طهران: لن نتفاوض مع الرياض بشأن حلفائنا

الرياض - أعلنت طهران الاثنين رفضها التفاوض مع الرياض بشأن حلفائها في المنطقة، مشيرة إلى أنه من المبكر الحديث عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ما لم “تتخذ السعودية خطوات مؤثرة”.
وتعرف العلاقات السعودية - الإيرانية في الأشهر الأخيرة نوعا من التهدئة، بعد فتح الطرفين مجالا للتفاوض بوساطة عراقية، إلا أن مراقبين يشككون في أن تصل هذه المفاوضات إلى “خواتيم سعيدة” في ظل إصرار طهران على المضي قدما في سياساتها المعادية للمنطقة وفي مقدمتها دعم الميليشيات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن “حواراتنا مع المملكة العربية السعودية حول قضايا ثنائية وإقليمية، ونحن لن نتفاوض حول أصدقائنا مع أي أحد”.
وأضاف خطيب زادة أن “الرياض تعلم أن سياسة الضغوط والحصار ضد الدول الأخرى قد فقدت تأثيرها منذ زمن طويل”، قائلا “إننا نقف إلى جانب الشعب اليمني وأصدقائنا”، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين.

سعيد خطيب زادة: ما يزال من المبكر الحديث عن إعادة فتح السفارات
وتوفر طهران دعما وإسنادا قويين للمتمردين الحوثيين في مواجهة الحكومة اليمنية المدعومة من قبل تحالف عربي تقوده الرياض.
ويشكل الدعم الإيراني للحوثيين تهديدا مباشرا للأمن القومي السعودي ليس فقط على مدى المنظور في ظل استهداف المتمردين المتكرر لأراضي المملكة، بل وأيضا على المديين المتوسط والطويل خصوصا في حال نجح هؤلاء في فرض سيطرتهم على كامل شمال اليمن المتاخم للسعودية.
ويرى مراقبون أن إيران تسعى لخلق أمر واقع جديد يقوم على اقتطاع شمال اليمن وتحويله لدولة تحت سيطرة الحوثيين، يكون على تماس مباشر مع السعودية، وما القتال الشرس الدائر اليوم في محافظة مأرب التي تعد آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن إلا تأكيدا لهذا المخطط.
ويشير المراقبون إلى أن المفاوضات الدائرة اليوم على خط الرياض - طهران لن تغير من سياسة إيران سواء في اليمن أو في غيره من دول المنطقة.
ووصف خطيب زادة الحوارات بين إيران والسعودية في بغداد بالـ”جادة وشفافة”، لكنه ربط نتائجها “بجدية الطرف الآخر في تجاوز التصريحات الإعلامية”.
وحول ما إذا كانت المفاوضات قد اقتربت من إعادة فتح السفارات، قال المسؤول الإيراني إنه “من المبكر الحديث عن ذلك”، لافتا إلى أن “ما بدأناه في بغداد من حوار يهدف بالنتيجة إلى الوصول إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
وكانت العلاقات بين الرياض وطهران شهدت قطيعة دبلوماسية تامة منذ مطلع عام 2016، إثر اقتحام سفارة المملكة في طهران، خلال احتجاجات على إعدام السلطات السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر بموجب حكم قضائي صادر بحقه.
العلاقات السعودية - الإيرانية تعرف في الأشهر الأخيرة نوعا من التهدئة، بعد فتح الطرفين مجالا للتفاوض بوساطة عراقية، إلا أن مراقبين يشككون في أن تصل هذه المفاوضات إلى “خواتيم سعيدة”
وقال خطيب زادة إن “نتائج الحوار الإيراني - السعودي تتوقف على سياسات الرياض”، مؤكدا أنّ المفاوضات التي تجريها طهران مع السعودية “جديّة وتتم مناقشة الملفات بصورة شفافة”.
وشدد على أن موقف بلاده لا يتغير حيال ما أسماها بـ”الجزر الإيرانية والخليج الفارسي”، قائلا “إيران جار صبور ومحب للمنطقة ولكن لن تتنازل أبدا عن أي شبر من أراضيها”.
وبدأت إيران والسعودية في أبريل الماضي مسارا تفاوضيا برعاية العراق، وتم عقد أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي الذي تسلم الرئاسة الإيرانية في أغسطس الماضي.
وعقدت الجولة الأخيرة أواخر سبتمبر الماضي، ولم يعلن حتى اللحظة عن موعد الجولة المقبلة. وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت لوكالة “رويترز” “لقد أجرينا أربع جولات من المحادثات مع طهران حتى الآن”، مضيفا أن “المحادثات كانت ودية ولكنها لا تزال في سياق استكشافي. ومازلنا نأمل أن تحقق تقدما ملموسا… لكن حتى الآن، لم نحرز تقدما كافيا لنكون متفائلين”.
وحول عقد جولة أخرى من المحادثات، قال الوزير السعودي إنه لم يتم تحديد أي شيء “لكننا منفتحون على الاستمرار”.