعدها الحاكم المصري القديم يفقد هيبته وتكررت بعدها الغزوات. وإذا تتبعنا تحاليل DNA للمومياوات القديمة، نجد أنها أثبتت أن المصريين هم أنقى سلالة على وجه الأرض حتى الآن.
وعن رؤيته لحركة المركزية الأفريقية (الأفروسنتريك) يرى أمين أنه تحرك غير علمي، ولا توجد له دلائل أو إثبات في المجال العلمي والبحثي وخاصة في علم الإنسان، ولا يمكن أن تنشر هذه الأفكار في مجلة ذات مصداقية علمية رسمية ولكن يتم نشرها في بعض الصحف والمجلات.
ويعاتب أمين غياب الأصوات المصرية التي تتصدى لتلك الحركات في الإعلام العالمي، ويرى أنه يجب الرد عليها بنفس لغتها، ويضيف قائلا “فبالرغم من أننا في عصر السماء المفتوحة لكن مازلنا نخاطب أنفسنا، وليس لنا وجود إعلامي في الخارج”.
هناك تماثيل من مصر القديمة كانت مطلية بألوان وتلوين التمثال بالأسود يعني أنه يختص بالعالم الآخر
ويؤكد أن الصوت الوحيد الذي رد هو الدكتور زاهي حواس، ولكن كان رده بسيطاً ومختصرا، ومن المفترض أن يكون له دور أكبر من ذلك في محاضراته في أميركا. وهذه الحركة تعتبر جزءا من حركات التحرر التي كان يؤيدها عبدالناصر بالتحديد لتحرير أفريقيا من الاستعمار.
وعن ادعاء المركزية الأفريقية أن كسر أنف أبوالهول كان لإخفاء أصله الأفريقي، يجيب أمين بأن ملمح الإنسان الأول هو الأنف، وهي ليس موجودا، وليس صائم الدهر هو من قام بكسره، وأوضح أن هناك دليلا عربيا يذكر أن أنف أبوالهول مهشم منذ القرن العاشر، وهناك رسومات لأبوالهول تؤكد ذلك، وهناك عدة دلائل على أن أبوالهول كان يستخدم في التصويب ويتم إطلاق السهام على رأسه.
والمتتبع لتاريخ المركزية الأفريقية يعلم أنه عندما بدأت هذه الحركة منذ 100 عام لم تكن جزءاً منها الحضارة المصرية وربما يتساءل لماذا الآن تحديدا يضاف هذا الادعاء إلى هذه الحركة وبهذه السرعة تنتشر وبكل تلك الأدوات والإصرار؟
يؤكد أمين أنه “عندما خرجت هذه الحركة من عدة أعوام كانوا يدعون أنها حضارة العالم كله، ولكن الآن تركيزهم على الحضارة المصرية لأنها أقدم وأقوى حضارة فيريدون أن ينسبوا لهم حضارة قوية. وهو نفس ما يفعله اليهود الصهاينة عندما يتحدثون عن خروج سيدنا موسى فيقولون إنه كان في عصر ملك كبير؛ فينسبونه إلى رمسيس الثاني أو تحتمس الثالث”.
ولعل أهم من رد على ذلك الادعاء عالم الآثار بوب براير، عالم المصريات الشهير وصاحب كتاب “Mummy man”، قام بتحنيط رجل أميركي على الطريقة المصرية القديمة وقام أولا بتغطيته بملح النطرون لمدة خمسة أيام فتحول لونه إلى اللون الأسود، إذا لون المومياوات الأسود لا صلة له بأصل المصريين أو لون بشرتهم، وهو ليس فقط ضد الأفروسنتريك، ولكنه هادم لنظريتهم الكبرى أيضا، وهي النظرية القائلة بأن “لون جسد المومياوات الأسود دليل على أن أصلها أفريقي”.
حيث قام بإجراء تجربة عملية بتحنيط إنسان -لم يكن لونه أسود- بناء على طلبه عندما يموت، وغطاه بملح النطرون مثلما كان يفعل المصري القديم، فتحولت الجثة بعد خمسة أيام إلى اللون الأسود، ودلل بذلك على أن وجود الملح على الجسد يحول لون الجلد إلى الأسود.
التشويه والحركة الخطيرة
عن وجود ارتباط بين حركة المركزية الأفريقية واليهود يقول أمين “اليهود هم من يعادون التاريخ المصري، ومن الهام أن نؤكد أن بداية دراسات التاريخ المصري القديم بدأت من الكنيسة، بل إن علم الآثار ذاته بدأ في الكنيسة، وذلك لكي تتم دراسة الكتاب المقدس، لأن أصل الدراسة وبداياتها في الفاتيكان”.
ويوضح أنه على الرغم من أن شامبليون هو من فك رموز حجر رشيد، كانت توجد دراسات من قبل ذلك هدفها أن تثبت صحة الكتاب المقدس، حيث أن الكتاب المقدس ذكر اليهود وسيدنا موسى والخروج، لذلك فإن علماء المصريات الأوائل كانوا رجال لاهوت. ولكن عندما قام شامبليون بفك رموز حجر رشيد، وجد ما هو أقدم بكثير من الكتاب المقدس، وكان من الممكن أن يُقتل ويُحكم عليه بالإعدام، وهذا سبب صراعه مع الكنيسة، ولكن بعد ذلك بفترة قصيرة ابتعد علم المصريات عن الكنيسة.
ويشير أمين إلى أنه منذ التسعينات ونحن لم نلتفت إلى الإعلام العالمي فكان يروج لكتاب يدرس في كل المدارس الأوروبية، وهو كتاب لمؤلف اسمه سيرم عن الآلهة والملوك على الرغم من أن هذا الكتاب أصدر في الخمسينات، والخطير في هذا الكتاب أنه ذائع الصيت والرواج ويذكر أن اليهود كانوا شعباً مضطهداً في مصر، وأنهم هم العبيد الذين صنعوا الآثار المصرية.
ولعل أبسط مثال هو الكتاب الإرشادي عن مصر الذي يخاطب العالم ويتعرف فيه الأجنبي على مصر فإذا به يلوث الحضارة المصرية القديمة.
ويضيف أمين “هذا بخلاف مجلة الدليل السياحى Autrement ‘أوتريمان’ الصادرة حول مصر والتي تقلب الحقائق التاريخية وتشوه صورة مصر كما لم يشوهها كتاب آخر، لذا لا بد أن ندرك خطورة انتشار هذه النوعية على نطاق واسع، هذا الكتاب الصادر بالفرنسية، والذي لم يترجم إلى العربية، ويعتبر دليلا عن جميع الدول، كتبته باحثة فرنسية يهودية، وعندما حصلتُ على النسخة العربية من هذا الكتاب كنت أبكي لما وجدته من سخرية من الحضارة المصرية والآثار والرؤساء المصريين”.
وبحزن شديد يقول أمين “في فيلم ‘الوصايا العشر’ قام جمال عبدالناصر بإعطائهم كارت يسمح لهم بالتصوير داخل مصر فكانوا يصورون المصريين بأنهم يضطهدون اليهود، ويعاملونهم كالعبيد ويضربونهم”.
ويسترجع أمين ذكريات حديث له مع رئيس جمهورية ساحل العاج وكان أستاذا للتاريخ بجامعة السوربون، حيث فوجئ عندما وجده يحفظ نشيد إخناتون عن ظهر قلب، وكان يعارض ذلك الفكر بالكلية، ولا يعترف به وكان أكثر رؤساء الدول ثقافةً، ولكن لم يمنعه ذلك للأسف من أن يصبح دكتاتورا.
الماسونية حاليا هي حركة تحكم العالم، ولها أهدافها، وهي أول من أعلن رسميا عن سرقة الحضارة المصرية ولم يتحدث أحد عن ذلك
وعن مدى خطورة تلك الحركة، وإمكانية أن يتوافدوا على مصر بالفعل بأعداد كبيرة ويخرجوا أهل مصر الأصليين منها، خاصة وقد رأينا تجربة الفلسطينيين بأعيننا، أكد أمين “على توافد الأمريكان السود على مصر بأعداد كبيرة منذ عدة سنوات، ويقبلون على شراء الذهب والمجوهرات الضخمة التي تتخذ أشكال شخصيات فرعونية، وأنه كان الاعتقاد في البداية أنهم يحبون الذهب والحلي، ولكن اتضح أنهم في أميركا يصنعون لهم الذهب بأشكال مصرية فرعونية معتقدين أنهم أصل تلك الحضارة”.
وعن خطورة حركة الأفروسنتريك أكثر من بقية الحركات، وعن إمكانية دخولهم مصر بالفعل، يجيب أمين بالإيجاب، وكنت أتمنى لو أجاب بالنفي، واستطرد في تدليله على ذلك أنه في عام 1988 قام أحد القادة، وهو رئيس قبيلة أفريقية، بتسلق مسلة مصرية على قمة حجر غرانيت، ووقف عليها لمدة ثلاث ساعات في الشمس ليثبت أنه حفيد الفراعنة.
وفيما يتعلق بالتوافق بين كراهية الحركات الصهيونية للحضارة المصرية مع الرغبة في التخلص من الأميركيين من أصل أفريقي في أميركا، يشير أمين إلى أنه يجب أن نتحدث هنا عن كيفية سرقة التاريخ وسرقة الحضارة، حيث يتم دفع مبالغ ضخمة لشراء الآثار المصرية حاليا.
ويؤكد أن الماسونية حاليا هي حركة تحكم العالم، ولها أهدافها، وهي أول من أعلن رسميا عن سرقة الحضارة المصرية ولم يتحدث أحد عن ذلك، ورموز هذه الحضارة هي رموزهم ولديهم متاحف ماسونية في أميركا، وكانت مصر تقيم معارض فيها ومازالت على علاقة بهذه المتاحف الأميركية، وهي في الأصل ماسونية.
ويشير أمين إلى أن هناك متحفا ماسونيا كتب عنه من قبل يزوره عدد هائل من الناس ومكتوب عليه أنه ماسوني وجميع الآثار فيه مصرية، ونماذج تقليدية لآثار مصرية، وأهم ما في هذا المتحف رحلات المدارس حتى تبرمج عقول الأطفال من صغرهم.
ويرى أمين أن أخطر ما في الأمر هو تأثير التيار الرافض للحضارة المصرية ويتبرأ منها من المصريين أنفسهم، حتى أن هناك من خرج علينا ليقول “إن الحضارة المصرية حضارة عفنة”، وعندما كان سلامة موسى ولويس عوض يناديان بضرورة أن نعتز بحضارتنا، قاموا بمهاجمتهما، وأخرجوا كتابا اسمه ‘لويس عوض هذا الفرعون’، إلى درجة أنه في فترة (أنور) السادات وما بعدها كان يوجد استنكار كبير للحضارة المصرية وكان هناك تيار ينادي ببيع الآثار ومنه صحافيون ومفكرون كانوا ينادون ببيع قناة السويس وغيرها، وحتى إبراهيم عيسى قالها علنا إنه لا يحب الحضارة المصرية القديمة ولا يقرأ عنها”.
ومن ضمن الأسباب أيضا في رأيه أن مصر تكبرت وابتعدت عن أفريقيا في عهد حسني مبارك وخاصة بعد حادثة الاغتيال في إثيوبيا، وهذا خطأ ندفع ثمنه الآن.
وفي الختام نستفسر منه عن مصير فيلم شادي عبدالسلام العبقري “إخناتون” الذي بذل فيه مجهودا خرافيا، وكان سيكون توثيقا هاما لملك عظيم، وسيكون نموذجا يحتذى به لما يجب أن نقدمه لمواجهة ما يقدمه المدعون، فأكد أمين أن حلم شادي عبدالسلام قبل وفاته كان أن يمد الله في عمره حتى يخرج هذا الفيلم إلى النور، ولكن لم يمهله القدر لذلك، أما عن تنفيذ المشروع الآن فإنه يحتاج إلى إنتاج ضخم وتكاليف باهظة، وكان هذا سبب توقفه في حياة شادي عبدالسلام ونفس السبب وراء أن الفيلم لم يكتمل حتى الآن.