الشاعر المصري النوبي عبدالراضي: حاضر الشِعْر العربي رائع ومستقبله أروع

رغم الادعاء بخفوت الشعر العربي وارتكانه إلى الظلال وتركه لمساحته لفنون أدبية أخرى، فإن في الجزم بهكذا مواقف مبالغة وتزييفا للواقع، إذ مازالت للشعر في الواقع الثقافي العربي مكانة بارزة، ولا أدل على ذلك من إقبال أجيال الشباب على كتابته والتجريب فيه. في هذا الحوار مع الشاعر المصري النوبي عبدالراضي نتعرف على واقع الشعر كما يراه ومستقبله كما يتنبأ به.
الأقصر (مصر) - يقول الشاعر والأكاديمي المصري النوبي عبدالراضي، إن “العرب مستهلكون في كل شيء ما عَدَا الشِعْر”، ويتوقع مستقبلا مشرقا للشِعْر العربي.
ويضيف عبدالراضي، في تصريحات له على هامش مشاركته بالمؤتمر السنوي لفرع نقابة الاتحاد العام لكتاب مصر، بمحافظة الأقصر التاريخية، إن “الراصد للحالة الشعرية العربية، يجد أن حاضر الشِعْر العربي رائع، ومستقبله أروع”.
الصدارة للشباب
يقول عبدالراضي “يتربع الشِعْر على عرش الأدب والإبداع، وما يثار حول تفوق الرواية على فن الشِعْر هو قول يفتقد إلى الحقيقة، خاصة وأنه لا أدلّة لدينا على ارتفاع معدلات توزيع كتب الروايات، وتراجع توزيع الدواوين الشعرية”.
ويلفت الشاعر المصري إلى أن “سوق النشر والتوزيع بالعالم العربي تفتقد إلى الإحصائيات الدقيقة، ومن ثم، فإن القول بتفوق الرواية على الشِعْر ربما يكون وهما”.
ويشير إلى أن المشهد الشعري العربي الآن يتصدّره الشباب، و”شباب الشعراء العرب يبشرون بمستقبل مشرق للشِعْر العربي، ولديهم تجارب جادة وواعدة”.
ويتابع عبدالراضي قائلا إن “بيت الشعر في مدينة الأقصر جنوب مصر استطاع عبر المئات من الندوات والأمسيات الشعرية، أن يُقلّب البيئة الشعرية، وأن يكتشف أصواتا شعرية معبّرة ومبشّرة من جيل الشباب، وذلك إضافة إلى فعاليات أخرى تنظمها
مؤسسات أخرى بينها اتحاد فروع اتحاد كتاب مصر، على غرار مؤتمر ‘العامية في الجنوب: ملامح وتحديات‘، والذي انعقد في مدينة الأقصر بمشاركة قرابة 60 شخصية من الشعراء والنقاد المصريين”.
وحول رؤيته لحركة النشر بالعالم العربي، يقول عبدالراضي إن “حركة النشر العربية تسودها قيم ليست سليمة أو عادلة، وتسيطر عليها المجاملة والشللية والإقصاء أيضا، وأن ذلك يعوق الحركة الشعرية والأدبية بوجه عام”.
وحول رؤيته للحركة النقدية في العالم العربي، يرى أن “الحركة النقدية غير مواكبة لتطور واتساع المشهد الشعري العربي، وهي حركة انتقائية وبعيدة تماما عن العدالة مثل حركة النشر، وأن النقاد يتوقفون عند الأسماء الكبيرة فقط”.
ويؤكد عبدالراضي أن النقد ظلم الشعراء الشباب “ولم يقترب من تجاربهم”، معتبرا أن الأمر يحتاج إلى جهد نقدي لمواكبة النتاجات الشعرية للشباب العربي.
كما يشدد على حاجة المشهد الشعري العربي إلى نقاد يسايرون الحركة الشعرية الشبابية في الوطن العربي.
حول رؤيته لمكانة الشِعْر العربي في المشهد الشعري العالمي، يقول الشاعر المصري “في كل لغات العالم، هناك شعر يعبر عن الواقع ومعاناة الإنسان، وكذلك الحال في الشعر العربي”.
الفن الأول
في كل لغات العالم، هناك شعر يعبر عن الواقع ومعاناة الإنسان، وكذلك الحال في الشعر العربي
ويشدد عبدالراضي أنه على الشاعر أن يكون “متواصلا مع الثقافة الإنسانية، وأن تكون انطلاقته من واقعه وثقافته ووعيه الذاتي وإلا سيكون مسخا، وأن يعبر عن ذاته وعن قوميّته وهويته الوطنية”.
وعبر عن إيمانه بأن “الشعر هو الفن الأول وأبو الفنون وأقدمها، وأنه الفن الأقرب للذائقة العربية، وأن الشِعْر لدى العرب هو الفن المُعبّر عن علاقتهم بالكون والوجود”.
ويذكر أن النوبي عبدالراضي، حاصل على درجة الدكتوراه في علوم اللغة، وهو شاعر ينتمي لمحافظة الأقصر، وعضو اتحاد كتاب مصر، وحائز على جائزة بهاء طاهر من اتحاد كتاب مصر 2011، وصدرت له مجموعة من الدواوين داخل مصر وخارجها، بينها “عشب الليل”، و”نحن الأشجار التي تجف”، و”الحدائق لا تنبت الموشحات”، و”مشاهد درامية بالفعل”، و”ربما مر سرب عصافير”، و“عن الهم والحب والحرية”، ودراسة بعنوان “غناء في قدس الأقداس” تناول فيها بالتحليل أشعار الشاعر المصري حسين القباحي.